لا زالت عائلة بويرات في مدينة ام الفحم تعيش حالة من الصدمة من رحيل الطفلة نور بويرات التي وافتها المنية ليلة السبت الفائت، بعد صراع مع المرض لم يمهلها طويلا.

وكان قد تم اكتشاف المرض الذي حملته نور، قبل اكثر من عام ونيف وعلى هذا استمرت رحلة العلاج لما يقارب عامين.

يذكر بانه قبيل فترة كانت هناك حملة تبرعات بالدم للطفلة نور في مركز النور الطبي بام الفحم وكنا قد نشرنا عن الموضوع في "بكرا" الى ان شبح الموت كان اقرب.

قصة علاج متعبة

خضر بويرات، وهو جد المرحومة، قال: نور كانت ذكية للغاية والذكاء الذي كانت تتمتع به لم يكن عند احد، صحيح ان نور فارقت الحياة وانا تأثرت كثيرا، لكن تأثيري يبقى بالكلام وليس أكثر، كإنسان كلنا سنموت ونحن نؤمن بالقضاء والقدر والعمر له حد في نهاية الامر، اما ان نتذكر تصرفات نور واحاديثها فهذا صعب جدا لان وفاتها هدمتنا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، في الشهر الأول من العام الفائت 2016، جاءت المرحومة عندنا وكانت تعاني من الام في قدمها، فسألتها جدتها اين مكان الألم؟ فأجابت المرحومة هنا، لم نر أي ضربة او كدمات او اورام، فاصطحبها أهلها الى صندوق المرضى في صبيحة اليوم التالي ومن هناك حولت الى مشفى هعيمك في مدينة العفولة ليتبين بعد أسبوع انها تعاني من امراض في الدم! عانينا الكثير ولم نيأس البتة ولمدة عام ونصف كنا على الشوارع في مشفى شنايدر، كانت نور تعود للبيت يوم وتعود للمشفى شهر ونص وأخرى يوم للبيت لتعود شهرين للمشفى فهذا الحال استمر لفترة طويلة وبذلنا كل ما بوسعنا لإنقاذها والعلاج كان صعب للغاية!".

وتابعت: في النهاية اخذوا من شقيقتها النخاع، لكن قالوا لا نريد أي شيء من اقرباءها وعلى هذا نحتاج لمتبرع من الخارج وبهذا أتوجه لكل الخير ولكل من واسانا بالشكر الجزيل وانا ممنون لهم كل حياتي لانهم تبرعوا لنور وحاولوا انقاذها، بعد هذه الفترة، جاءت عندنا قبل شهر رمضان بشهرين، وبدأت بتقبيلنا ومداعبتنا فاستغربنا من تصرفاتها!، لترد علينا بانها "تودعنا" لا استطيع العودة لحديثها لأنه يؤلمني كثيرا ويمزق احشائي حتى ان والدها رفض ان اجري المقابلة معكم في حجرتها كي لا يتذكر أي شيء لان ما حصل معنا، فاجعة بكل معنى الكلمة".
وقال: ذهبت نور الى المشفى وكان القرار هو زرع نخاع شوكي من دون أهل وبالفعل الناس تبرعت لها من كل حدب وصوب فالخير في وبأمتي الى يوم القيامة، وتم تخفيض المناعة وهم بحاجة لزرع نخاع، انتظروا حتى ترتفع نسبة المناعة، ولكن الأخيرة لم ترتفع، الجراثيم انتشرت بجسد نور على وجه السرعة ونهشته مرة واحدة لم تمهلها نفسا واحدا وبهذا تدهورت صحتها شيئا فشيئا الى ان وافتها المنية منتصف ليل السبت – الاحد".

لا اعرف كيف سأرد جميل

علامات التأثر بدت عليه، وأنهى كلامه: انا لا اعرف كيف سأرد جميل من تبرعوا لحفيدتي نور، هؤلاء لم يتبرعوا بمصاريف بل تبرعوا بدمائهم والحمد لله كانت المنية اقرب لحفيدتي. العلاج كان صعب والأدوية التي تحمّلتها لو تلقاها جبل لهدم، هي صبرت وكانت شخصيتها قوية جدا، مرة جاءت الطبيبة لتفحصها وبدأت نور تتحدث مع طبيبتها فتركت الأخيرة الفحص وذهبت الى مكان بعيد لتجهش بالبكاء، نور تركت اثراً كبيراً في نفوس من خالطها وعاشرها، حديثها ليس لسنها ونحن تعاملنا مع مرض نور بإيجابية ومنذ البداية توكلنا على الله فما يكتبه سيحدث، ادعو لكل مريض بالشفاء العاجل من قلبي ومن ربي واسأل الله ان يشفي الام كل المرضى طوال الوقت وليس فقط الان خلال المقابلة، وبالطبع اشجع الناس على التبرع لأنه عقب الفترة التي عاهدتها، انا مستعد حتى بان اتبرع بعيوني ولا اعتقد انه يوجد اغلى من النظر والحمد لله اهل الخير كثر، المرحومة كانت من الأوائل بمدرستها، هي كانت في الصف الثالث وتنطق اللغات الثلاث بطلاقة وعندما كنا نتحدث بالمشفى بلغة الإشارات كانت تفهم علينا وتعي ما يدور حولها وبفترة العلاج كان الطلاب يرسلون لها الامتحانات وهي كانت من الأوائل رغم عدم دوامها، البروفيسور الذي واكب صحتها هاتفنا ليأتي الينا ليعزينا برفقة الأطباء بالمشفى لان نور برحيلها عزت على الجميع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]