يتعرّض المواطن العربي في البلاد بين الفترة والأخرى ، للسياسات العنصرية التي تميّز وتفرّق بين المواطن والاخر، اما لأسباب قومية او دينية او عرقيّة.

وعلى الأغلب في البلاد، الحوادث العنصرية كلّها تكون على أساس قومي، اما في منتجع "بيت إيال" للسباحة الذي يقع في "عيمك هيردين"، الامر كان مختلفا تماما، بحيث تجلّت العنصرية هناك على أساس ديني ومنع النساء المسلمات اللواتي يرتدين لباس طويل من الدخول الى برك السباحة.

كشف مراسل "بُكرا" عن العنصرية هناك في اعقاب تسجيل صوتي الذي وصل الى غرفة الاخبار وتشتكي صاحبته من العنصرية التي تتعامل بها ادارة المنتجع مع المتديّنات اللواتي يذهبن هناك بهدف السباحة والترفيه عن أنفسهن.

ممنوع منعا باتا الدخول الى البركة بملابس طويلة

ودارت المحادثة بالتسجيل الصوتي، بين طالبة الحقوق الطمراوية، ميسم مجدوب وبين العاملة هناك بالمنتجع، والتي تجيب على اتصالات المواطنين بهدف الاستعلام والاستفسار.

وبحسب التسجيل، فانّ مجدوب قد هاتفت مكتب الإستعلامات التابع للمنتجع بهدف الاستفسار عن ساعات العمل خلال ايام عيد الفطر الفائت.

ووفقا للتسجيل، عندما وجّهت مجدوب السؤال حول الملابس التي يسمح فيها الدخول للبركة، فكان الجواب بانّه ممنوع منعا باتا الدخول الى البركة بملابس طويلة او حتى ملابس المياه الطويلة وهذا الامر الذي يؤكده التسجيل الذي حصلنا عليه.

وادَّعت مجدوب خلال التسجيل، انّ ردّ المنتجع عليها يعتبر بمثابة عنصرية ويحدّ من حرية الامرأة المتدّينة ليكون جواب المنتجع بان هذه القوانين وهذه التعليمات وممنوع الدخول بملابس طويلة بهدف الحفاظ على النظافة.

يذكر بان مراسلنا وجّه سؤالا للمنتجع وفقا لادعاءاته بان هناك تعليمات من وزارة الصحة تمنع الدخول بملابس طويلة، ليكون ردّهم بان التعليمات بموقع وزارة الصحة، الامر الذي لا يمتّ للواقع بصلة حيث انه لا يوجد ذكر لهذه الامور هناك.

البسة السباحة الاسلامية ممنوعة فهذه قوانينهم وسياستهم

صاحبة الشكوى - ميسم مجدوب، قالت بحديثها مع موقع بُكرا:" كما تحدّثت معك مسبقا، كنّا مجموعة تريد ان تقضي يوم في شماليّ البلاد، وحسب معرفتي بالمناطق، سمعت عن هذا المنتجع وقررت ان اتصل لاستفسر عن الأسعار وساعات العمل والاغلاق، لاتفاجئ بان هناك شروط على اللباس، لا يسمح ان نرتدي ملابس طويلة للسباحة، بمعنى انه ممنوع ارتداء بنطال تحت الركبة او حتى جارزة تحت الكوع، وبمعنى أخر، ممكن القول ان البسة السباحة الاسلامية ممنوعة فهذه قوانينهم وسياستهم".

يتوجب التوجه للمحكمة لتغيير القوانين بهذا المكان

وتابعت:" لقد أغضبني حقا ما سمعت رغم عدم تديّني، لكن برفقتي نساء متدّينات ومتحجّبات، ولا يقبلن على أنفسهن بان يظهرن أقدامهن على الملأ، ومن المعروف اننا في دولة ديموقراطية تضمّ ديانات مختلفة، فقلت لها انكم تمسّونني بديني وعرقي ولا تحترموني ولا تحترمون ديني اصلا، فقالت مشدده على ان "القوانين هي التي تنص على ذلك في هذا المكان".

وعن موقفها من ذلك، تقول:" موقفي طبعا بداية التوجه للصحافة لكي يعرف الجميع هذا الامر، ثانيا التوجه للمحكمة لتغيير القوانين بهذا المكان".

وانهت كلامها قائلة:مكن ان نتمالك انفسنا من الوضع القائم في الدولة كونه لا يوجد بيدنا حيلة، لكنني شخصيا لا اسكت على مثل هذه الأفعال كوني عربية مسلمة".

ادارة المنتجع ترفض كل إدعاءات مجدوب

وتوجَّه مراسلنا لإدارة المنتجع ليحصل على ردّهم على ادعاءات مجدوب، وكان ردّهم عن طريق محاميهم وجاء فيه ما يلي:" موكلتي "بيت إيال" اتقدم بالرد على توجهك في التاريخ أعلاه، كالتالي: للتأكيد ولمنع أي تشكيك، موكلتي ترفض كل إدعاءاتك رفضًا قاطعًا. إدعاءاتك التي توجه التهمة بأن موكلتي تقوم بالفصل على اسس عنصرية إتجاه النساء المسلمات مرفوض، كما نشير الى ما يلي، إدعاء موكلتي بأن تعليمات وزارة الصحة بمنع الاستجمام في بركة السباحة بلباسٍ يغطي الجسم، وذلك لمنع تلويث وامراض قد تصيب جمهور المستجمين، وبناءًا عليه فالتعليمات تسمح للدخول بملابس السباحة فقط، لتطبيق تعليمات وزارة الصحة، والتي تنص على المحافظة على صحة المستجمين، كالمذكور اعلاه، قامت موكلتي بفرض معايير وتعليمات داخل بركة السباحة - بدون تمييز على اسس جندرية او طائفية - تسمح بالدخول لبركة السباحة في ملابس السباحة فقط".

هذه القوانين تهدف الى المحافظة على نظافة وصحة المستجمين

واضاف:" ملابس السباحة تُقاس من جزئها الأعلى حتى الأكتاف، ومن أسفل بنطال حتى الركب، ملابس سباحة كاملة، أي من الأكتاف للركب مسموحة. كل ذلك لتجنب دخول مستجمين بملابس تغطي الجسم بشكل كامل.ننوه أيضًا انه هناك لافتات، بالعربية أيضًا، في المكان تنوه الى اللباس المسموح به الدخول الى البركة، كما هو مذكور في بند ٥ أعلاه. هذه القوانين، التي تهدف الى المحافظة على نظافة وصحة المستجمين، تُطبق على الجميع بدون تمييز. ذات التصرف ينطبق على المستجمات اليهوديات المتدينات، اللاتي يجئن بملابس طويلة وليس وفق التعليمات المذكورة في بند ٥ اعلاه. فلهذا، مفهوم ان موكلتي لا تقوم بتمييز النساء المسلمات، وفق ما ذكر في ادعاءات مجدوب".

صحة ونظافة بركة السباحة

واكمل حديثه قائلا:" اود بالذكر ان نساء مسلمات اللاتي يجئن في لباس السباحة المسموح به، يدخلن بركة السباحة بدون تمييز. فلذلك، لا صحة لإدعاءك بالتمييز العنصري، فالسبب الرئيسي لرفض موكلتي ادخال النساء المسلمات في اللباس الطويل هو صحة ونظافة بركة السباحة، وليست لأسباب عارية عن الصحة كما ذكرت مجدوب، انوه أيضًا، انه وخلال عيد الفطر السعيد، الذي احتفل فيه المسلمون مؤخرًا، جاء ما يقارب الخمسة الاف مستجم الى بركة السباحة، وقامت موكلتي بالترحيب بهم ولاقتهم بحسن نية، بدون تمييز عنصري.وبهذا الصدد فقد قامت موكلتي بتوزيع مناشير تؤكد على تعليماتها للدخول الى بركة السباحة بلباس السباحة فقط. مرفق صورة من المنشور باللغتين العبرية والعربية.يذكر أيضًا ان بركة السباحة لها سقف يحمي المستجمين من الشمس، ولذلك لا مانع لتطبيق التعليمات المذكورة في بند ٥ أعلاه".

واستطرد حديثه قائلا:" ألخص أقوالي، لا يوجد أساس لإدعاءك العاري عن الصراحة بأن موكلتي تقوم بالتمييز ضد النساء المسلمات باللباس الطويل في دخولهن لبركة السباحة.السبب الوحيد لهذه القوانين يعود لتطبيق قوانين وزارة الصحة في لبس ملابس السباحة فقط، وذلك من دواعي صحية ونظافة المستجمين. نساء ورجال، يهود مسيحين ومسلمين، يأتون الى بركة السباحة بلباس طويل، وذلك يعيق على عمل البركة، فماذا يلبسون؟ أهو لباس سباحة ام لا؟ فلذلك لمنع أي بلبلة قامت موكلتي في سن قوانين ملزمة للباس داخل البركة، كما هو مذكور أعلاه في بند ٥.بناءً على ذلك، وكما ذكرت مجدوب ، موكلتي ترفض إدعاءات التي توجهت لك جملة وتفصيلا".

وانهى كلامه قائلا:"لمنع أي تشكيك، لا يوجد بجوابي هذا أي تنازل عن حق لموكلتي، او استخلاص لإدعاءاتها".

وزارة الصحة:" المستجم بإمكانه الدخول الى البركة بملابس مياه طويلة"

الناطق بلسان وزارة الصحة - ايال بيسون، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" المستجم بامكانه الدخول الى البركة بملابس مياه طويلة او جارزة من نوع تريكو بلون فاتح".

نضال عثمان:" هذا التمييز ممنوع وفق قانون منع التمييز في المنتجعات"

اما المحامي نضال عثمان من الائتلاف لمناهضة العنصرية قال بحديثه لموقع بُكرا:" تقر الجمعية بواسطة ممثلتها في المحادثة التلفونية مع الشابة ميسم مجدوب وبواسطة رد محاميها على توجه مراسل موقع بكرا الصحافي يحيى جبارين بانها تمنع النساء اللواتي يلبسن لباسا للسباحة يغطي كل جسدهن من دخول البركة، ما يعني انها تمنع النساء المتدينات اللواتي يسبحن عادة في لباس سباحة شرعي يغطي كل ارجلهن وكل ايديهن وهذا الكلام ينطبق على نساء مسلمات متدينات وكذلك على متدينات متشددات يهوديات، واللاتي بسبب عقيدتهن الدينية يمتنعن عن كشف اجزاء من ايديهن او ارجلهن. عمليا فأن هذه الانظمة التي تعترف بها الجمعية تميز ضد النساء اللواتي يردن السباحة بلباس سباحة يغطي كل جسدهن وهذا التمييز ممنوع وفق قانون منع التمييز في المنتجعات بتقديم الخدمات والدخول لاماكن اللهو والاماكن العامة. والذي يمنع التمييز بناء على الانتماء لدين او لمجموعة دينية او صاحبة معتقد وتوجه معين، وان كانت ادارة البركة لا تمنع دخول المسلمين او مجموعة دينية اخرى للبركة اذا التزموا بالنظام المخالف للقانون الذي اقروه، الا انها وبحسب هذه الانظمة تمنع مسلمات او يهوديات يرتدين ملابس سباحة شرعية تغطي كل اطرافهن من الدخول للبركة والسباحة".

سنعمل على ان تقوم ادارة البركة بابطال هذا الانظمة

واكمل حديثه قائلا:" سنعمل على ان تقوم ادارة البركة بابطال هذا الانظمة غير القانونية وسنتابع مع ميسم مجدوب الاجراءات القانونية الممكنة".

وانهى كلامه قائلا:" هنا اتوجه للجمهور واقول ان العنصرية تلبس اقنعة كثيرة ونتوهم احينا بان الحالة عادية وليست عنصرية، الا انه يتوجب على الانسان حتى وان لم يعرف القانون ان يتبع احساسه، فأن دله على ان هناك تمييز ضده او ضد شخص في اعطاء الخدمات بناء على لاي مجموعة ينتمي او ايمانه ومعتقداته فليتوجه لفحص الامر ولاستشارة قانونية الينا في الائتلاف لمناهضة العنصرية او الى مؤسسات حقوقية اخرى او محامين خاصين يستطيعون فحص الموضوع".

الصورة بلطف من موقع المنتجع 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]