بادر ابن قرية الحجاجرة، الشاب فادي حجاجرة الى جانب شبّان اخرين الى تأسيس مبادرة اطلق عليها اسم "عرب الحجاجرة".

جاءت هذه المبادرة لنشر التسامح والمحبّة، وتقبّل الاخر في القرية هناك، ولدحر العنف ومحاربته واقتلاعه من جذوره.

لاقت المبادرة ترحيب واسع من قبل اهالي القرية هناك بالاضافة الى اهتمام اعلامي واسع بنشاطاتهم المختلفة.

مبادرة شبابية

وقال الشاب فادي حجاجرة:" هي مبادرة شبابية قامت بدعم من اهل البلد لشبابها. لتحسين وتطوير القرية على جميع الاصعدة، ان كان ثقافي، اجتماعي، او اخلاقي من خلال فعاليات منهجية، او ندوات ودورات، لوضع الشباب داخل منظومة، تمنعهم من الانحدار لطرق لا تحمد عقباها. بحمدلله قامت شباب البلد وسكانها جميعا بتوظيف طاقاتها وقدراتها وكانت النتائج قد فاقت التوقعات بحيث انه كانت استجابة وردود فعل إيجابية وداعمة من اهل البلد".

وعن تبلور الفكرة، يقول:" ككل الشباب نطمح لنسير في الركب المتقدم، وهذا ما ابتغيناه، ففي الشباب، الطموح، والقدرة، والقوة الكامنة، حيث رأينا انه من الواجب علينا كشباب اهل قرية، وعائلة واحدة، ان نستخرجها ونفعِّلها بالمشاريع الهادفة للمصلحة العامة، من الطبيعي ان لا تجد آحداً من المجموعه يسعى لمصلحة خاصة ابدا، بل على العكس تماما، فقد بذلت الشباب اجتهادا ليس يسيرا على حسابهم الخاص من وقت وتعب ودعم مالي. تكونت الفكرة، وبدأنا بها منذ سنتين تقريبا، وقد تضمنت نظافة وتزيين القرية وفعاليات في إطار المدرسة الابتدائية، ومسيرات في الأعياد، كذلك الامر تخللت الفعاليات زيارة للمسنين في القرية، وتوزيع هدايا لاهلنا في البلد في عدة مناسبات".

نرتقي بعد ان نلتقي

اما عن أهداف المبادرة، يقول:" بالنسبة للاهداف قد تعاهدنا ان نرتقي بعد ان نلتقي، وان نصعد ونسعد سوياً عن طريق نبذ العنف جملةً وتفصيلا، وتعزيز التآخي واللحمة بين أفراد القرية واهلها ، وقد كان بفضل من الله، حيث راينا الود قد جاب الحملات والفعاليات التي قمنا بها، وقد فتحت لنا أبواب البيوت والقلوب، ورُحب بنا على أتم وجه، وبأفضل الصور، هي البلد كما عهدناها دائما وابدا على قدر من كرم وطيب اخلاق بارك الله لهم ولنا".

وعن توقعاته من مدى تفاعل الناس معهم، يقول:" في بادئ الامر لم نكن نتوقع ان تكون مشاركة من البلد واهلنها فيها، حتى انه في اول حملة نظافة قد اتفقنا بعد ان أعلنا على مواقع التواصل الاجتماعية انه لو كنا نحن فقط في الحملة سنبقى ونكون، الا انه قد خاب بحمدلله توقعنا، وكانت هناك استجابة من معظم أهالي القرية، شيباً وشبانا، من جميع الاعمار والفئات، حتى ان النساء اشتركن عن طريق تحضير الطعام والشراب في حملات النظافة التي قمنا بها لا يخفى على احد ان النساء عنصر فعال في مجتمعنا بشكل عام وفي القرية بشكل خاص بالدعم المعنوي والمادي والتحفيز الذي كان منهن على مدار السنتين".

نعيب زماننا والعيب فينا، ‎وما لزماننا عيبٌ سوانا

وانهى كلامه قائلا:" يا حبَّذا لو ان الشباب في القرى والمدن المجاورة تحذو حذونا، ليتصدروا المجتمع ويتصدون للعنف الذي استشرى كالنار في الهشيم في ما بيننا. نؤمن ان القمة لن تستوي الا باستواء قاعدتها ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم وعليه فإننا نعيب بشبابنا الخير لتقديم ما يستطيعون لبلدانهم وأهاليهم وهذا واجب علينا عسى الله ينفعنا لنعيد احياء ما نستطيع من عادات وأعراف وقيم قد افتقدناه في هذا الوقت
يستحضرنا ابيات قالها الامام للشافعي"‎نعيب زماننا والعيب فينا، ‎وما لزماننا عيبٌ سوانا، ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان هجانا، ان نبدأ بالفعل وتغيير ما نستطيع لا يوجد ما يسمى “وقت متأخر” كي تبدأ في تحسين واقعنا علينا ان نبدأ وفقط".

واختتم كلامه قائلا:" كلمة اخيرة نوجهها للاهل وأبناء البلد وشبابها باسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير ادامها الله بأمن وامان، كذلك نشكر جميع من دعمنا في المسيرة جمعية الريان وبصمات الخير وقبسات للإنتاج الفني".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]