شهدت الكنيست، أمس الثلاثاء فعاليات ومباحثات خاصة في يوم اللغة العربية، الذي بادر إليه د. يوسف جبارين، النائب عن القائمة المشتركة، وكانت الطواقم المهنية في سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة في البلاد، قد شاركت بكثافة في أبحاث اللجان البرلمانية الخاصة بهذا اليوم، فيما قدّم المدير العام المشارك للجمعية، رون جرليتس، خطابا له باللغة العربية في المؤتمر التلخيصي لفعاليات اليوم، تأكيدا على مكانة وأهمية اللغة العربية في البلاد.

فيما يلي الخطاب الذي ألقاه جرليتس:

أريد أولًا، أن أشكر النائب يوسف جبارين على المبادرة لهذا اليوم الهام. أنا رون چرليتس وأنا المدير العام المشارَك لجمعية سيكوي. سيكوي هي جمعية عربية-يهودية تعمل لدعم المساواة والشراكة بين المواطنين العرب واليهود. أنا مسرور للتكلم في يوم اللغة العربية في الكنيست. هذه أول مرة أتحدث فيها بالعربية أمام الجمهور. جهزت نفسي للتكلم اليوم بالعربية على مدى عدة أيام. لكني ما كنت لأنجح بهذا، لو أِني لم أتعلم العربية لامتحان البجروت في الثانوية.

مع أُنني لم استخدم اللغة العربية لسنوات طويلة، إلا أن دارستها في الثانوية أعطتني الأساس الذي جعلني لا أشعر بالغربة في بيئة تتحدث بالعربية وجعلني أتحدث معكم الآن بالعربية.

وهذا دليل على أهمية أن يتعلم كل الطلاب اليهود في اسرائيل اللغة العربية في المدارس.
جمعية سيكوي تعمل منذ عدة سنوات، من أجل دعم مكانةً وحضور اللغة العربية في اسرائيل. إننا نعمل لبناء حيّز جماهيري مشترك، وفيهِ مكان كامل ومتساوي للغة العربية - في المواصلات العامة والجامعات والمستشفيات ومواقع أخرى.

هذا النشاط هام، لأَن اللغة العربية هي لغة المواطنين العرب - وهم أقلية أَصلانيِة في البلاد.
لكن مهم التأكيد بأن الحضور المتساوي للغة العربية هو مصلحة لكل المواطنين في اسرائيل، بَمن فيهم اليهود، من أجل دعم المساواة في المجتمع وتخفيف مشاعر الاغتراب والكراهية، من الضروري عدم التعامل مع اللغة العربية كلغة العدو، إنما كلغة الشريك في المواطنة والدولة.
من المهم أيضا التذكير بأن اللغة العربية هي لغة الأم لغالبية أهالي المواطنين في اسرائيل، بسبب اليهود الذين هاجروا من الدول العربية والاسلامية. هذه الحقيقة الهامة هي مُبرر آخر وفرصة أخرى لدعم مكانة اللغة العربية.

في السنوات الأخيرة، تُحاول جَهات في الحكم بأن تمسّ بمكانة اللغة العربية. لكن يهمني جدا القول، بأننا حتى في هذه الأجواء السياسية الصعبة، نجحنا في جمعية سيكوي، مع شُركاء آخرين، بتحقيق تغيير هام بحضور اللغة العربية في الحيز العام في البلاد!
هنالك ثورة ثنائية اللغة في الباصات في كل أنحاء البلاد، واللغة العربية تحتل مكانا متساويا في اللافتات وخدمة المناداة في الباصات.
في الأسبوع الماضي، فرحنا عندما رأينا بأن ضغوطنا المستمرة على شركة قطار اسرائيل دفعتها إلى اضافة اللغة العربية إلى اللافتات الالكترونية في المحطات.

هذا ليس أمرا صغيرا إنما هام، لأن ملايين المواطنين اليهود والعرب صاروا يرون ويسمعون اللغة العربية بشكل يومي وطبيعي.
وهذا أيضاً أثبات هام جداً بأنه حتى في هذهِ الأجواء السياسية وفي عهد هذه الحكومة التي تدير حملة سياسية ضد المواطنين العرب، من الممكن رفع مكانة اللغة العربية.

مهمتنا جميعاً، في الكنيست والمجتمع المدني، أن نضغط ونُطالب متخذي القرارات في المؤسسات العامة - في المستشفيات والمطارات والجامعات والمنتزهات- من أَجل المكانة المتساوية للغة العربية. هذه مهمة بإمكاننا النجاح فيها.
كذلك، يجب تَكثيف تعليم اللغة العربية في كل جهاز التربية والتعليم في البلاد وتشجيع التحدث بالعربية من خلال جعلهَ شرط للعمل في القطاع العام.

اذا نجحنا في كل هذه الأُمور، سنضع أُسس هامة لبناء المجتمع المُتساوي والمشترك لليهود والعرب. وان شاء الله سينجح أبنائي بالتحدث مع أبنائَكم باللغة العربية دون مجهود كبير، وبشكل طبيعي جدا."


* طواقم سيكوي المهنية تشارك في مابحثات اللجان الفرعية *
من جهتها، أسهمت طواقم "سيكوي" المهنية بالمباحثات التي شهدتها اللجان البرلمانية المختلفة، صباح أمس، إذ قامت نسرين مرقس، المديرة العامة المشاركة لقسم المجتمع المشترك، باستعراض النتائج الأولية لبحث سيكوي، حول المعيقات القائمة في وزارة المعارف والتي تحول دون دراسة الطلاب اليهود للغة العربية، وذلك أمام لجنة المعارف البرلمانية ورئيسها يعقوب مارجي، وأما شريكتها في إدارة القسم، جيلي ريعي، فقد تحدثت في لجنة رفع مكانة المرأة التي ترأسها النائبة عايدة توما، حول تغييب العرب من مناهج التدريس العبرية وانعكاس ذلك على التعامل مع اللغة العربية كلغة دخيلة ومعادية.
وقام عوفير دجان ومحمد خليلية، من قسم السياسات المتساوية في سيكوي، فتطرقا إلى مكانة اللغة العربية في المواصلات العامة، وضرورة توفير المعلومات بالعربية إلى المسافرين، في وسائل التنقل ومحطات المواصلات العامة في البلدات العربية وغيرها، وفي مواقع الخدمات الالكترونية، كما جرى التوقف مطولا عند التقدم الإيجابي والبطيء باستخدام العربية في الباصات والقطارات، وتم طرح هذه القضايا في اللجنة البرلمانية الفرعية للمواصلات العامة، برئاسة النائب دوف حنين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]