يُصادف اليوم السبت، (15.07) الذكرى التاسعة والستين لاحتلال قرية صفورية، 69 عامًا مروا، وأجيال الهجاج والتهجير لم ينسوا قريتهم، المزروعة في وجدانهم، والتي ورثوا حبها من الأجداد والآباء.

وضمن مشروع تصور العودة ( عُدنا) في دورته الثالثة، وهو مشروع يهدف إلى تصور العودة إلى المدن والقرى الفلسطينية التي تم تهجيرها، قبل وخلال عام 1948، وهو بمشاركة من المؤسسة العربية لحقوق الانسان، جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، جمعية الشباب العرب- بلدنا، بدعم من صندوق " هيكس ايبير" السويسري.

الذي من خلاله يتم تنظيم ورشات عمل مع مجموعات شبابية من مهجري الداخل. التي تشمل فصولًا تعليمية حول النكبة الفلسطينية واللجوء والحياة في فلسطين قبل التهجير.

وبهذه المناسبة، إلتقى المشاركون في مجموعة تصور العودة إلى قرية صفورية يوم أمس الجمعة، في معرض صفورية للتراث والعودة، والذي قام بتجميع أدواته التراثية المهجر من قرية صفورية، أمين محمد علي عبد المعطي- المعروف بـ أبو عرب، وهو حاليًا من سكان الناصرة.

وتَعرف المشاركون على أبو عرب، الذي حدثهم في البداية عن الحياة في قرية صفورية، قبل التهجير، وتشريد السكان من القرية يوم (15.07.1948) والذي كان يصادف حينها شهر رمضان المبارك.

وقال أبو عرب، الذي كان يبلغ من العمر نحو (13-12) عامًا، لحظة الهجوم على القرية، وطرد أهلها منها، أنه حدث بالتزامن مع ساعة الإفطار، فسمع أهالي القرية، أصوات أزيز القنابل، وأصوات انفجارات بالقرب من أحياء القرية.

وكيف الخوف من القتل والاعتداءات، سيطر عليهم ودفعهم للخروج من منازلهم، وقاموا بجمع أهم الاحتياجات على أمل العودة الى المنزل قريبًا، فلا عادوا الى منازلهم، ولا عادوا الى ديارهم!

وتحدث أبو عرب، كيف خرجوا تجاه الأراضي اللبنانية، ووصلوا على منطقة تعرف باسم بنت جبيل، بعد عدة أيام، وعن صعوبة الحياة في لبنان، وكيف أصيبت اخته غزاله بمرض السحايا الذي أودى بها الى الموت، وعن الحالة النفسية المحزنة التي أصيبت بها والدته، حزنًا على وفاة شقيقته، فكان كل يوم تذهب باكية الى مكان دفنها، وتمضي الوقت وهي تبكي عليها، مما دفع والده الى العودة إلى فلسطين، فلموا اغراضهم وعادوا ادراجهم الى فلسطين وسكنوا في بلدة الرينة، لبضع أيام، ومن ثم قطنوا في الناصرة، حتى يومنا هذا.

العودة حتمية، ولكن لا تسألوني متى ستكون..!

وعند طرح مجموعة المشاركين في المشروع على أبو عرب، كيف يتصور العودة الى قرية صفورية، وهي الرؤية التي يعمل المشروع على طرحها وتنفيذها، أكد أن العودة حتمية، ونحن أصحاب حق، ولكن لا تسألوني متى ستكون؟

وقال أبو عرب، أن صفورية اليوم، أصبحت مستوطنة، ويسكن في أرض عائلته ومكان منزل طفولته، عائلة يهودية، التي استولت على الأرض بعد طرد سكان القرية الأصلانيين منها، لكن من أجل تحقيق العودة، لا مانع لديه، في أن تستقطب صفورية، سكانها من العرب واليهود، وأن يسكن أبناء الشعبين في سلام، فالقرية، تسع الناس جميعًا، ومساحتها كبيرة.

عن المعرض...

ويملك أبو عرب، دكان في البلدة القديمة في سوق الناصرة، وهو لبيع التحف والتذكاريات للسائحين، وهو شخص مولع في تجميع القطع الأثرية الثمينة، الأمر الذي دفعه، في المحافظة عليها وعلى التراث قبل اندثاره، وخاصة أن الأجيال الصغيرة لم تعد مهتمة لكل ما يتعلق بالتراث وحفظه.

وبعد أن تزايد عدد القطع الاثرية، قام بافتتاح معرض في مبنى خاص به في حارة الصفافرة، في الناصرة، في تاريخ (05.05.201)، والتي تعود الكثير منها الى أكثر من مئة عام، والتي قام بتجميع بعضها من عائلات صفورية، وعائلات من باقي القرى المهجرة.

وقام أبو عرب، بالحديث عن المعرض، المفتوح امام الجمهور، وخاصة امام المدارس، مع التنسيق المسبق معه، والشرح للمجموعة عن الأدوات التراثية المختلفة والمتنوعة في الاستخدام والاستعمال في المنزل، والحقل، والأحياء الفلسطينية سابقًا، والتي اليوم باتت أدوات غير مستخدمة وغير معروفة بالنسبة للأجيال المختلفة، وذلك بسبب التأثير التكنولوجي أيضًا.

يذكر أن المشاركين في مجموعة صفورية هم: اصال نجم، فردوس نجم، محمود أبو عبيد، هالة عوايسي، مونية زعرورة، هبة حمودة، وابتهال موعد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]