يعتقد البعض أن ثمة أبعاداً غيبية تربط ما بين الاسم وما بين صاحبه، ولكن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، ولكن ربما كان البعد الذي أوهم هؤلاء هو وجود علاقة ما بين الاسم وبين صاحبه من حيث الأثر النفسي لهذا الاسم على صاحبه. فثمة أسماء تسبب مشاكل نفسية لأصحابها، للدرجة التي تدعو البعض إلى تغيير أسمائهم في الوثائق الرسمية.

وجد بعض الدارسين في دراسة لهم عن ولاية كارولينا الجنوبية، أن المحاميات اللاتي تميل أسماؤهن إلى الذكورة، تصبح فرصهن أعلى في أن يصبحن قاضيات، وفي مثال آخر، نجد كثيرا من الناس يربطون ما بين الاتجاه شمالا وبين الصعود، وبين الاتجاه جنوبا وبين النزول، وكأن الشمال أعلى دائما، والجنوب متجه لأسفل. كما أن البعض يعتقد أن الاتجاه إلى الشمال يستغرق وقتا أطول من الاتجاه نحو الجنوب. بل يعتقد آخرون أن المنازل التي تقع في الشمال لابد أن يكون ثمنها أغلى من تلك التي تقع في الجنوب. وهذا يشير إلى أن الصفات اللغوية تؤثر بحق على أفكارنا.
وفيما يتعلق بالأسماء، فإن الكثيرين يميلون إلى الأسماء الأكثر بساطة والأسهل في النطق، وكذلك الأسهم في الفهم وإدراك معناها مباشرة دون حاجة إلى تفكير زائد، فهم لا يحبون الاسم الذي يجعلهم يلجأون للسؤال عن معناه، فالمرء عدو ما يجهله. وقد وصل الأمر إلى أن الشركات التي تمتلك أسماء أكثر سهولة، فإن فرصتها في تحقيق الأرباح تكون أعلى، حيث يسهل تداولها بخلاف الأسماء المعقدة.
نفس الفكرة التي تنطبق على الشركات ما بين الأسماء السهلة والأسماء الصعبة، فإنها تنطبق على السياسيين، وغيرها من الوظائف العامة، فالأشخاص الذين يمتلكون أسماء سهلة النطق والفهم ربما يصلون لمناصب أعلى.
لكن يجب علينا أن نعرف جيدا أن هذه ليست قواعد ثابتة، فكم من أصحاب أسماء شديدة التعقيد وصاروا ملء السمع والبصر، ولو بحثنا في قائمة أسماء عباقرة العالم لوجدنا العديد من الأسماء المعقدة، فالموهبة تفرض نفسها رغم كل شيء. لكن يبدو أن الكلام على الوضع العامة والأشخاص العاديين، لكن الاستثنائيين هم من يمنحون الأسماء قيمتها.
المصدر: وكالات

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]