أثارت قضية الاجتماع الذي عقد بالأمس في المغار وتحدث عنه وسائل اعلام اسرائيلية حول قضية مقاطعة كل مواطن درزي من القرية يبيع أرضه لمسلم من خارج القرية ضجة واسعة.

العديد من الناشطين وبينهم أبناء الطائفة المعروفية الدرزية أعربوا عن استنكارهم ورفضهم لهذه القرارات التي صدرت عن الاجتماع.

محاولة بث الفتن من زُلم السلطة

الناشط زهر الدين سعيد قال بحديثه مع موقع بكرا:" للأسف الشديد هناك من يزعجه وحدة أهالي المغار بجميع طوائفها. حديث المغار وشبابها حول أزمة السكن وغياب الخارطة الهيكلية وأوامر هدم البيوت والغرامات الباهظة بسبب المحاكمات الجائرة لشبابنا بحجة البناء الغير المرخص، ولذلك عندما عُلِم بان أوامر الهدم جاهزة والتنفيذ كاد ان يحدث هب أهالي المغار بشيبهم وشبابهم برجالهم ونسائهم وساروا في اكبر مظاهرة وحدوية ضد هدم البيوت ولأول مرة في المغار رُفع إعلام ورموز الطوائف الثلاث وشارك الجميع بوحدة أرغمت السلطات على تجميد أوامر الهدم وخرجت أصوات غاضبة ضد سياسة الحكومة التي تتنكر لابناء المغار في السكن والعيش الكريم ،وهدد البعض بترك الخدمة في الجيش ولم يُرفع علم الدولة احتجاجا فرأى مرتزقوا الأحزاب الصهيونية وخاصة الليكود بهذه الوحدة بين طوائف المغار خطرا على برامجهم فبدأوا بمهاجمة القائمة المشتركة وجن جنونهم لتواجد أيمن عوده ومحمد بركة بين المتظاهرين".

وحول مقتل الشرطي ستاوي والتداعيات، يقول بحديثه مع بُكرا:"وخلال الفترة الاخيرة وفِي أعقاب مقتل الشرطي هايل ستاوي ابن قرية المغار راينا كمية الكراهية ومحاولة بث الفتن من زُلم السلطة الا ان قيادة القرية ممثلة برئيسها ورجال الدين من مختلف الطوائف وقيادات الأحزاب الوطنية وعائلة الشرطي رفضوا أصوات الفتنة وأكدوا على وحدة شعبنا واهلنا في المغار فجن زُلم السلطة الراقصين على الدم والمحرضين على الفتن فأرادوا ان يبثوا الفتنة عن طريق محاولة استغلال مشاعر الحزن والغضب عن طريق بث الإشاعات والتهويل من خطر الحركة الاسلامية".

وعن طرق التعامل مع التهويل، يقول:" علينا توخي الحذر من أشخاص يمثلوا احزابهم الصهيونية لا أهل قريتهم،علينا عدم الاهتمام بمن يروج لأمور غريبة عن مجتمعنا.القضية لم تكن طائفية وللاسف الخطر على المغار يأتي عن طريق الدولة التي ضيقت على أهل المغار بتحويلها الى سجن يحده من الشمال معسكر الجيش وكفار حنانيا وحزور من الجنوب تفاحوت ومن الشرق سجن تسلمون وحرمون وكيلانيت ومن الغرب لا مجال للتطور".

واختتم كلامه قائلا:" لنرى النشيطين يصرخوا ضد التميز العنصري وليطالبوا بخرائط هيكلية ومناطق صناعية وأماكن عمل ودراسة جامعية،ليطالبوا بان يدفع سجن تسلمون والحرمون الارنونا لمجلس المغار".

اجماع على عدم البيع لاشخاص من خارج القرية

الناشط عروة سيف قال بحديثه مع موقع بُكرا:" قبل نصف سنة تقريبا كان هنالك محاولة هدم منزل في المغار، حيث خرج السكان بجميع الوانهم دفاعا عن المنزل ومنعوا الهدم، لتاتي بعدها مسيرة حافلة تجمع ايضا البلد كلها بجميع الوانها ويهتفون جميعا هتافتنا الوطنية ويحملون شعارات تصون الوحدة الجماهيرية. وهنا يجب التوضيح بان هذا المشهد لم يرق لهم لبعض الاشخاص المعروفين بتطرفهم والمشكوك في امرهم،
ولان هذا المشهد لم يرق لهم، ذهبت فئة لا اعلم من داعمها ولا من هي، عقدت اجتماع الذي لم يجمع الاطراف السياسية بالبلد، ولا حتى المؤسسة المحلية، والاثبات هو تعقيب رئيس المجلس على هذه الحادثة النكراء".

واختتم كلامه قائلا:" حيث علق رئيس المجلس وقال ان ما يحدث هو العكس تماما، هنالك اجماع على عدم البيع لاشخاص من خارج القرية، وهذا الاجماع ليس فقط من طائفة معينة بل من جميع الطوائف واللجان الشعبية، وبرأيي هذا شان البلد وامورهم الداخلية. وفي الخبر بالمواقع العبرية لم يتحدث عن هذا الاجتماع سوى شخصا واحد، وبعد ما تم البحث عن هذه الشخصية في محرك جوجل، يظهر ان هذا الشخص ينتمي الى حزب الليكود وعضو لجنة مركزية في هذا الحزب، وبذلك تكون قد وضحت الصورة من ما يحدث قطريا مع تحركات اليمين المتطرف والنتن ياهو والليكود خاصة".

نشمّ رائحة زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد

رئيس لجنة التواصل الدرزية - الشيخ علي معدّي، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" الموضوع هذا غير صادر عن المجلس المحلي، هذا بيان وهذا اجتماع عام وانا أعلّق على المقال لا على المجلس المحلي ولا الاجتماع الرد كالآتي:انا اعلق على المقال الذي نشر عن طريق الصحفي يئير كراوس بموقع معاريڤ بتاريخ 9/8 بخصوص الاجتماع الذي عقد في قرية المغار وذكر انه تم الاتفاق على عدم بيع الاراضي للمسلمين، أولاً نحن في لجنة التواصل الدرزية نؤكد على ان الدين لله والوطن للجميع، هذا شعارنا الذي أطلقه المغفور له، سلطان باشا الأطرش ايام الثورة السورية الكبرى".

واكمل حديثه قائلا:" في ظل الظروف التي آلت لها قرانا العربية بشكل عام وبعد مصادرة اكثر من 80% من اراضينا من قبل المؤسسة الاسرائيلية وفِي ظل التزايد السكاني لكل القرى والتضييق والخناق من قبل المؤسسة في عدم إعطاء الازواج الشابة، القسائم الملائمة للبناء، نرى انه يحق لكل قرية ان تصدر قرار تمنع بيع الاراضي خارج سكان القرية".

اما عن الاجتماع، يقول:" الاجتماع بالمغار وبحسب ما علق رئيس المجلس المحلي بالمقال، غير موجَّه لا ضد مسلمين ولا ضد غير مسلمين، موجه ضد اي شخص من خارج اهالي المغار وفِي الظروف التي ذكرتها نحن نؤيد عدم بسع الاراضي في كل قرية لخارج سكان القرية مهما كانت تركيبتها فسكان كل قرية هم اهل وأخوة وهم لهم الاولوية في بيع وشراء أراضيهم لبعضهم البعض وهذا في ظل الاوضاع التي ذكرناها سابقاً".

ووجّه الشيخ معدّي رسالة للقيادات عبر "بُكرا" قال فيها:" نتمنى على جميع القيادات للأقلية العربية في هذه البلاد وخصوصا رؤساء المجالس ان يوجّهوا سهامهم وثقلهم نحو ضد المؤسسة الاسرائيلية لإجبارها ان ترجع من اراضينا المصادرة لإعطاء القسائم لكل الازواج الشابة ، لكل شاب يبلغ من العمر 21 عاما فما فوق".

واختتم كلامه قائلا:" في مقال الصحافي يئير كراوس، نشمّ رائحة زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد، وهذا ما لمسناه من كل الاعلام العبري منذ احداث الاقصى وحتى اليوم، أنّنا نحذّر من مغبّة هذه السياسة الغاشمة فعلى الباغي تدور الدوائر ونتوجه الى جميع ابناء شعبنا بان يكونوا يقظين لهذه السياسة الغاشمة والتي ما زالت مستمرة ضد ابناء المشرق العربي منذ 1917 وحتى اليوم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]