لا شك بان هناك خيبة امل كبيرة في الشارع العربي من عمل القائمة المشتركة حتى الان بصورة عامة، وخاصة بعد قضية التناوب ورفض النائب اسامة السعدي الاستقالة حتى الان، والذي بات حديث الساعة، من وجهات نظر مختلفة، مراسلنا تحدث الى ينيف ساجي مدير عام معهد جفعات حبيبا ، الذي تطرق لموضوع القائمة المشتركة، اهميتها واهدافها وكيفية الحفاظ عليها ، وكيف يمكن تقييم عملها حيث قال ، نستطيع ان نقيم عمل المشتركة حتى الان حسب 3 اهداف وهي زيادة الشراكة الديمقراطية في المجتمع العربي، زيادة تأثير المجتمع العربي على صنع القرار، ونجاعة الصراع من اجل تحقيق المساواة بين المواطنين، اضافة الى التطوير الاقتصادي ومنع التمييز.

للقائمة المشتركة نجاح جزئي، لانها نجحت بزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات

واستهل ينيف ساجي حديثه قائلا:"النجاح الاول والاكثر اهمية الذي حققته القائمة المشتركة هو زيادة المشاركة لمواطني الدولة في الانتخابات بنسبة 8% وهذا نجح باهر، ولكن لا يكفي، لان ما زالت نسبة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات اقل بـ 10% من مشاركة المواطنين اليهود، لانه حسب رايي اذا كانت نسبة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات مساوية للمواطنين اليهود، فلا يمكن ان يكون لدينا حكومة يمينية، ولا قوانين عنصرية، ويمكن ان ننجح بإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيل، وكنا نجحنا بتحقيق المساواة بين المواطنين، واكبر مثال على ذلك "اليهود المتدينين" والتي نسبتهم لا تتعدى الـ 9% (اقل من نسبة المواطنين العرب) موجودون في الحكم ويقررون تركيبة الحكومة، لذلك يمكن القول بان للقائمة المشتركة نجاح جزئي، لانها نجحت بزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات ، لكن هي لا تشكل حل جذري للجماهير التي تواصل مقاطعة الانتخابات في غياب حزب يمثل كل ارائهم".

القائمة المشتركة مستمرة بنهجها السياسي الذي يمثل راي المجتمع العربي القديم، بان تكون قوة سياسية فقط وغير مؤثرة

واضاف ساجي :" نجاح القائمة المشتركة حتى الان هو متواضع جدا، لانها عرّفت نفسها منذ البداية كحزب معارض، وليست شريكة في الحكم، لانها بالفعل لا تستطيع ان تؤثر على القرارات المهمة في الكنيست، رغم انها القوى الثالثة في الكنيست، وزد على ذلك، وحسب الاستطلاعات المختلفة، والتي تدل على رغبة الجماهير العربية برؤية القائمة المشتركة كجزء من الائتلاف الحكومة، وترغب بان يكون لها تأثير من الداخل، حتى تستطيع احداث تغيير في الدولة، ولكن القائمة المشتركة مستمرة بنهجها السياسي القديم الذي يمثل راي المجتمع العربي القديم بان تكون قوة سياسية فقط وغير مؤثرة، هذه الاستراتيجية تضعف قدرة المواطن العربي للتاثيرعلى صانعي القرار، للك يجب التوصل الى استراتيجية جديدة وناجعة اكثر، النابعة من الارادة الواضحة للأغلبية المؤثرة من المواطنين العرب الفلسطينيين في الدولة".

كان للقائمة المشتركة تأثير كبير في خطة الحكومة 922 ومن جهة اخرى لم تنجح منذ قيامها بمنع سن القوانين العنصرية

اما بالنسبة لنجاعة عمل القائمة المشتركة التي تعمل من اجل تحقيق المساواة للمواطنين العرب قال ساجي :" هنا النتائج منقسمة، من جهة واحدة، كان للقائمة المشتركة تأثير واضح، واسهم كبيرة في خطة الحكومة 922 التي جاءت من اجل سد الفجوة في التمييز الاقتصادي بين العرب واليهود، ومن جهة اخرى لم تنجح منذ قيامها بمنع سن القوانين العنصرية التي تمس بالمجتمع العربي، لذلك من وجهة نظري الامر يحتاج الى شراكة عربية يهودية، لان النجاح هنا ياتي متواضع اذا كان الصراع من قبل قائمة عربية لوحدها".

المصلحة العامة تطلب تكاتف بين الحركات التقدمية، اليهودية والعربية

واضاف :"راي الجمهور اليهودي هنا غير مهم ، لان من يقرر استمرارية القائمة المشتركة هو الجمهور العربي فقط، من جهة اخرى وكيهودي يعيش في هذه البلاد، والذي يؤمن بالمشاركة المتساوية مع المواطنين العرب، ارى بانني لا استطيع ان اكون جزء من هذه القائمة وادعمها، لان المصلحة العامة تطلب تكاتف بين الحركات التقدمية، اليهودية والعربية للعمل سوية ، اذا كان بمقدور القائمة المشتركة ان تحقق هذا، فوجودها مهم، اذا لم تستطع، فيمكن بناء شراكة من هذا النوع، لانه في نهاية المطاف هي لا تستطيع تطوير بناء دولة لكل مواطنيها الذي يصبون الى تحقيق هذا الامر".

الاندماج التام في الكنيست والحكومة ، يتحقق اذا شارك 80% من المجتمع العربي في الانتخابات

لا شك بان هنالك قسم من المواطنين العرب، يعارضون الحياة المشتركة، ولا يؤمنون بالنضال البرلماني، ويؤمنون بما هو اعمق من هذا، وهذا يقول بانهم لا يريدون ان يكونوا جزءا من المجتمع الاسرائيلي، وحتما هذا سيؤدي الى مواجهة صعبة وقاسية بين العرب واليهود في الدولة، ويمكن ان يؤدي الى سفك دماء، بنظري هذا راي متطرف مخالف تماما لراي اغلبية مواطني دولة اسرائيل العرب الفلسطينيين، لذلك يجب ان يكون التفكير معاكس تماما، وهو الاندماج التام في الكنيست والحكومة ، وهذا يتحقق اذا شارك 80% من المجتمع العربي في الانتخابات ".

اليوم القائمة المشتركة هي الممثل الاساسي للمجتمع العربي، لذلك من المهم عدم تفككها، وذلك في ظل عدم وجود بديل، يثبت بانه يستطيع ان يمثل قيم ومصالح المجتمع العربي في البلاد، لانه طالما هنالك رغبة للمجتمع العربي في التمثيل البرلماني، لا شك بانه يستطيع ان ينجح بذلك".

اقامة قائمة مشتركة بين العرب واليهود، يمكن ان تحصل على 20-25 مقعد في الكنيست

واختتم ساجي:" حسب وجهة نظري ان التأثير الجيد لتغيير مسار سياسة الدولة تجاه المجتمع العربي، ممكن ان نحصل عليه بواسطة اقامة قائمة مشتركة بين العرب واليهود، قائمة يمكن ان تضم اغلبية المجتمع العربي، مع مصوتي ميرتس وقسم من مصوتي حزب العمل، منذ سنتين اعمل على هذا الامر، لانه هذا هو الحل السياسي المطلوب في هذه الدولة، وهذه القائمة يمكن ان تحصل على 20-25 مقعد في الكنيست،وهذا ما نعمل عليه مؤخرا، اقامة شراكة عربية يهودية سياسية.

اجتمعنا سوية، رجال تربية، مثقفون واكاديميين، وسنقوم بطرح هذا الفكر في المهرجان الذي سيقام في قلنسوة في الرابع عشر من شهر ايلول المقبل، سوف نقوم بدعوة عدة تنظيمات، وما يقارب 20 عضو كنيست، لسماع رايهم عن هذه المبادرة، وهذا هو مطلب الساعة، بعد عدم الثقة التي نتجت لدى جميع المواطنين وخاصة بعد التحقيقات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لذلك هذه فرصة لبناء جسم سياسي، مع المجتمع العربي، من اجل إصلاح الغبن التاريخي القائم منذ اقامة الدولة ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]