أكد العاهل الأردني عبدالله الثاني اليوم الأربعاء على مواجهة أي محاولات تستهدف التقسيم الزماني أو المكاني في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وأشاد العاهل الأردني لدى استقباله وفدا ضم ممثلين عن أوقاف القدس وشخصيات مقدسية، بصمود المقدسيين الدائم في الدفاع عن المسجد الأقصى، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

وشدد على أن الأردن سيستمر في بذل كل الجهود في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، محذرا من خطورة المساس بالأقصى.

وجاء اللقاء بين العاهل الأردني والوفد المقدسي على خلفية الانتصار الذي حققه أهل القدس بإجبار الاحتلال على إزالة كافة إجراءاته الأمنية على أبواب المسجد الأقصى.

وأشار إلى أنه وخلال الأزمة الأخيرة في المسجد الأقصى الشهر الماضي كان واضحا أن أي توتر في القدس المحتلة له انعكاسات إقليمية ودولية حيث أن موضوع القدس مسألة ليست أمنية بل سياسية بامتياز.

وأكد العاهل الأردني على أهمية التواصل المستمر مع المقدسيين للتنسيق بشكل مباشر حول ما يطرأ من مستجدات وتحديات، مشيرا إلى أن الأردن كان على تنسيق مستمر مع الأشقاء الفلسطينيين خلال الأزمة في المسجد الأقصى وهو أمر أساسي.

وشدد على ضرورة مواصلة تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين الأردني والفلسطيني وعلى جميع المستويات حول القضية الفلسطينية والقدس.

وتناول اللقاء أهمية زيارة المسلمين من جميع أنحاء العالم للقدس والصلاة في الحرم القدسي الشريف لحماية المسجد الأقصى، ولمناصرة القدس والمقدسيين.

دور الأردن 

وبحسب الوكالة الأردنية أعرب عدد من ممثلي أوقاف القدس والشخصيات المقدسية والفلسطينية عن تقديرهم للدور المهم الذي يقوم به الأردن في دعم صمود المقدسيين في المدينة المقدسة والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وإعادة فتح المسجد الأقصى بشكل كامل.

وأشاد قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش بمستوى التنسيق بين الأردنيين والفلسطينيين، والذي توج أخيرا بزيارة الملك الأردني إلى رام الله دعما للفلسطينيين وقضيتهم العادلة.

ولفت إلى أن الموقف الأردني، بقيادة جلالة الملك، في الدفاع عن المسجد الأقصى ما يزال كما عهدناه وسيبقى مساندا وداعما للقضية الفلسطينية وحماية القدس ومقدساتها.

وثمن رئيس مجلس أوقاف القدس الإسلامية الشيخ عبدالعظيم سلهب مواقف العاهل الأردني في الدفاع عن المقدسات في القدس المحتلة في جميع المحافل الدولية، مشيرا إلى اللحمة الكبيرة التي تجمع بين الشعبين الأردني والفلسطيني.

وبين سلهب أن جهود أهالي القدس التقت مع جهود جلالة الملك في إعادة فتح المسجد الأقصى بشكل كامل، وإزالة كل العوائق التي فرضتها إسرائيل أمام أهل القدس.

وأشاد مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى فضيلة الشيخ محمد الخطيب بجهود العاهل الأردني ومتابعته اليومية للأزمة الأخيرة، وقال "لولا تدخل جلالتكم لكانت الأمور غير ذلك".

وأكد أننا في دائرة أوقاف القدس وخلفها 320 ألف مقدسي وكل الفلسطينيين سندافع إلى جانب الأردن عن المسجد الأقصى وسيبقون جميعا جنود جلالة الملك الأوفياء في الدفاع عنه، وعن وصاية جلالة الملك على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس "وهي بالنسبة لنا خط أحمر".

وأعرب عن شكره لوقفة المسيحيين في القدس إلى جانب أخوتهم خلال الأزمة الأخيرة في المسجد الأقصى، داعيا إلى دعم صمودهم وحماية المقدسات المسيحية والدفاع عنها.

وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين إن رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي مسؤولية جلالة الملك، ومسؤولية تاريخية دينية للهاشميين، والأردن معني مباشرة نيابة عن كل الأمة الإسلامية في الحفاظ على المقدسات.

ولفت إلى الموقف الأردني الفلسطيني المشترك في الدفاع عن المسجد الأقصى خلال الأزمة الأخيرة، مشيرا إلى العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي والتي تسعى من خلالها إلى نزع صلاحيات دائرة الأوقاف من خلال منع الحراس وموظفي الأوقاف من دخول المسجد الأقصى، واستهداف الوصاية الهاشمية لفرض السيادة الإسرائيلية.

ونقل وزير شؤون القدس عدنان الحسيني تحيات المقدسيين إلى العاهل الأردني، وقال إن الأهل في القدس يشعرون أنهم في الأوقات الصعبة أن ج الملك يمثل الأخ والسند الكبير لهم، ويبذل كل الجهود لدعم صمودهم وحماية مقدساتهم.

وأكد أن القدس قضية سياسية وتمثل قضية وجود بالنسبة لنا والمسجد الأقصى هو قلب القدس وقضية فلسطين والأردن.

وعبر رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية محمد بركة، عن تقديره للعاهل الأردني ليس فقط خلال الأزمة الأخيرة بل على مواقفه الدائمة والمتواصلة لحماية المقدسات.

اعتبر بركة أنه لولا الوصاية الهاشمية على المقدسات لكان الاحتلال نفذ كثيرا من المخططات التي تستهدف الوضع القائم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]