عاشت حياتها في مواجهات دائمة ومعارك شرسة في سبيل حصول النساء السودانيات والعربيات على حقوقهن، وواجهت مجتمعها بقوة المرأة الواعية العارفة لما لها وما عليها، إلا أنها رحلت فجر السبت الثاني عشر من آب/ أغسطس بهدوء كامل في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز الـ85 عاماً، بعد رحلة طويلة من الكفاح والنضال لأجل المرأة والبلاد.

هكذا رحلت المناضلة السودانية فاطمة إبراهيم، التي تمكنت في العام 1965، من أن تصبح أول سيدة يتم انتخابها كعضو في البرلمان ليس في السودان فقط، إنما في الشرق الأوسط ككل، بعد رحلة من النضال على المستوى الثقافي والإجتماعي والسياسي، لوصول المرأة السودانية والعربية إلى هذا المكان، وحتى تكون المرأة العربية شريكة بصنع القرار ومصير البلاد.

عُرفت فاطمة التي وُلدت بمدينة الخرطوم في العام 1933، بقوة شخصيتها، التي فرضت احترامها ومكانتها في المجتمع السوداني، فكانت نصيرة المرأة والطفولة، والمدافع الأول عنهما، وهي تعد من أشهر الشخصيات النسائية والوطنية على مستوى السودان والعالم العربي.

كانت فاطمة ناشطة بشكل فعال في المجالات الحقوقية، وشاركت بالعديد من المؤتمرات العالمية، كما أنها كانت شخصية قيادية بارزة، واستملت إدارة العديد من هذه المؤتمرات، وفي العام 1993، تم اختيارها لتكون رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وكانت رائدة في هذا الشأن أيضاً لتكون أول امرأة عربية مسلمة إفريقية، يتم انتخابها لقيادة هذا الموقع، وفي العام نفسه، حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وفي العام 1996 تم منحها الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا لجهودها في قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]