اثبت عرب الداخل في خلال اقل من شهرين ان الموقف الحازم والثابت الذي يخلو من المساومة والمهاودة يحقق النتائج، فهم قد اسقوا كاميرات اسرائيل في الأقصى وها هم في اللد يسقطوا اليوم مخططات بلديتها التي ترمي الى منعهم من أداء صلاة عيد الاضحى المبارك في العراء في السوق البلدي كما فعلوا في السابق.

حيث اجبروا رئيس بلدية اللد بإخلاء الشاحنات وحواجز الباطون التي وضعت في السوق بحجة ان الصلاة في السوق تزعج المواطنين.

بالتغاضي عن صحة هذا الادعاء من عدمه فسكان اللد العرب اوعى من ان تفوت وان تنطلي عليهم ادعاءات كهذه حيث ادركوا واستوعبوا ان المقصود من منعهم من اداء صلاة عيد الاضحى في السوق البلدي ما هو إلا محاولة لطمس وجوهم وهويتهم، لان المعركة في اللد ليس معركة احترام للقانون من عدمه، كما يدعي رئيس البلدية ومن حوله من المتطرفين الذين يكنون العداء والكراهية للعرب علنا جهارا نهارا، بل هي معركة اثبات وجود فمنذ اللحظة التي قدم فيها المستوطنون من اتباع البيت اليهودي ويسرائيل بيتنو إلى اللد اخذ طابع العلاقة بين اليهود والعرب في المدينة يلبس طابع استفزازي لإثبات الوجود اليهودي كسيد الموقف وإلغاء الوجود العربي بالكامل على الصعيد الفعلي وعلى الصعيد المعنوي.

حيث لم تتجلى هذه معركة إلغاء الوجود العربي في اللد في محاولات منع الأذان في اللد وفي البلاد عامة، تلك المحاولة التي انطلقت من اللد أصلا، وفي محاولة منع أداء صلاة العيد في العراء فحسب، بل تتجلى بوضوح وجلاء في منع بناء بيوت الأفراح وبيوت العزاء في الساحات الفارغة من البناء كما اعتاد السكان العرب في اللد فعل ذلك على مدار عشرات السنين كجزء من تراثهم وطابع حياتهم الاجتماعي المميز الموروث كابر عن كابر.
نعم لما ادرك سكان اللد العرب أن المعركة، معركة وجود تصدوا لهذه المحاولات بك ما اتوا من قوة ووقفوا في وجهها وقفة رجل واحد، وقفة تستدعي الاشادة والتبجيل.

لم تبقي وقفه اهل اللد في وجهة البلدية والشرطة التي استدعت أمة المساجد وأعضاء البلدية العرب بحجة التشاور لكنها في الحقيقة استدعتهم للتحقيق والتخويف والإرهاب لكن كل هذه المحاولات لم تجدي نفعا بل زادت سكان اللد العرب اصرارا على حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية كما يلزمهم شرعهم الحنيف مما حدا برئيس البلدية بالقيام بزيارة لموقف السيارات المحاذي للجامع الكبير ليخبرنا بكل استهتار بعقولنا ووعينا أنها ضيقة ولا تتسع لأداء صلاة العيد نظرا للأعداد المصلين الكبيرة التي تشارك في صلاة العيد.

أن هذا "الاكتشاف" الباهر بأن موقف السيارات المحاذي للمسجد الكبير لا يتسع لأداء صلاة العيد ما هو إلا حجة مكشوفة وشفافة لا تنطلي على أحد بل الحقيقة التي تقف وراء هذا "الاكتشاف" هي أن إصرار سكان اللد العرب على أداء الصلاة في السوق البلدي هو الذي أدى إلى هذا "الاكتشاف" ليكون سلما لنزول رئيس بلدية اللد عن الشجرة التي أصعده إياه من حوله من المتطرفين ولربما كان هذا "الاكتشاف" بإيعاز من الشرطة التي رأت أن إصرار السكان العرب على الصلاة في السوق قد يؤدي إلى موجهات بينها وبين السكان العرب في اللد ولربما في الوسط العربي بأسره.

السكان العرب يعلمون جيدا أن موقف السيارات المحاذي للمسجد الكبير لا يتسع للمصلين لأداء صلاة العيد فهذه الساحة موجودة منذ عشرات السنين ولم تزداد مساحتها لكن عدد المصلين والحمد لله في تزايد، فمن الطبيعي أن يضيق هذا الموقف طرديا مع تزايد عدد المصلين، فمن هنا كان حري برئيس بلدية اللد أن يحترم مشاعر المسلمين في المدينة وأن يخاطبهم بما يناسب وعيهم ومستوى إدراكهم وأن يوفر على نفسه هذا "الاكتساف" الذي ما هو إلا استهتار بالعقول والوعي.

إن موقف سكان العرب في اللد وإصرارهم على أداء شعائرهم الدينية في أي مكان في المدينة لأن ذلك حقهم الطبيعي والمشروع فهم سكان المدينة أصلا، يستدعي كل الفخر والاعتزاز، لكن علينا جميعا الالتفاف وراء القيادات المحلية في مثل هذه الظروف، بالتغاضي عن رضانا عنها من عدنه، والامتناع عن تمكين رئيس البلدية من ايجاد قيادات محلية بديلة ليتمكن من خلالها القيام بالاستهتار بشعائرنا الدينية وهضم حقوقنا وممارسة الاجحاف بحقنا وعدم المساواة تجاهنا لتحقيق مأرب البيت اليهودي ويسرائيل بيتنو، وكفنا في هذا الجانب أسوة بمالكي "العراق" وكرزاي "أفغانستان"، لذا علينا جميعا أن نجعل اللد تثبت أن الوعي والإصرار شيمة الأحرار .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]