تأتي أهمية تطوير المصالح التجارية، والتي بادرت إلى إقامتها شركة "معوف"، وتأتي أهمية هذه المشاريع الحديثة بهدف دعم الشباب والنساء في مجالات عمل تناسبهم أكثر، خاصةً أنّ بعض الفرص المُتاحة، لا يتمكن الشباب أو النساء العرب من الوصول إليها، مثل العمل في الوسط اليهودي، إذ يشعُر الباحثين عن العمل أنّ وجودهم في بعض الأماكن، قد لا يكون مرغوب بهم، بسبب بعض أساليب التعامل المُجحفة بحق المواطنين العرب، لذا يُفضل كثيرون أن يكون عملهم مستقلاً، دون أن يتعرّضوا للتضييقات المتوقعة.

ويهدُف مشروع معوف إلى تطوير الشركات الناشئة في المجتمع العرب، إذ تمّ خلال السنة الأخيرة تقديم الخدمات لما يقارب 30 شركة ناشئة لمبادرين عرب بتكلفة تقارب المليون شيكل.

ويجب التشديد على أن هناك ممارسات عنصرية تحول دون تشغيل العرب، لكنّ الوزارات القائمة مثل معوف تعطي أدوات ومعلومات وإمكانيات ليبدأ العربي بفتح مصلحة ويُشغل نفسه فيها مع إمكانيات تمويل. 

ويتحدث د. نايف خالدي: مدير فرع معوف في شفاعمرو وباقة الغربية، قائلاً: إنّ من لا يملك آفاق عمل يُنصح بالتوجه لمعوف، ونحنُ بدورنا نساعدهم أن يكونوا مستقلين وبدلاً من الحصول على أجر 6 آلاف شيكل، يتيح لهم العمل مع معوف بمبلغ يتجاوز 20 ألف شيكل، لذا يمكن استغلال هذه الفرصة الموجودة.

ويُشدد مدير سلطة التطوير الاقتصادي للأقليات في وزارة المساواة الاجتماعيّة، أيمن سيف، على أنّ هذا الحدث هام جدًا، وهو جزء من منظومة متكاملة يتم العمل على تطويرها لتعزيز صناعة الهايتك في المجتمع العربي، بالتعاون مع العديد من الجهات والهيئات ذات الصلة، على أساس السعي لتنمية مفهوم المبادرة والريادة والتي من شأنها تحفيز الصناعة العربية على الالتحاق بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، ما يضمن الاستمراريّة والاستقلاليّة وتوفير فرص عمل نوعيّة ومرموقة والاندماج في الاقتصاد الاسرائيلي.

وعن مشروع "معوف" يحدثنا د. خالدي - مدير مركز الأعمال معوف في شفاعمرو وباقة الغربية قائلاً: يهدُف اللقاء لتوجيه الشباب والنساء إلى مصالح توفِر دخلاً أفضل للمهتمين من المواطنين العرب، ويُستفاد مِن برامج توجيه مختلفة، تهتم بالأساس بتشغيل العرب في أماكن مناسبة تليق بهم.

ويضيف: "بعض الشباب والشابات العرب، يمضون سنوات طويلة في العمل، أو البحث عن عمل يناسبهم، لكنهم لا يعرفون أنّ عدم الاختيار الصحيح لمهنة المستقبل قد تكون سببًا في إهدار الطاقات والسنوات وخسارة الدخل، الذي يمكن أن يُستفاد منه في إيجاد عمل مناسب، ما يُساهِم في زيادة الدخل للعائلة، ورفع مستوى الرفاهية أكثر إذا ما تطور الشباب والشابات في عملهم".

ولو فكرت هذه الشريحة بتعلُم مهنة جديدة بدلاً من العمل في مجال التربية، والذي يُنهي الشخص عمله وقد ملّ حياته بسبب الروتين الذي أمضاه أو يمضيه في عمله. وبينهن النساء، اللواتي يعملهن لكنّ نسبة العمل لا تتجاوز الـ 30% مقارنة مع حوالي 65% لدى الوسط اليهودي، أي أنّ هناك فرقٌ شاسع ما بيننا نحنُ العرب وبين اليهود، ولو رأينا أنّ النساء دخلت في سوق العمل لكان من الممكن أن تتحول الحياة إلى أكثر رفاهية، ولـزالت الفوارق بين المجتمع العربي واليهودي، أو حتى بين الرجال والنساء العرب في البلاد.

يتابع خالدي: "بالنسبة للشباب العرب هناك بطالة فاحشة، علمًا أنّ كثير من شبابنا في المجتمع العربي لا يتمكنون من الوصول للجامعات، لكن هناك فرصة ممكنة لدمجهم في العمل، من خلال التعليم المهني أو التأهيلي، وهناك مواضيع تنقص مجتمعنا، ويجب أن يكون لدينا قدرات أو شهادات تأهيل مهني تجعلنا نختار مهن غير متوفرة ومطلوبة بنفس الوقت. ونحنُ نعلم أنّ هناك نقصًا كبيرًا في مجال الاقتصاد ولو اختارت النساء أو الشباب مثل هذه المهن فإنّ وضعهم سيكون أفضل.

وينصح خالدي بالتوجه إلى مجالات مطلوبة مثل: الإدارة، الاقتصاد، عالم الحاسوب، ومجالات أخرى، وبالتأكيد كنّ سيجدن فرص عمل مناسبة، وهناك قطاعات يمكن للنساء الاندماج بها، حتى تجد عملاً، صحيح أنّ هناك نقص في بعض القطاعات، وتستصعب النساء إيجاد عمل، لأنهن لم يؤهلن أنفسهن لعمل يناسبهن. "وحسب المعلومات"، يضيف خالدي المعلومات التي وصلتني تشير أنّ هناك نحو 680 عاملاً أجنبيًا، منهم حوالي 280 ألف شخص لا يملكون ترخيص عمل و400 ألف حاصلون على تراخيص، لكن الـ 680 شخص أجنبي يعملون وحازوا على على فرص عمل التي كان من المفترض أن تكون مناسبة لأبناء شعبنا، وبشكلٍ عام هناك 300 عاطل عن العمل، ولو قمنا بتشغيل الـ 300ألف شخص فسيبقى هناك نقص بالأيدي العاملة.

وتساءل د. خالدي عن السبب الذي يُضطر الشباب العرب التوجه للهايتك، قائلاً: هي كفيلة بدفعهم إلى سلم العمل وهو حاجة ماسة في هذه الأيام. ويضيف: صحيح أننا تفاءلنا بالهايتك، لكنّ العنصرية للأسف تلعب دورًا سلبيًا، لذا فإنّ نسبة الشباب العرب في الهايتك لا تتجاوز الـ 2%، على الرغم أنّ هناك 30 ألف إنسان عربي يتعلمون الهايتك لكن لا يوجد لديهم فرص عمل في شركات الإسرائيلية، لأسباب عنصرية، ويعترف رئيس الحكومة ووزراؤه منذ العام 1948، بالتمييز تجاه المواطن العربي، وما أقوله على مستوى وزارة الاقتصاد من خلال شركة معوف، تمكِن الإنسان الذي لا يملك فرصة عمل أن يعمل بشكلٍ مستقل، ولديه القدرات الذهنية لتطوير اي برنامج، ليس على مستوى هايتك، بل على مستوى منجرة أو محددة مثلاً، ويرغب المعظم أن يكون مستقلاً، وربما يحصُل على دخل 10-12 ألف شيكل، وتُعطى هذه الفرصة كبديل لأنّ المجتمع الإسرائيلي يذهب باتجاه العمل المستقل، ولا يريد أن يكون أجيرًا، أو تلقي أوامر من صاحب العمل، هذه النقلة النوعية في الاقتصاد الإسرائيلي لم يدخُل العرب إليها كما يجب، يشار أنّ أكثر من 50% من العرب يُقيمون مشاريع اقتصادية ومصالح لسبب واحد عوضًا من طردهم من العمل، لانعدام المهنة، لذا يقوم الشخص بفتح مصلحة شخصية، والمصلحة تحتاج إلى تخطيط، بينما الحال الحقيقي أنّ الأشخاص يقومون بفتح مصالح وبعدها يقومون بالتخطيط ثم التفكير من خلال القيام بعملية عكسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]