لا تخرج مدينة أم الفحم بالفترة الأخيرة من حزنها على جريمة قتل، حتى تفجع بأخرى، وآخرها كان جريمة ثالث أيام العيد، التي راح ضحيتها الشاب احمد اغبارية.

ويعيش الاهل في ام الفحم بحالة من السكوت والذهول ازاء الجرائم المتكررة بين الفترة والأخرى.

ويطالب شباب وصبايا ام الفحم، المسؤولين باتّخاذ دورهم في مكافحة ودحر هذه الافة،


الشرطة تعرف مكان كل قطعة سلاح

الشاب احمد محاميد قال بحديثه مع موقع بُكرا:" الحل لآفة العنف ان تعود الناس لوعيها، الأشخاص الذين معهم سلاح معروفين، لا يهمّ اذا احد ما اخطأ بحقك فلتتوجه لكبار البلد بحلّها، في السابق كل مشكلة كانت تحلّ على يد الكبار، اما اليوم فكل واحد يريد ان يأخذ حقه بسلاح وعلى كل اب ان يربّي ابناءه، على كل اب ان يفكّر عند رؤية السلاح مع ابنه، بالامور التي سيفعلها بهذا السلاح وما هي العواقب".


وانهى كلامه قائلا:" لا احد يحمّل الشرطة والبلدية، المسؤولية، فالشرطة تعرف مكان كل قطعة سلاح، فلو ارادت جمع السلاح لجمعتهن، لكن هي سعيدة للواجب الذي يقوم به زعران ام الفحم، بعد الاحداث الاخيرة الكلّ كان يحلف بأم الفحم، اما اليوم عادوا ليشتموها".


الحل هو أن نكتشف ما هو المرض

عبد الحليم محاميد البالغ من العمر 34 عاماً قال بحديثه مع موقع بُكرا:" قد يظن البعض بأن إجابتي ستكون مثل أي اجابة لمعظم الناس ولكني أختلف مع أغلب الناس حول كيفية ايجاد الحل للجريمة ، وأرجو قراءة ردي على السؤال حتى النهاية . لكي نحارب الجريمة يجب علينا أن نعي بأن الجريمة هي المشكلة وليست أداتها . القتل موجود في جميع المجتمعات والأديان وعلى مر العصور وحتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، نحن لا نتحدث عن جريمة قتل في أعقاب شجار قد شب بين مجموعتين من الناس ، بتنا نتحدث عن جريمة منظمة متفشية في أم الفحم .

وتابع: ما معنى جريمة منظمة ؟ الجريمة المنظمة هي أن يكون ينالك مجموعة من الناس قد اتخذت طريق الجريمة مسار لحياتها ، فهم يعتاشون على الخاوا ، على السرقة ، تجارة المخدرات وتجارة السلاح ، اقتلاع أراضي وبيوت بالقوة ، " بالعربي " - مافيا . هل اذا جمعت سلاح هؤلاء ستجد حل للجريمة ؟ قطعاً لا ، فستجدهم يقتنون أسلحة جديدة في غضون دقائق ، فلا عائق لهم طال ما يوجد هناك مصادر (والتي لا نستطيع القضاء عليها لأن شرطة اسرائيل تعجز عن ذلك) ، والمال متوفر بكثرة ، إذا ً هل هنالك جدوى من جمع سلاحهم ؟ قبل أن نجمع أسلحتهم يجب أن نتعامل مع جريمتهم المنظمة ، فاذا عالجت الجريمة المنظمة في أم الفحم فسينعكس ذلك على جميع الأهالي في أم الفحم والعائلات التي تقتني السلاح . اذا آلمك بطنك بشدة ، وعالجته بدواء مسكن للألم ، سيآلمك وجدداً بعد زوال تأثير الدواء ، فما هو حل الوجع ؟".

وعن الحل لهذه الافة، يقول بحديثه مع بُكرا:" إن الحل هو أن نكتشف ما هو المرض ، فإن كان هنالك علاج طبي له فلنستعن به ، وان لم يكن كذلك فيجب استئصال المرض ، وإلا سيتفشى في جميع أنحاء الجسم .أم الفحم مريضة ، النداء المتكرر من الأهالي للشرطة بأن تجمع السلاح هو عبارة عن دواء مسكن للآلام ، فبعد تشخيص مرض أم الفحم اكتشفنا بأن الجريمة المنظمة هي مرضنا ، فاذا استطعنا معالجتها عن طريق ثني أهلها عن هذا الطريق فبذلك عالجنا المرض ، بينما اذا عاند هؤلاء المجرمون واستمروا في مراوغاتهم وجرائمهم ، يجب استئصالهم من بلدنا الحبيب وطردهم منها . هل هذا ممكن ، نعم يمكن أن نتعلم من تجارب من بلداتنا التي طردت هؤلاء المجرمون من بلدانهم ".

وعن اليات طرد المجرمين من ام الفحم، يحدّثنا:" اذا كان هنالك تكاتف بين جميع أبناء العائلات في أم الفحم ، ستتكون لجنة موسعة وبعيدة عن الشعارات ، وستطالب هؤلاء بمساعدة الشرطة بأن يتركوا البلد وإلا سيتحملوا مسؤولية رفضهم ، فلا يمكن محاربة بلد بأكملها بجميع أطيافها وأبناء عائلاتها، حينها يمكن أن نتحدث عن مقاطعة حاملي الأسلحة ، ومقاطعة كل من يتعدى على أخيه المسلم ، ولكن هذه المرحلة هي بعد القضاء على الاجرام المنظم في أم الفحم".

وحول طرق ردع مرتكبي الجرائم، يقول:" حين يرى المجرمون أن هنالك تكاتف غير مسبوق وقوي من أهالي أم الفحم ومن جميع العائلات ، سيتراجع المجرمون تدريجيا عن طريقهم ، وهذا بحاجة لبعض الوقت".

واختتم كلامه قائلا:" المتهم الأول هو أهل أم الفحم ، بصمتنا وتخاذلنا ، بتربيتنا الغير صالحة ، بطرق علاجنا للمشاكل البسيطة وتطويرها الى حد استعمال السلاح . ومن ثم أتهم الشرطة ، وأرجو أن لا يفهم حديثي في هذا الرد بأني أبرئ الشرطة من دورها ، بل على العكس ، تقاعش الشرطة عن دورها بمحاربة الجريمة هو من أوصلنا الى هذه المرحلة ، وأدى بنا الى التخبط والبحث عن بدائل ، ولا نشك بأن هذا مخطط من المؤسسة لكي نحارب بعضنا بعضا ، فهل نسلم لهم أمرنا ؟
في النهاية ، أود أن أختم بمثل عربي والذي يقول : " ما بحك لحمك الا ظفرك " . أسأل الله أن يعم الأمن والأمان على أهلنا وبلدنا الحبيب أم الفحم وعلى جميع بلداتنا العربية".

تثقيف الناس

الشابة رحمة عفيف جبارين البالغة من العمر 21 عاما قالت بحديثها مع بُكرا:"الحل بتثقيف الناس، لانه طالما هناك ناس جاهلة، الوضع سيزداد سوءا وعلى كل شخص تربية ابناءه، التربية الصالحة وطريقة السير بالطريق السليم، مرتكب هذه الجرائم معروف للجميع فيا حبَّذا لو يتجمّع الجميع ضد مرتكبي الجرائم، بامكانهم ردعهم وبقوّة، لكن وللأسف كل واحد اللهم نفسي".


الشاب محمد كيوان قال بحديثه مع بُكرا:" الحلّ هو تنظيف البلد من السلاح ومن الناس الذين هم سبب الفساد في أم الفحم وضواحيها، ولا شكّ أنّ الرادع الوحيد للمجرم هو الحكم الإسلامي، فالله أجاز قتل القاتل حتى يردع باقي المجرمين عن هذا الجرم الخطير.وهناك أثر عن عثمان بن عفان-إنّ الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. أي أنّ من المجرمين لا يؤثّر بهم القرآن لقساوة قلوبهم فجعل عقاب السلطان رادعاً لهم".

واختتم كلامه قائلا:" كلنا متهمون.لأنّنا نعلم من يملك السلاح ويحمله ليل نهار ولم نحرّك ساكناً.ولا شكّ أنّ للشرطة دورٌ كبير بهذا الأمر الخطير".

غياب الوعي الديني

الشابة فاطمة محاجنة البالغة من العمر 20 عاماً قالت بحديثها مع بُكرا:" في بداية الامر إّن غياب الوعي الديني في باطن كلٍّ منّا قد وَلّدَ داخلنا البغضاء والكره والانتقام ، ممّا أدّى فينا ان حل المشاكل لا يكون إلّا بأساليب العنف المختلفة وعلى رأسها "قتل النفس" .قال تعالى في سورة المائدة : "من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً "وفي سورة النساء قال عز وجل " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليهِ ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً" .
لا أظن بأنسان بالغ راشد وعاقل أن تمر عليهِ كلتا الايتينِ ولا تلمسه مخافة الله عز وجل ولا يردعهُ عذاب الاخرة".

واضافت:" في السنوات الخمس الاخيرة ازدادت نسبة الجرائم بأم الفحم بشكل خطير ، اصابع الاتهام موجّهة لعدة جهات ولا نعلم اي المتّهمين هو الجاني!هل هو تقاعس الشرطة بعدم القيام بدورها "الحفاظ على الامن والامان" ؟ ، ام غياب اصحاب المناصب والمسؤولين ورجال الدين عن دورهم "كمؤثرين" من الدرجة الاولى (من المفروض!) ؟".

وزادت:" على كل واحد منا ان يبدأ بمحاسبة نفسه ، وان يستشعر مخافة الله وعذاب الاخرة ، بعدها نبدأ بخطوات عملية اكثر ، كزيادة الوعي الثقافي التربوي والديني".

واختتمت كلامها قائلة:" اخراً ، اللهم جنّبنا الفتن واهلها ، وآهد الجميع الى ما فيه خيرنا في ديننا ودنيانا ، وآهد ضالنا ، واجعل هذا البلد أمن وامان يا رب العالمين".

المتهم الاساسي هو ..

محمد خضر جبارين قال بحديثه مع موقع بُكرا:" المتهم الاساسي هو المجتمع والاهل والبيئه نعم نحن لا نعرف ان نجلد ذاتنا فالتربية السليمة تنشئ جيلا متعلما مثقفا معطاءا غير عنيف متسامح مع الاخرين نتعاون يشعر بغيره فالتربية هي الاساس فحلها وردعها يكمن بجيل يخاف الله ويخاف القانون
وللاسف نحن وجدنا ب زمان لا نخاف الله ولا قانون يحمينا اي بمعنى اصح الجاهزيه للعنف موجوده انا لم ولن اراهن على القانون والشرطة يوما ما دام همها الاساسي هو تعتيم القضية ومنح مجال للمجرمين وخفافيش الليل باطلاق الرصاص وترهيب الاهالي.لنبدأ ب انفسنا ولا يمكن السكوت والتخاذل وطمس رؤوسنا في الرمل وكأننا لسنا جزءا من هذا المجتمع".


وعن اليات دحر هذه الافة، يقول:" هناك عدة عوامل نستطيع التغيير، منها مقاطعة الاعراس التي تطلق منها النيران وبشكل قاطع.اعلان قوي وصريح من أئمة المساجد والتبرء من كل من يطلق الرصاص احتواء الشباب بمؤسسات تهتم بشؤونهم وهذا واجب الحركات والاحزاب والبلديةالاهل هم البوصلة لابنائهم وان يهتموا بان يكونوا الرقيب الاول لابنهم واين يتواحد ومن يصاحب.لا يمكن ابدا ان يكون القتل شي عادي لاااا يمكن".

واختتم كلامه قائلا:" للاسف اصبحنا كقطيع اغنام لا نشعر ولا نهتم، المصيبة الكبرى نحن كأننا لسنا اهل بلد واحد ان الاوان للنتفض ونرفع صوتنا على هذا المرض الذي جعل شبابنا تحت الترابقوموا من سباتكم واصرخوا وتظاهروا وغيروا ولا تنتظري المهدي المنقذ كل في دوره يغير ويتغير لاننا حينها سننتظر دورنا اما ان نكون مقتولون او قاتلون".

يجب الضغط على الشرطة

الشابة مي صباح اغبارية قالت بحديثها مع بُكرا:" مع المزيد من الأسف ما زلنا حتى في أيام العيد نسمع الاخبار التي تدوي في عقولنا لتلهبها نارا من الغضب، اخبار القتل والعنف التي تحصل في مدننا وخاصة مدينة ام الفحم، فقد اصبحت مدينتا اكثر المدن التي تملأها العنف بعد ان كانت تُسمى ام النور، لكن قلب النور ظلاما دامسا!".

وحول الحل للجريمة، تقول:" الحل برأيي يجب ان يبدأ من البلدية وكل عامليها، حيث ان القلة القليلة التي تعمل من أجل الخير في المدينة لا تكفي أبدا لحل مشاكل تزداد يوما بعد يوم، فيجب على البلدية أن تكون يدا واحدة للخير فقط! لا أن تكتب شعاراتها ولا أن تستنكر وتقف متفرجة على رصيف الحدث، كما يجب تكثيف الأماكن الثقافية والمحاضرات التوعوية التي تساعد أبناء الشبيبة بشكل خاص على تطور عقولهم بشكل أصح، لتتطور في العلم والتوعية بمخاطر الظواهر الاجتماعية التي تمرّ بها البلدة".

واختتمت كلامها قائلة:" وبرأيي انه بحالة عدم استطاعة طاقم البلدية على البدء بحل الأمور والمشاكل الصغيرة على الأقل فيجب ان يستقيلوا ليفرغ مكانهم لأشخاص جديرين أكثر بقيادة شعب، لأشخاص لديهم الإرادة للتطور وبناء جيل واعٍ وليس الإرادة للاستنكار فقط!هذا لا يعني ان الشرطة ليس لها دور، حيث أنه يجب الضغط على الشرطة أكثر لحل المشاكل المنتشرة، لكن الدور الأكبر على البلدية التي بمقدرتها أن تفعل الكثير للمجتمع "إن أرادت"!!".

الكلّ متهم
الشاب محمد عصام محاجنة قال بحديثه مع بُكرا:" الكلّ متهم لمجرد سكوتنا على وضع ام الفحم، والبلدية مذنبة لانها لم تقم بدورها منا يجب وهو ان يكون هناك توعية عن الجريمة ومخاطرها، حلّ مشكلة الشباب وإيجاد اطر تستوعبهم سيحلّ من العنف بنسبة 60% ويجب ان تتم مساعدة الشباب على الزواج واذا تطبق هذا المشروع فقد نحصل على مستقبل افضل ومن ثم الشباب كل ما يملك في ان يحصل على هذه الشقة لتأمين مستقبله بل ويحسّن دخل البلدية ويتم القيام بمشاريع لاستغلالها في تطوير البلد وأدعو الشرطة ان تتخذ دورها".

واختتم كلامه قائلا:" هناك الكثير من الامور التي يجب فعلها من اجل دحر هذه الظاهرة النكرة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]