تناقلت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء عن قيام الأمير محمد بن سلمان في زيارة سرية إلى إسرائيل كخطوة لتطبيع العلاقات بين البلدين، بينما لم يصدر أي نفي رسمي من المملكة حول هذه الأنباء رغم انتشارها بشكل واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وبدأ الجدل بعد نشر موقع "هيئة البث الإسرائيلي باللغة العربية"، الذي نشر الخميس الماضي خبرا يقول إن "أميراً من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سراً خلال الأيام الأخيرة وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام".

وأكد الموقع على أن هناك اتجاه واضح لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الجيدة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية ومن بينها السعودية، مشيرا إلى زيارة قام بها رئيس المخابرات السعودية السابق أنور عشقي لإسرائيل قبل حوالي عام.

ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل أيضا" خبر زيارة الأمير السعودي إلى إسرائيل غير أنه ظل اسم الأمير مجهولا، إلا أن عددا من الصحف والمواقع الإسرائيلية رجحت أن يكون الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي هو من قام بالزيارة السرية لإسرائيل وألتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال موقع (n r g) الإسرائيلي أمس الأحد أن الأمير الذي زار إسرائيل سرا هو محمد بن سلمان، وأكد على أن الزيارة جرت الاسبوع الماضي. وكان يرافقه وفد أمريكي رفيع المستوى يضم مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار، إلى جانب وفد سعودي كان من بينهم رئيس المخابرات السعودية السابق أنور عشقي.

وكذلك قالت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية، الأحد أن محمد بن سلمان هو الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

بينما كتب صحفي من جريدة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية على حسابه على تويتر تؤكد على أن بن سلمان هو من زار إسرائيل سرا.

​وكذلك كتبت الصحفية نوغا تارنوبولسكي المتخصصة بالشأن الإسرائيلي تؤكد نفس المعلومة.

​وفي الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الإسرائيلية التعليق على المعلومات التي وصلت إلى الإعلام، أيضا لم يصدر أي توضيح من جانب السلطات السعودية بخصوص زيارة وفد إلى إسرائيل، وكذلك لم يصدر أي تكذيب عن أن الوفد كان برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 

استهجان فلسطيني

من جانبه، شدد عضو "الائتلاف من أجل القدس" صالح الشويكي على رفض هذه الزيارات مهما كانت ظروفها، أو العناوين التي تحملها.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، قال الشويكي "بالنسبة لنا، لدينا موقف راسخ يقضي بتجريم تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الصهيوني المحتل، إلى جانب تجريم المحاولات المشبوهة التي يقوم بها البعض خلسة من أجل التقارب مع الكيان المعتدي على شعبنا الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته".

واستهجن الناشط المقدسي إصرار بعض الخليجيين تحديداً على الذهاب باتجاه المصالحة مع الكيان الغاصب، في ذات الوقت الذي يتخلوّن فيه عن مسؤولياتهم على صعيد مساندة القضية الفلسطينية.

كما استهجن تماهي هذا الفريق مع رؤية القوى الاستعمارية القائمة على جعل "تل أبيب" جزءاً طبيعياً من المنطقة، دون اكتراث بالمآسي التي سببتها للفلسطينيين، وللعرب.

وأضاف "بدل أن يذهب هؤلاء لمحاربة اليمن، وقتل الأبرياء هناك، كان الأجدر بهم أن يعملوا على شد الرحال نحو المسجد الأقصى المبارك المستباح من قبل المستوطنين يوماً تلو الآخر، وبأن يوفروا الإمكانات والأموال لأجل الجهاد في فلسطين، ولتحرير القدس من دنس الصهاينة".
و ذكّر الشويكي في سياق حديثه العلماء بضرورة التصدي لهذه التحركات المشبوهة من جانب، والعمل من جانب آخر على إحباط مساعي الدعاة للانفتاح على الكيان الغاصب، لا سيما وأن بينهم رجال دين.

وتُشكل زيارة ولي عهد السعودية لإسرائيل نقلة في مسار تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، وهي من شأنها أن تفتح الطريق أمام أطراف أخرى تتبنى نفس النهج كي تمضي قدماً في ترسيم تلك العلاقات التي كانت في السابق تتم تحت ستار العتمة لاعتبارات داخلية، الأمر الذي يعني عملياً الذهاب بعيداً في مشروع تصفية القضية الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]