قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الأحد إن الإقليم ماضٍ في الاستفتاء رافضًا "لغة التهديد التي قوبلنا بها"، وذلك قبل يوم واحد من الاستفتاء على "الاستقلال" المزمع إجراؤه في الإقليم يوم غدٍ الاثنين.

واستعرض بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في أربيل تاريخ العلاقات مع بغداد في الفترة ما قبل 2003 وما بعدها وقال: "كان لدينا أمل كبير بعد 2003 في أن نتعايش معًا في عراق واحد"، مضيفا قوله: "ما زالت العقلية التي تتحكم ببغداد تشبه عقلية النظام السابق"، على حد قوله.

وتقول حكومة إقليم كردستان إن الحكومة المركزية في بغداد والتي يهيمن عليها الشيعة لم تحترم الحكم الذاتي الذي حدث بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003 في غزو قادته الولايات المتحدة.

وأكد بارزاني أنه "رغم أوجه قصور الدستور العراقي عام 2005 إلا أننا أيدناه وصوتنا لصالحه"، و"لولا تصويت الأكراد لصالح الدستور العراقي لكان قد سقط بسبب تصويت أربع محافظات ضده".

واتهم الرئيس الكردي المنتهية ولايته بغداد بأنها "خالفت الدستور الذي ينص على اعتبار البيشمركة جزءً من القوات المسلحة الرسمية وامتنعت عن تطبيق المادة 140 من الدستور".

وأشار بارزاني إلى أن حكومته أبلغت حكومة بغداد أكثر من مرة "بانتهاء الشراكة" و "أننا سنجري الاستفتاء رغم أننا لم نكن قد حددنا موعده".

وقال بارزاني: "سنقيم حوارًا مع بغداد والاستقلال لن يحصل قبل سنة أو سنتين، ولن نعود مطلقا إلى الوضع السابق والشراكة غير المتكافئة مع بغداد".

وأشاد بدور البيشمركة في الحرب ضد داعش، مشيرًا إلى أن هذه القوات "قتلت أكثر من 500 من داعش خلال معارك نينوى كانوا يريدون التسلل إلى سورية"، مؤكدًا أن "التعاون مع الجيش العراقي سيتواصل في المستقبل".

وتقول حكومة إقليم كردستان إن الاستفتاء يقر بالمساهمة الحاسمة التي قدمها الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة بعد انهيار الجيش العراقي أمامه عام 2014 وبعدما بسط سيطرته على ثلث العراق.

وأكد أن الإقليم يسعى لعلاقات جيدة مع دول الجوار، قائلًا: "سنعمل على طمأنتها ولن نكون سببا في أي توتر"، ولفت إلى أن "نظام الإقليم المستقبلي سيستند إلى الديموقراطية والمواطنة وحقوق كل المكونات والإثنيات".

ودعا بارزاني الشعب الكردي إلى التوجه غدا إلى صناديق الاقتراع والمشاركة فيه بقوة، وطمأن اللاجئين في كردستان أنهم سيعيشون في الإقليم "بسلام ولن يتعرضوا لأي مضايقة، سنستمر في استقبال النازحين إلى أن تتم إعادتهم إلى مدنهم".

ومن المقرر أن يشارك نحو خمسة ملايين نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق في استفتاء غير ملزم على الاستقلال غدًا، وسيجيب المشاركون في الاستفتاء بنعم أو لا على سؤال "هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟".

والاستفتاء يعارضه الجميع تقريبًا بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة خشية زعزعة استقرار العراق في وقت لم تضع فيه الحرب على تنظيم الدولة أوزارها، فيما أبدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تأييدها للاستفتاء.

مس وحدة العراق 

في المقابل، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأحد إن استفتاء إقليم كردستان "يمس بوحدة العراق وأمنه ومخالف للدستور ولن نعترف بنتائجه".

وأضاف العبادي في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب العراقي أن "خريطة العراق تتعرض لمحاولات التقسيم مع اقتراب النصر على داعش".

وأكد العبادي أن "العراق لكل العراقيين، ولن نسمح بأن يكون ملكا لهذا أو ذاك"، وأنه لن يتخلى "عن المواطنين الكرد".

وأوضح العبادي أن معظم مشكلات إقليم كردستان داخلية وليست مع حكومة بغداد، مؤكدا أن الصعوبات المالية في الإقليم ناتجة عن "الفساد وسوء الإدارة".

وقال العبادي "لماذا لا تدخل وارادات النفط من إقليم كردستان في حساب علني يمكن الاطلاع عليه؟"، مشيرا إلى أن تجميد عمل البرلمان في إقليم كردستان لمدة 22 شهرا "هو دليل إضافي على فساد الإدارة".

وشدد على أنه "لا يمكن الاستمرار بفرض الأمر الواقع بالقوة على غرار حزب البعث"، وأن "نظام صدام حسين قمع وبطش بكل مكونات الشعب العراقي".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]