لم يخفي النائب الفلسطيني الالماني عبد الكريم العراقي تخوفه من توسع اليمين المتطرف في ألمانيا، وقال أن فوز النازيون الجدد بـ90 مقعدًا في البرلمان الالماني قد يشكل خطرًا على الاجانب والمغتربين في ألمانيا، ولو بعد حين، خصوصًا في حال استمر هذا الحزب المتطرف بالتوسع.

وكانت الانتخابات الألمانية قد أسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنسبة 33% من الأصوات، علمًا بأن هذه النسبة تعتبر أقل من النسبة التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الماضية، أي أنه تراجع، حاله كحال الحزب الاشتراكي الذي حصل على 20% والعديد من أحزاب اليسار والوسط والأحزاب الديمقراطية، مقابل توسع حزب النازيين الجدد "الحزب البديل" وحصوله على 13% من الأصوات، أي ما يعادل 90 مقعدًا.

حزب الخضر الديمقراطي والذي يتبع له النائب العراقي، شكل مفاجئة على في هذه الانتخابات فقد ارتفع هو الآخر بنسبة 0.5% على عكس كافة الاحزاب الديمقراطية الأخرى، وحصل على 65 مقعدًا.

تراجع ميركل
يقول النائب العراقي عن نتائج الانتخابات: النازيون الجدد "الحزب البديل" فازوا بـ13% من الأصوات ، أي ما يعادل 90 مقعدًا، وأكثر مصوتي هذا الحزب هم من سكان ألمانيا الشرقية، وجدير بالذكر أن نسبة الاجانب في ألمانيا الشرقية لا تتجاوز الـ1%، أما الحزب الاشتراكي فقد حصل على 20% من الأصوات في حين حصول الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل حصل على أكبر نسبة أصوات وهي 33%، رغم تراجعه.

وتابع: الآن ستتشكل الحكومة، والحزب الاشتراكي اليساري أعلن أنه سيكون معارضة، ولن يشكل الحكومة مع ميركل وذلك بهدف أن يتزعم المعارضة ويمنع الحزب النازي من ذلك، حيث أن الحزب الاشتراكي في حال دخوله للحكومة سيكون الحزب النازي أكبر احزاب المعارضة وبالتالي سيتزعمها، وهذا خطير جدًا، حيث أن الحزب الذي يترأس المعارضة تكون له صلاحيات معينة وميزات، منها مثلًا أن الخطاب الاول دائما في البرلمان له، لهذا اختار الحزب الاشتراكي أن يكون في المعارضة.

خطورة الحزب النازي
وتابع: ظاهرة صعود النازية الجديدة خطيرة جدًا، وتصريحات قيادة هذا الحزب خطيرة أيضًا، فقد قال رئيس الحزب في تصريح حديث له: " سنصطاد ميركل وأتباعها ونسترجع دولتنا وشعبنا"، برنامجهم ضد اللاجئين وضد المهاجرين، استخدموا قضية "الإسلامفوبيا" في حملتهم الانتخابية، وقضية التخويف من اللاجئين وأمور كثيرة أخرى، حتى أن بعض أعضاء الحزب انشقوا عنه عندما اكتشفوا شدة عنصرية وتطرف قيادته، وبعض المنشقين كانوا من الشخصيات البارزة.


وتحدث العراقي عن حزبه – حزب الخضر" وقال: حزب الخضر حصل على 65 مقعد، ارتفع بنسبة نحو 0.5% الحزب الديمقراطي الوحيد الذي ارتفع في انتخابات صعد فيها اليمين بشكل كبير، والآن أمام ميركل خيار واحد فقط، أن تشكل حكومة مع حزب الأحرار وحزب الخضر، غير ذلك سيكون الحل هو إعادة الانتخابات والتي قد تسفر نتائجها عن ارتفاع آخر للنازيين، نحن في حزب الخضر شكلنا فريقًا من 13 مفاوضًا سيفاوضون ميركل وحزبها، ومن مطالبنا مثلًا وزارة البيئة والزراعة، عدم تحديد عدد المهاجرين، توقيف المفاعل النووية للطاقة ومطالب أخرى، والآن المفاوضات جارية وفي تاريخ 20.10.2017 سيقعد الحزب مؤتمرًا ضخمًا في برلين ويعرض خلاله نتائج المفاوضات ونحن كأعضاء الحزب سنصوت عليها بالموافقة أو بعدم الموافقة.


الفلسطيني عبد الكريم عراقي: نجا من جحيم تل الزعتر ليصبح مسؤولا ألمانيًا

عبد الكريم عراقي (أبو جبريل) هو فلسطيني تعود أصوله لقرية الكردانة المهجرة على ساحل حيفا وأوصل والدته من قرية "ميرون" على سفوح جبل الجرمق، لجأ لمخيم تل الزعتر، ثم وفي وقت الحرب اللبنانية الأهلية وبعد مجزرة تل الزعتر وأحداث أخرى قرر الهجرة إلى ألمانيا، وهناك بدأ في العمل والدراسة، وانخرط في حياة المجتمع الألماني مقترنًا بسيدة ألمانية أنجبت له ولدين، ومارس ( ولا يزال) أنشطة في ميادين الرياضة والسياسة، منتميًا عام 2007 إلى حزب الخُضر الألماني، فانتُخب عام 2011 نائبًا لرئيس بلدية لنغدام في محافظة نينبورغ، واتسعت نشاطاته مؤخرًا لتشتمل تقديم العون والدعم للاجئين السوريين والعرب والأجانب الوافدين إلى ألمانيا- دون اغفال واجبه تجاه الجالية الفلسطينية المكونة من حوالي (200) ألف مقيم في ألمانيا، وكل ذلك من خلال جمعية يديرها تحت مسمّى " لاجئون يساعدون اللاجئين"، ومن خلال تضافر الجهود مع أطر وروابط وجمعيات أخرى تتعاون فيما بينها دون سقف يجمعها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]