تداولت وسائل الاعلام قبل ايّام تسجيلًا صوتيًا لمواطن يخطر الشرطة عن حادثة ما في منطقة جسر الزرقاء وإذ بالشرطي يقول، نحاول اخراج القرية من المكان.

وأثار هذا التصريح حالة من الجدل بين الأهالي في جسر الزرقاء، فقد تكون مجرد كلمات خرجت بالخطأ من الشرطي، أي بدل أن يقول أن نخرج الجريمة من القرية قال أن نخرج القرية من المنطقة، ولكنه ايضًا- ووفق الأهالي- قد يكون تصريحًا مبطنًا لمخطط ما.

مراسلنا، اجرى حوارا مطوّلا مع رئيس اللجنة الشعبية بجسر الزرقاء وعضو مجلسها المحلي، سامي علي الذي قال:" أقوال الشرطي الإسرائيلي تؤكد النوايا الدفينة للمؤسسة الإسرائيلية، والتي حذرنا منها مرارا وطالبنا المجلس المحلي والهيئات التمثيلية في مجتمعنا بأخذها على محمل الجد. إن سياسة التهميش والحصار والفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل تجاه جسر الزرقاء تتجلى في عدة مخططات تهدف بالتالي لدفع المواطن الجسراوي نحو الهجرة الطوعية".

هجمة سلطوية 


واضاف:" هنالك هجمة مخططات سلطوية على القرية في السنوات العشر الأخيرة، بدءا بالمخطط الهيكلي الذي يقترح توسيع رقعة الحصار فقط ب 280 دونم ويشترط التوسعة بإزاحة شارع الشاطئ، مرورا بالمخطط السكني-السياحي ضمن مشروع "السعر للساكن" وانتهاء بمخطط تحويل شاطئ القرية لمحمية طبيعية. كل هذه المخططات فرضت علينا ورسمتها السلطات الإسرائيلية بشكل يتطابق وسياستها العليا، وهي لا تحاكي الواقع ولا احتياجات جسرنا المستقبلية ولا تكسر الحصار الجغرافي للأبد، بل عبارة عن مخططات تهويد هدفها تشويه هوية المكان الفلسطينية وطمس الموروث الفلسطيني والبصمة العربية الباقية والصامدة على الشاطئ".

وتابع:" دأبت المؤسسة الإسرائيلية على انتهاج سياسة تصحيح "الخطأ التاريخي" المتمثل بنظرها في إبقاء جسر الزرقاء على الشاطئ إبان النكبة وبعدها، حيث حاصرت القرية وهمّشتها وخنقتها بكل مناحي الحياة، ونجحت في نشر شعور الإحباط واليأس في قلوب الأهل، وانتجت وضعا كارثيا وأزمة سكنية وفقرا وعنفا وجريمة وتدهورا علميا وتربويا والعديد من الأزمات الأخرى.لكن صمود الأهل وثباتهم رغم كل الضائقة والتحديات، وتصديهم لهذه السياسة العنصرية، دفع إسرائيل إلى تغيير سياستها لتنتقل من تصحيح "الخطأ التاريخي" لسياسة تصحيح "الغبن التاريخي"، أي أن الأوضاع خرجت عن السيطرة ويجب التجاوب لاحتياجات القرية ومطالب السكان خوفا من انفجار الاوضاع وانعكاسها على الجيران خصوصا والمنطقة عموما. وفعلا بدأت برسم المخططات لتصحيح الغبن التاريخي ولكن وفق عقليتها الاستعمارية، وليس وفق احتياجات الأهل الحقيقية ومطالبنا العادلة، إذ فرضت علينا مخططات تتلاءم والمخططات القطرية الخانقة والمتماهية مع سياسة التهويد والفصل العنصري".

الخطوات الإحتجاجية 

وحول الخطوات الاحتجاجية، يقول:" نخوض معركة نضال من أجل كسر الحصار وتوسيع القرية للنهوض بها بكل مناحي الحياة، على كافة المستويات، التخطيطي والقانوني والشعبي والإعلامي بالتعاون مع مؤسسات أهلية، حيث قدمت السلطة المحلية والأهالي الاعتراضات على المخططات المختلفة، وتعقد جلسات دورية لمتابعة القضايا ونقدم البدائل التخطيطية لتعديل المخططات المفروضة علينا، إضافة لتجنيد الرأي العام وإثارة القضايا والمطالب في الإعلام للضغط على المسؤولين، وتنظيم نشاطات احتجاجية من ندوات ومظاهرات وغيرها".

واختتم كلامه قائلا:" لن نتزحزح ولن نفرط بأرضنا وبحرنا وموروثنا وسنقاوم بكل الطرق المتاحة والشرعية لحماية وجودنا. وأدعو القيادات العربية وأبناء شعبنا لمساندتنا في معركتنا واقول لهم؛ لا تتركوا جسر الزرقاء وحيدة على الشاطئ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]