في حفلٍ خاص وأجواء رائعة، خرّجت كلية القاسمي للهندسة والعلوم يوم الخميس، 28.9.17، باقة من طلابها وعددهم 194 طالبًا وطالبة والذين انهوا تعليمهم بنجاح في العام الدراسيّ السابق. 

وشارك حفل التخرّج نخبة من الحضور على رأسهم فضيلة الشيخ عبد الرؤوف القاسمي -شيخ طريقة القاسمي الخلوتية الجامعة ورئيس مجلس أمناء مؤسسات القاسمي، القاضي سليم جبران- سابقًا نائب رئيس المحكمة العليا، د. داليا فضيلي- رئيسة كلية القاسمي للهندسة والعلوم، المحامي محمد محمود طاهر وتد- رئيس مجلس جت، المحامي مرسي ابو مخ- رئيس بلدية باقة الغربية، ود. وسيم برية- نائب رئيسة كلية القاسمي للهندسة والعلوم.

وقام بعرافة الحفل بشكل متألق وديناميّ الحقوقي ومراقب الحسابات عصمت وتد، رئيس قسم إدارة الاعمال والاقتصاد في الكليّة، الذي شدد في كلمته على أنّ كلية القاسمي تجاوزت الدور المعهود للكليات والاكاديميات، وتخطت القوالب الاعتيادية في التعليم والتأهيل، فهي كلية سعت إلى خلق ثورة بشريةّ مكتملة متحولة بذلك إلى دفيئة علميّة مؤازرة ومعاضدة، تعمل على خلق الفرص للطاقات الفردية المتميزة وعدم الاكتفاء بانتظارها. 

وأضاف وتد أنّ شمس الإبداع والتميّز كانت بوصلة الكلية التي تساعدها على تحقيق الإنجازات، بالمقابل آمن طاقم الكلية بشكل تام أنه ولترسيخ الإنجازات والنجاحات هنالك ضرورة إلى تبني وإتقان فن التفكير الإنساني العالمي - Think globally act locally، وأن بناء مأسسة ومنظومة مجتمعية متميزة لا يكون إلا بترسيخ معنى الطموح والشموخ.

تأكيد على انجازات الكلية 

وبدأ الحفل بإدخال الطلاب والطالبات المتخرجين بصورة ابهرت الجميع إلى مقاعدهم المخصصة ليتم لاحقًا تخريجهم علمًا أنّ من بينهم 135 طالبةّ، ودرسوا مواضيع متنوعة منها؛ هندسة بناء تخطيط مباني، هندسة مدنية ادارة بناء، هندسة البيو تكنولوجيا، هندسة برمجة الحاسوب، مساعدات أطباء اسنان، الطب المكمل، إدارة حسابات، محاسبة أجور، استشارة ضرائب، اوبتيكا، سكرتاريا طبية، تصميم ازياء، حاضنات، تصميم جرافي وغيرها. 

وفي كلمتهِ هنأ الشيخ عبد الرؤوف القاسميّ الطلاب المتخرجين مشيرًا إلى اهمية العلم في الدين الإسلاميّ ومؤكدًا أنّ جمعية اتباع حسني القاسمي وضعت نصب عينيها خدمة أهل العلم والعمل، الامر الذي يؤدي حتمًا إلى تطوير المجتمعات وبناء الحضارات. 
وأوضح الشيخ القاسميّ أنّ مؤسسات القاسمي لم تكتفٍ بتزويد الطلاب بالمعرفة النظرية إنما مدتهم بأدوات عملية تؤهلهم وتساعدهم في بناءِ مجتمع حضاريّ. 

وشدد على أنّ ابناء طريقة القاسميّ، إضافة إلى رغبتهم في تعزيز التعليم والمعرفة، يرغبون بنشر المحبة والسلام بين البشر، خاصةً في لما آلت إليه الظروف اليوم، كما ويرغبون في تعزيز والحفاظ على لغتنا العربية، لغة القرآن. 

بدوره، اثنى المحامي مرسي ابو مخ، على الدور والخدمات التي تقدمها مؤسسات القاسمي لبلدية باقة الغربية، موضحًا أنّ للبلدية دور في تطوير الجانب العمراني للمدينة، إلا أنّ دور مؤسسات القاسمي كان مهما للغاية، حيث عملت هذه المؤسسات على الدفع باتجاهين يخدمان بلدية باقة الغربية: الأول تحويل باقة إلى مركز ثقافيّ، فمؤسسات القاسمي باتت عنوانًا لشبابنا من مختلف البلدات العربية من النقب إلى الشمال، والثاني تحويلها إلى مركز اقتصادي حيث يقوم الطلاب بالتجول بالمحال التجارية للمشتريات كما ويقومون باستئجار اماكن للسكن. 

اما المحامي محمد وتد فأكد أنه اضافة إلى النهضة الاقتصادية والثقافية التي خلقتها الكلية فأنها ساهمت في محاربة الظواهر السلبية والمقلقة في مجتمعنا، كالعنف على سبيل القصر لا الحصر، فمؤسسات القاسمي تسعى جاهدة لخلق جيل طلاب جديد، مُثقف ومًدرك مدى معاناتنا، كأقلية قومية، من سياسة التمييز والتهميش، فسلاحنا في علمنا ومعرفتنا. هذا هو الحل الأمثل للقضاء على كل الآفات المجتمعيّة.

القاضي سليم جبران بدأ كلمته والتي سبقتها تعريف مبهر له من عريف الاحتفال وتد، ذكر من خلاله أنّ القاضي جبران ولد عام 1947 وهجر إلى لبنان عام النكبة وعاد إلى عكا ليتحلق بالجامعة العبرية ويتعلم المحاماة وفي جيل الـ 35 عامًا فقط يصبح أول قاضي محطمًا بذلك كل سقف زجاجي!، بشكر إدارة وطاقم الكلية على عطائهم في تأهيل اجيال جديدة قادرة على خدمة المجتمع، خاصةً من النساء. 

وفصّل القاضي جبران مسيرة كلية القاسمي منذ بداية انطلاقتها عام 2004 حتى اليوم، متوقفًا عند محطات تطورها، سواءً من مع اضافة كل مساق أو من انتزاع اعترافات من المؤسسات الحكومية والأكاديمية الإسرائيلية. 

واوضح القاضي جبران انّ الكلية نجحت في خلق ثورة بشرية قادرة على الإبداع، وانها شكّلت بيئة داعمة للطالب المبادر وليس فقط المتلقي، وأنها فتحت المجال للطاقات الفردية المتميزة، كما وانها علّمت مجالات تكنولوجية جديدة على مجتمعنا مما يساهم في تحسين وضعنا الاقتصادي من خلال رفع عدد الطلاب المنخرطين في سوق العمل وتحسين معرفتنا في مجالات الهايتك التي تنال الاهتمام الأكبر في سوق العمل اليوم. 

وأختتم القاضي جبران كملته بالإشارة إلى أنّ أكثر ما يدعو إلى الفخر في الكلية هو طاقمها المتميز والمهني والمتخصص وأنّ رئيستها امرأة تستحق منصبها وبجدارة. 

بدورها، هنأت د. داليا فضيلي الطلاب المتخرجين متمنية لهم مزيدا من التقدم والنجاح في الحياة العمليّة، وخصت بالذكر أحد الطلاب الذي صمم على المضي قدمًا في تعليمه رغم أنّ الظروف سواءً في العمل او المنزل لم تكن في صالحهِ. 

وتطرقت د. فضيلي إلى طريقة عمل الكلية التي تميّزت بتوجيه الطاقات نحو النجاح من خلال سلك طرق معيّنة واستبدالها بأخرى حين دعت الضرورة إلى ذلك، مع دراسة مُعمقة لكل البدائل وتبني نهج إداريّ متخطٍ للعقبات ومتعدد الأساليب. 

وأكدت د. فضيلي أنّ شرعية الكلية لا تستمد من التدريس والتعليم فحسب، وإنما من التأثير المجتمعي، فالكلية قامت بدراسة احتياجات سوق العمل وملائمة المساقات لذلك مما ساهم بخلق جيل جديد منخرط في سوق العمل في حين انّ مستويات البطالة في مجتمعنا هي الاعلى، كما وأنّ نسبة الفتيات المتخرجات في المساقات المختلفة في الكلية يُعّد نهضة نسوية حقيقية حيث وبعد أن اعتدنا أنّ المهنة الأمثل لنسائنا هي التدريس نرى أنّ نسائنا تنخرط في العمل في مجالات أخرى، كما وأن الكلية وضعت في سلم اهتمامها خلق قيادة مشتركة مع استبدال قيادة الرجل الواحد، وانها مدت يد العون للطلاب المحتاجين ليتسنى لهم استكمال مسيرتهم التعليمية، كما ودعمت الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بغية خلق مجتمع معافى ومسؤول. 

واختتمت د. فضيلي كلمتها بكلمة شكر إلى طاقم الكلية وهيئته وأهالي الطلاب، طالبةّ من الطلاب الوقوف تحية إجلال لذويهم ومربيهم على عطائهم اللامتناهي. 

يُشار إلى أنّ الحفل تخلله عدة فقرات فنيّة منها عرض فيلم قصير قامت الكلية بإنتاجه يوضح الأجواء في الكامبوس ورغبة الطلاب في نشر الرسالة الاكاديمية إلى طلاب آخرين، كما وقامت الخريجة إيمان كتاني بإلقاء كلمة الخريجين.

مستمرون 

وفي تعقيبٍ له قال الحقوقي ومراقب الحسابات عصمت وتد: خرجنا اليوم 194 خريجا، في الفوج الرابع، منهم 11 طالبًا متميزًا. لقد نجح كادر الكلية بتحويلها إلى دفيئةٍ ومنبع للعلم والمعرفة، إضافة إلى أجواءً تساعد على تخطي الحواجز والعقبات. 

وأضاف: مستمرون في عطائنا لخلق خامات بشرية ترقى بمجتمعنا وتحوله من مستهلك إلى منتج، ومن متلق إلى مبادر، هذه هي رسالتنا وهذه هي أمانتنا. 

وأختتم: هذه الرسالة لا تكتمل إلا بالتشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني والأطر المجتمعيّة والمؤسساتيّة المختلفة، وسنتوج هذا التعاون شهر كانون أول القريب في مؤتمر القاسمي للأعمال – 2017.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]