اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين صباح الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وسط قيود على دخول المصلين المسلمين.

ولليوم الثالث على التوالي، يواصل المستوطنون تدنيس باحات الأقصى وساحة حائط البراق بأعداد كبيرة، وأداء صلوات وطقوس تلمودية، بمناسبة ما يسمى عيد "العرش" العبري.

وتأتي هذه الاقتحامات، وسط تحذيرات فلسطينية من خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى، بسبب تصاعد اقتحامات المتطرفين اليهود لباحاته خلال الأيام الأخيرة، والتي تتطلب من كافة الفلسطينيين شد الرحال إليه بقوة والدفاع عنه وحمايته من اعتداءات الاحتلال.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس لوكالة "صفا" إن 404 متطرفين اقتحموا منذ فتح باب المغاربة عند الساعة السابعة والنصف صباحًا المسجد الأقصى على شكل مجموعات كبيرة، ونظموا جولات استفزازية في باحاته بحماية شرطية مشددة.

وأوضح أن المستوطنين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا وشعائر تلمودية في باحاته، فيما حاول بعضهم أداء صلوات تلمودية خاصة بعيد "العرش"، إلا أن حراس الأقصى تصدوا لهم.

وذكر أن شرطة الاحتلال عززت انتشارها العسكري في باحات الأقصى وعند أبوابه، ونشرت وحداتها الخاصة بكثافة، وشرعت بالتدقيق في هويات المصلين واحتجاز بعضها قبيل دخولهم للمسجد، بالإضافة إلى منع آخرين من دخوله.

وأشار الدبس إلى أن مستوطنين اثنين أدخلا أمس الاثنين أشجار من النخيل إلى الأقصى للاحتفال بعيد "العرش"، ولكن تم التصدي لهما وإخراجهما من المسجد.

ويسود المسجد الأقصى حالة من التوتر الشديد بفعل تكثيف المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد، وتدنيس ساحاته، وأداء صلوات تلموديه بداخله وعند أبوابه، وذلك بدعم رسمي من الحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق، أدّى آلاف المستوطنين الاثنين، صلوات وطقوس وشعائر تلمودية في باحة حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى، لمناسبة عيد "العُرش" اليهودي، الذي يستمر لنهاية الأسبوع الجاري

واستباح المستوطنون البلدة القديمة في القدس المحتلة، وشاركوا من مختلف التجمعات الاستيطانية في صلوات وشعائر تلمودية في المنطقة، وسط إجراءات مشددة فرضها الاحتلال في المدينة.

وكانت هيئات دينية مقدسية (دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، دار الإفتاء الفلسطينية، الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية) حذرت من خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى، بسبب تكثيف اقتحامات المتطرفين للمسجد، داعية جماهير الشعب الفلسطيني في كل مواقعهم الى شد الرحال للمسجد.

وقالت الهيئات في بيان وصل وكالة "صفا" إن الأوضاع بالأقصى وصلت حدًا من الخطورة في تكثيف اقتحامات المتطرفين اليهود، من حيث التصعيد الذي لا يمكن وصفه أو مقارنته بما مضى من أوضاع ومخاطر مر بها المسجد قبل ذلك.

وأهابت بجماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته معاودة الالتفاف حول الأقصى في هذا الظرف الحالي، معتبرة ما يمر به المسجد هو مقدمة لفرض وقائع جديدة في ظل أجواء تتحدث عن تسوية قادمة ومصالحة قائمة.

وتتصاعد خلال فترة الأعياد اليهودية وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى، وتدنيسه من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، الأمر الذي يستفز مشاعر الفلسطينيين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]