نظمت جمعية "كيان"- تنظيم نِسوي و- "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، السبت الماضي، جولة على ارض قرية حطين المهجرة شارك فيها العشرات من نساء مجد الكروم ورجال وأطفال من القرية، وذلك ضمن إطار مشروع " نساء على درب العودة" المُشترك بين الجمعيتين.
في بداية الجولة قدم محمد كيال، مركز المشاريع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، مداخلة طويلة عن النكبة والتهجير وسياسية التطهير العرقي التي نفذتها الحركة الصهيونية والجيش الاسرائيلي بهدف تغيير الواقع الديمغرافي في فلسطين، والتي شملت احتلال وتهجير وهدم 531 قرية فلسطينية وتهجير سكان 11 مدينة عربية فلسطينية، بحيث أصبح ثلثا الشعب الفلسطيني في عداد اللاجئين والمهجرين.

وذكر كيال انه خلال الاعوام 1947 -1950 جرى تهجير وترحيل 850 ألف فلسطيني وان عمليات التهجير طالت مدنا فلسطينية لا زالت قائمة حتى اليوم مثل الناصرة وشفاعمرو، وطالت قرى اخرى ما تزال موجودة مثل مجد الكروم وشعب وترشيحا وغيرها.

وقال كيال أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فرضت الحكم العسكري خلال الفترة بين 1948 – 1966، وأن الجيش الاسرائيلي استغل هذه الفترة التي قيدت حرية تنقل العرب من أجل هدم القرى العربية والاحياء في المدن الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من العودة الى قراهم ومدنهم، وان الحكومات الاسرائيلية سنت قوانين عنصرية خلال عشرات السنين من اجل شرعنة الاستيلاء على الاراضي العربية، ونتيجة لهذه السياسة- سياسة سلب الاراضي- أصبح العرب مالكين لأقل من 2.5% من الاراضي في دولة اسرائيل، علما بأنهم يشكلون حوالي 20% من السكان في البلاد وانهم هم السكان الاصليون فيها وأنهم كانوا المالكين للغالبية الساحقة من اراضي فلسطين.

سكان حطين 

وخلال الجولة على ارض حطين قدم طارق شبايطة، عضو الهيئة الادارية في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، شرحا وافيا عن تاريخ القرية والحياة فيها قبل النكبة، وذكر ان "حطين" كانت قرية غنية فيها مياه وافرة وأن أهل حطين كانوا يسوقون بضائعهم ومنتوجاتهم في مدينة طبريا المجاورة، وان بيوتها كانت عامرة ومبنية من الحجر، وان القوات الاسرائيلية احتلت القرية في تموز عام 1948 وهدمت جميع بيوتها ولم يبق فيها الا مبنى واحد وهو الجامع، اضافة الى مقبرة القرية المهملة.

وقال شبايطة عنقريته حطين: كنت جنينا في رحم امي في فترة احتلال القرية التي لم اعش فيها، ولكن حطين تسكن في داخلي، وحطين بالنسبة لي هي الوطن.

بدورها، قالت سهام شبايطة كناعنة، شقيقة طارق وهي مواليد عام 1941، انها لا تزال تتذكر جميع مباني ومعالم حطين، وأوضحت بلهجتها العاميّة: بتذكر شوارعها المبلطة واشجارها وكرومها، والناس اللي كانت مبسوطة فيها، انا بتذكر يوم احتلال القرية ويوم طلعونا من البلد ورحلة العذاب في فلسطين ولبنان وعودتنا الى عرابة وعيلبون.

اما منى محاجنة، مركزة المشروع من قبل "كيان"، فقالت: اللقاء ما بين النساء في مشروع "نساء على درب العودة" وأصحاب المكان الأصلانيين قادر على أن يعكس مدى تجذّر حلم العودة في نفوس الأجيال، حتى تلك التي لم تعايش النكبة. المشروع من المُفترض أن يؤهل مجموعات نسائية بعد مرحلة تدريب مكثفة وتثقيف متواصلة على العمل لتنشيط وتعزيز خطاب العودة من خلال تنظيم عدة فعاليات وانشطة تخاطب كافة الأجيال، عليه هذا اللقاء مع سكان المكان ورغبتهم في العودة، حتى بعد عشرات السنوات، يساهم بشكل كبير في نقل الصورة وحجم الرغبة لدى المهجرين في استرداد بيوتهم، مؤكدين أن مقولة "الأبناء ينسون" مغالطة وغير صحيحة"!

وأضافت محاجنة: أضف إلى ذلك، يعمل المشروع على تأهيل وتدريب نساء نحو تعزيز مشاركتهن في الحيّز السياسي، وهذه الجولة تساهم بشكل كبير في رفع الوعي السياسي للنساء وتثبيت دورهن في الحفاظ على قضايانا الوطنية.

واختتمت: من المهم الإِشارة إلى أن الجولة لاقت تفاعلا كبيرًا بين المشاركات. إحدى المشاركات لخصت هذا التفاعل بجملة "لمسنا منهم مدى الشوق والحنين لارض الوطن".

يذكر ان قرية "حطين" اشتهرت بكونها ساحة المعركة الفاصلة التي دارت بين قوات صلاح الدين الايوبي والصليبيين في تموز 1187 م، وبعدها شرعت قوات صلاح الدين بفتح البلاد وتوجت انتصاراتها بتحرير بيت المقدس في العام نفسه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]