"يوم الاحد السابق اجتمعت اللجنة الوزارية للبت بدعم اقتراحات القوانين المطروحة، ولكن بسبب الازمة الموجودة داخل الائتلاف تم تأجيل كل الاقتراحات، عدا اقتراح القانون للاعتراف بالمسؤولية عن مجزرة كفر قاسم الذي اتفقوا على اسقاطه في الهيئة العامة" هكذا افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان اليوم خطابها أمام الهيئة العامة للكنيست حول اقتراح القانون الذي قدمته لتخليد ذكرى ضحايا مجزرة كفرقاسم، وأضافت: "احيى أبناء شعبنا هذا الأسبوع الذكرى الـ61 لمجزرة كفر قاسم التي نفذتها قوات الامن الإسرائيلية، والتي راح ضحيتها 49 شخص منهم الأطفال والنساء بالإضافة للعديد من الجرحى، على الرغم من مرور هذا الوقت الطويل، حكومات إسرائيل المتعاقبة رفضت مرارًا بالاعتراف وتحمل المسؤولية. كنا قد سمعنا تصريحات اعتراف وشجب من قبل مسؤولين سابقين لكن حتى اللحظة لا يوجد أي اعتراف رسمي من قبل أي حكومة سابقة، واعتقد ان هذا لن يحصل في عهد الحكومة الحالية".

الدولة المتحضرة لا يمكنها ان تتنصل من مسؤولياتها التاريخية

وعقبت النائبة توما-سليمان: في دولة متحضرة، تحكمها حكومة تمثل الشعب، الصورة كانت ستكون مغايرة تمامًا عن وضعيتنا, فمن البديهي ان يكون هناك شجب واستنكار كبير لمجزرة ببشاعة مجزرة كفر قاسم، هذا ابسط ما يمكن ان تمليه علينا الإنسانية باحترام معاناه الاخرين، في دولة متحضرة لا يجب ان يكون هناك مسؤولين ينكرون مثل هذه المجزرة، ويتجاهلون مطالب المواطنين العرب بالاعتراف بالمجزرة وتحمل المسؤولية كاملةً، متجاهلين الشعور السائد لدى المجتمع العربي بعدم الثقة بأي حكومة والشعور بعدم الاستقرار والأمان بسبب ايمانهم بأن عدم الاعتراف وتحمل المسؤولية من قبل الدولة هو حتمًا ضوء اخضر لامكانية حدوث مجازر أخرى في المستقبل.
في دولة طبيعية ومتحضرة كان من المفروض على وزارة التربية والتعليم ان تسعى جاهدةً لاستخلاص العبر من هذه المجزرة وتعليمها في المدارس لترسيخ القيم الإنسانية البعيدة كل البعد عن الاحتلال وعن سياسات الحكومات المتعاقبة.

مخططات التهجير كانت العامل الأساس لارتكاب المجزرة

واكدت النائبة توما-سليمان "أن المحرك الأساسي لارتكاب مجزرة كفر قاسم قبل 61 سنة كان مخططات التهجير, والتي كانت تهدف حينها لاخلاء منطقة المثلث من المواطنين العرب، حيث ان الخطة بالأساس كانت ترهيب وتخويف سكان المثلث ليكون من السهل عليهم ترحيلهم الى الدول العربية المجاورة في حالة اندلاع حرب, الخطة بالفعل خرجت من ادرجة المسؤولين وتم اجراء التدريبات العسكرية لذلك. (تم فضح الخطة من خلال تقرير مطول اعده الصحفي روبيك روزنطل)، وبالفعل هذا ما حدث يوم مجزرة كفر قاسم والتي وقعت في اليوم الأول للاعتداء الثلاثي على مصر بمحاولة فعلية للبدء بتنفيذ الخطة المزعومة.

مخططات التهجير لم تبدأ ولن تنتهِ في كفر قاسم, نحن نرى ان طرح التهجير اصبح يلاقي دعم اكبر في الأيام الأخيرة، ومن يقوم بطرح هذه المخططات يشعر بالراحة بطرحه على الملأ، هذا عامل إضافي يجعلنا نشعر بالقلق وعدم الثقة لما تفكر به الدولة اتجاه المواطنين العرب، فهذه الدولة التي اقترفت عدد لا يحصى من الجرائم والمجازر بحق شعبنا لن تتردد في المستقبل بفعل أمور ابشع كي تمرر مخططاتها.

وطلبت النائبة توما-سليمان في نهاية خطابها بتحويل اقتراح القانون الى اقتراح لجلسات في لجان الكنيست حيث قالت: لكي اعطي للموضوع الأهمية التي يستحقها، اطلب بتحويل اقتراحي للقانون لاقتراح جلسات داخل اللجان المختصة وعدم السماح لمرور خطة الحكومة باسقاط الاقتراح كما خططت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]