لتجاوز المستمّر لاتفاقية التناوب في القائمة المشتركة يشكّل ضربة قاسية للقائمة ولوحدة النضال للقوى السياسية المعارضة لنظام الحكم العنصري في البلاد, ولسياساته في سلب الحقوق وافتعال الحروب. نفتخر بالدور المتواضع الذي كان لنا في اتخاذ القرارات الداخلية لدى الجبهة نحو بناء شراكة بين مختلف القوى السياسية البرلمانية, الممثّلة للفلسطينيين من مواطني اسرائيل, والمناهضة لنظام الحكم العنصري الخطير.

هذا الكنز الاستراتيجي في خطر, وذلك بسبب تصرّفات سياسية, لا تتّسم بالمسؤولية والنزاهة, لا يمكننا أن نكون شركاء فيها. لقد تضعضعت ثقة جمهور الناخبين بسبب المسّ باتفاقية التناوب وفترت همّة الكثيرين من العمل السياسي.

على مدى سنوات شراكتنا مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حاولنا النهوض بقضايا ونضالات عدّة: ناضلنا من أجل تمثيل النساء ومن أجل حقوق اليهود الشرقيين ومن أجل الحق في المساكن العامة وناضلنا ضدّ سياسات النهب والهدم في النقب وفي "البلدات المختلطة". كما حاولنا الوقوف في وجه أحد المعسكرات في الجبهة في انجراره وراء الشراكات مع اليسار الصهيوني وكنا شركاء في النضال نحو زيادة الدمقرطة في الإدارة الداخلية للجبهة.

لكننا نأسف أن غياب منهجيات التشاور الثابتة والحوار بين مركبّات الجبهة, والتي كان من شأنها أن تحترم الاختلاف في المواقف داخلها, زادت عملنا داخل الجبهة صعوبة. وفي ظلّ هذه الظروف الراهنة لا يمكننا الاستمرار في شراكتنا, مع الأسف.

ترابط- هتحبروت ستواصل دعهما للقائمة المشتركة ومطالبتها بتنفيذ الاتفاقيات السياسية من خلالها, وسنبقى أوفياء في نضالنا ضد نظام الحكم وجرائمه وضد الاحتلال وحروبه, من أجل المساواة التامّة والعدالة الاجتماعية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]