في الذكرى المئوية لوعد بلفور، جمعية انماء للديمقراطية وتطوير القدرات ، تعقد لقاءً سياسياً هامة عن ذكرى وعد بلفور وتاثيرة على منطقة الشرق الاوسط، بشكل عام، وعلى الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وعلى مدينة الناصرة كمثال ، بحضورالدكتورة لينا دلاشة زميلة بحث في مركز الابحاث الفلسطيني – الامريكي "parc " محاضرة في جامعة كاليفورنيا في هامبولدت المتخصصة في تاريخ الشرق الاوسط وتاريخ القضية الفلسطينية .

حيث افتتح اللقاء السيد عماد بدرة رئيس جمعية انماء الذي اشار الى ان هذه الندوة تاتي في سياق الحملات الدولية والمحلية التي تطالب بريطانية بالاعتراف والاعتذارعن الغبن والظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني ومايزال، وقال تمرعلينا الذكرى المئوية لوعد بلفور ، والذي بموجبه تم اعطاء " من لا يملك لمن لا يستحق"، عبر الرسالة المشؤمة من قبل وزير خارجية بريطانية آرثر بلفور بتاريخ الثاني من نوفمبر 1917 إلى احد زعماء الحركة الصهيوينة اللورد روتشيلد، أكد فيها تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وكانت تلك الرسالة أول خطوة يتخذها الغرب، لإقامة كيان لليهود على الاراضي الفلسطينية، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود، التي مازال إعلان بلفور يمثل مأساة مؤلمة يعاني من ويلاته وتداعياته شعبنا الفلسطيني حتى يومنا هذا .

وتحدثت الدكتورة دلاشة عن بلورة النشأة الأوروبية للفكرة الصهيونية ومشاريع توطين اليهود وبدايات عقد المؤتمر الصهيوني الأول، في مدينة بال السويسرية عام 1897. وعن الظروف التاريخية التي كانت سائدة في العالم فترة الحرب العالمية الاولى ، وعن مخطط سايكس - بيكو وعن الانتداب البريطاني على فلسطين وعن المخططات المتعددة التي كانت تخططها بريطانية لبحث الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها لإقامة وطن قومي لليهود، الى ان أصدرت القرار المعهود وعبر رئيس وزرائها انذاك ارثر بلفور بإنشاء وطن قومي لليهودي في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر عام 1917،ضمن الوعد الذي عرف فيما بعد بوعد بلفور،هذا الوعد جاء تتويجاً لكل تلك الأفكار والدعوات والمشاريع الأوروبية، هذه المرحلة كانت كفيلا بتحديد معالم حقبة مهمة في الشرق الأوسط، وفي فلسطين التي انعكست على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية .
واشارت دكتور دلاشة بمداخلاتها عن الاوضاع السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في هذه الفترة في فلسطين عامةً وفي مدينة الناصرة بشكل خاص، وعن الظروف الحيايتة المختلفة التي عايشتها مدينة الناصرة في القضايا السياسية والاجتماعية وعن النظم السياسية والنقابية التى بدأت تتشكل، وعن اجراء الانتخابات المحلية، خلال السنوات الماضية والحراك السياسي الذي بدء يتبلور في مدينة الناصرة وانعكاساته المتعددة في تطوير الحراك والعمل في مقاومة الانتداب والحركة الصهيونية والاحتلال الاسرائيلي فيما بعد، وصولا الى حالة النضال والعمل السياسي والاجتماعي للفلسطينين العرب في اسرائيل .

وأكدت الدكتورة دلاشة الى أن الدفاع عن وعد بلفور يكرس الانحياز المطلق لفكرة الاحتلال، ودعم التمييز العنصرى، والاعتزاز بالإرث الاستعمارى البريطانى، وما خلفه من ويلات ونتائج دموية ما زالت تداعيتها تنعكس على شعبنا الفلسطيني من جراء هذا الوعد الذي تحول فيما بعد في صك الانتداب وفي ميثاق عصبة الأمم إلى قرار واجب التنفيذ، بفعل تواطؤ الحكومة البريطانية، من العديد من الويلات والكوارث، كان على رأسها نكبة عام 1948 التي شردت معظم سكان البلاد الأصليين من بيوته وتحول شعبنا الى لاجئين في كل بقاع الارض .
واختتم اللقاء بفقرة فنية موطني قدمتها الفنانة المبدعة هناء ضاهر ومعها مجموع الحضور .


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]