نُظم يوم الاربعاء الأخير، في "غفعات حبيبة"، مؤتمر تتويجي لمشروع "خارطة الطريق"، الهادف إلى النهوض بمجتمع مشترك في إسرائيل وخلق فرص للتغيير خاصةً في ظل سوء الأوضاع السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية والأمنيّة.

وتجدر الإشارة الى ان مشروع "خارطة الطريق"، والذي قدّم توصيات تساهم في تعزيز الحياة المشتركة في إسرائيل بعد دراسة معمقة قام بها عدد من الباحثين، رافقته حملة خاصة حملت العنوان " البدء منذ الان"، شارك فيها كل من موقع "بكرا" وموقع "واي نت".

وتهدف الحملة "البدء منذ الآن" اطلاع وكشف المجتمعيّن، العربي واليهودي، على المشروع والتوصيات التي قٌدّمت، حيث بادر الموقعان إلى نشر التوصيات على أكبر نطاق.

وتخلل الحملة، في المجتمع العربي، بالإضافة إلى النشر الإعلامي، عددًا من المحاضرات التي نفذت في عشرات البلدات العربية، عمل "بكرا" على تركيزها متبنيًا الحملة إعلاميًا ومجتمعيًا بهدف تعزيز رسالته القائلة بان للإعلام المسؤول والمهني دور يتخطى التغطية الإعلامية.

وتطرقت المحاضرات إلى تعريف المجتمع بالمشروع الذي نتج عنه 25 توصية تلخص التحديات التي يعيشها مجتمعنا العربي والحلول المطروحة لهذه التحديات، حيث تم سماع آراء المجتمع فيما يتعلق بالتوصيات من باب إشراكهم في صيرورة التغيير ومن باب أهم التوصيات التي يجب أن يتم التعامل معها.

وكانت قد انطلقت المحاضرات في شهر ابريل نيسان الماضي وشارك فيها العشرات من ابناء المجتمع بمختلف أعمارهم حيث تم خلالها التشديد على ضرورة إحداث تغيير في حياة المواطنين في البلاد وتعزيز الشراكة بين المجتمعين العربي واليهودي.

وقدم المحاضرات نخبة من المختصين والضالعين الذين قاموا بتدوين الملاحظات التي تم جمعها من المشاركين على التوصيات والحلول المقترحة التي قدمت.

مشروع مهم للحفاظ على "ديمقراطية إسرائيل"

وعلى هامش المؤتمر، التقى موقع "بكرا"، بمدير مشارك في غفعات حبيبة - ينيف ساغي، والذي قال عن أهمية المشروع: للمشروع أهمية كبيرة، فقد شاهدنا من نتائج استطلاع اجراه موقع "بكرا" الذي أظهر أنّ العنصرية متفشية في المجتمع الإسرائيلي، ونتائج استطلاع آخر، أنّ الحياة المشتركة بين اليهود والعرب في خطر. في مشروعنا نظهر للمجتمعيّن وايضًا للحكومة كيف يمكن تجاوز الوضع من خلال التواصل والترابط، بدون هذا الترابط المستقبل في خطر، وكذا الديمقراطية الإسرائيلية، عليه هذا المشروع هو حاجة قصوى والتوصيات التي نقدمها في غاية الأهمية للحفاظ على ديمقراطية اسرائيل.

وعن مدى التفاعل الجماهيري قال: التفاعل الجماهيري لائم توقعاتنا، العديد شارك في اختيار التوصيات المناسبة لخارطة الطريق، الاهم الآن كيف نقوم بترجمة هذا التفاعل إلى ارض الواقع، نحن بحاجة إلى شراكة، سواءً من المجتمع المدني او من الحكومة، وسويًا نطبق توصيات المشروع.

وعن التحديات التي رافقت المشروع قال ساغي: التحديات كان بالأساس من المجتمع الحريدي أو المتدين القومي، اليميني من حيث التوجهات، والذي تقريبا لا يهتم أصلا بما نقوم به، وكي نقوم بالتغيير على المستوى الحكومي نحن بحاجة إلى شراكتهم، لكن هذا ليس التحدي الوحيد فهنالك معيق آخر مشابه في المجتمع العربي، فهنالك غير المعنيين بهذه الشراكة وهذه الحلول ويتوجب علينا استقطابهم لخلق أكبر شرعية للمشروع.

وردًا على سؤال "بكرا" عن مدى تفاعل الحكومة مع المشروع خاصة وأنّ المشرع يتوجه اكثر نحو التشريع العنصري، قال: هذا سؤال مركب، فالنسبة للتشريعات العنصرية الأخيرة فقسم منها يمس بشكل مباشر بـ 3 توصيات تطرقنا إليها بشكل مكثف، وهي الاستقلالية الثقافية، والتعليم (فالقوننة الأخيرة تشدد اكثر على الجانب الديني من الجانب الديمقراطي في التعليم)، وايضًا مكانة العربي في نظام الحكم في إسرائيل علمًا أنه في توصيتين هنالك تفاعل حكومي من جهة لحل المشاكل وهنالك ايضًا قوننة عنصرية، والقصد هنا عن المكانة الاقتصادية للعرب وايضًا مشاكل التخطيط والبناء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]