كشف أهالي قرية الروضة بشمال سيناء، تفاصيل الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا يصلي فيه اتباع الصوفية، وأكدوا أن 6 مسلحين نفذوا المذبحة الرهيبة، ثم لاذوا بالهرب.

وأرجع الأهالي سبب استهداف المسجد إلى أنه خاص بالجماعات الصوفية، الذين تكفّرهم التنظيمات الإرهابية، وأن السبب الرئيسي وراء الاعتداء – بحسب الأهالي - هو تعاون الصوفيين مع رجال الأمن، ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية.

ودان الاتحاد العالمي للطرق الصوفية الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة، مقر الطريقة الجريرية الأحمدية الصوفية ببئر العبد في سيناء، أثناء صلاة الجمعة.وقدم الاتحاد العزاء لمشايخ الصوفية في مصر بصفة عامة، ولشيخ الطريقة الجريرية مسعد أبو جرير وأسر الشهداء والمصابين بصفة خاصة.

الهجوم مخطط له

وقال الاتحاد: إن هذا الهجوم حلقة من مخطط إرهابي يستهدف الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، استكمالاً لتفجير المساجد الصوفية واستهداف مشايخها في اليمن وليبيا وباكستان والصومال وسوريا والعراق، وأن الإرهاب الغاشم قام بالهجوم على مسجد الطريقة الجريرية تزامنًا مع احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف والذكرى السنوية الأولى لحادث استشهاد العارف بالله الشيخ سليمان أبو حراز، شيخ مشايخ الصوفية بشمال سيناء، والذي أعلنت التنظيمات الإرهابية قتله في نوفمبر 2016.

وكان تنظيم داعش الإرهابي استهدف أضرحة الطرق الصوفية عام 2013، إذ فجّر ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلن التنظيم ذبح الشيخ سليمان أبوحراز، أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء، بدعوى "التكهن، وادعاء معرفة الغيب".

وآنذاك نشر تنظيم داعش في نشرته الإخبارية الأسبوعية مقابلة مع قائد "شرطة الأخلاق" في سيناء قال فيه إن "أولويتهم الأولى هي مكافحة مظاهر الشرك بما في ذلك التصوف".

وتبنى التنظيم المتطرف مقتل عشرات الصوفيين في أماكن عديدة أبرزها باكستان.

وكان تنظيم "داعش"، قد طالب أيام سيطرته على مدينة سرت الليبية الساحلية، المنتمين إلى الصوفية والسلفية على حد سواء إعلان توبتهم والرجوع إلى ما أسماه "جادة الصواب".

وبدأ مسلسل الثأر بين التنظيم الإرهابي، وأتباع الطرق الصوفية في سيناء، مع منتصف العام الماضي، بعدما أعلن تنظيم داعش الإرهابي، عبر إحدى الإصدارات الإرهابية من المكتب الإعلامي لولاية نينوى، هدد فيه التنظيم جميع الصوفية في البلدان العربية، واصفا إياهم بالمشركين، ويجب قتلهم، وهو ما تم تنفيذه اليوم بتفجير مسجد الروضة بالعريش.

ويبعد المسجد الذي قتل فيه 235 شخصا على الأقل وجرح 109 آخرون، نحو 40 كيلومترا غرب مدينة العريش.

ويعتبر تنظيم داعش المشتبه به الرئيسي في الهجوم ولكنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم حتى الآن، لذلك لا يمكن التأكيد على أن المسجد تم استهدافه لروابطه الصوفية.

وإذا كان المسجد قد استهدف لعلاقته بالصوفيين، فهذا يعني أن المذبحة تتماشى مع تركيز تنظيم داعش في مصر بشكل متزايد على الأهداف المدنية خصوصا وأنه لم يحقق الكثير فيما يتعلق بالتمرد في سيناء.

ويرجع الصوفيون ممارساتهم إلى بعض صحابة النبي والتابعين له ممن زهدوا في الدنيا. وفي مقولة للصوفيين "الصوفي هو من لبس الصوف على الصفا، وسلك سبيل المصطفى".

وبرز الصوفيون في الآونة الأخيرة كقوة انتخابية ذات فعالية، مع احتضان بعض الحكومات العربية لهم لبعدهم عن السياسة، لذلك واجه بعض شيوخهم انتقادات بأنهم أصبحوا أكثر دنيوية.

المصدر: RT
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]