لم تعرف الساحة السياسية العربية في الداخل ظاهرة الاعتذار كثيرًا من قبل، فغالبًا ما يصر السياسي على موقفه حتى لو تبيّن بينه وبين نفسه أنه على خطأ، ولكن حينما تكون نتائج الأخطاء كبيرة وواضحة، لا يمكن انكارها ولا المكابرة في إخفائها، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك تحديدًا" موجة من الاعتذار للنائب أسامة السعدي، من أشخاص كانوا قد طالبوه بالاستقالة وبعضهم هاجمه قبل أكثر من شهرين، واتهمه بعدم تنفيذ اتفاقية التناوب مما سيتسبب بتدمير القائمة المشتركة، فيما كان رأي النائب السعدي وقتها والحركة العربية للتغيير، أن الاستقالة تكون برزمة كاملة، أي أن يستقبل السعدي مع ابراهيم حجازي مع يوسف العطاونة ووائل يونس لتدخل نيفين أبو رحمون ممثلة التجمع، وهذا الأمر وافقه التجمع في البداية ثم بدأ أعضاء من التجمع يهاجمون السعدي ويطالبونه بالاستقالة، وبعض ضغط منهم ومن آخرين من أحزاب اخرى، اعلن السعدي عن استقالته، وكما توقع وقال، الأمور تعقدت أكثر، وأزمة القائمة المشتركة ما زالت مستمرة، ولا شيء تغيّر.

كتب الناشط والكاتب عبد اللطيف حصري، وهو جبهوي معروف: اعتذار ! .. نعم أخطأت وأسجل اعتذاريتأخرت استقالة النائب أسامة السعدي قليلا، فتدافعنا منفخة أخلاقية. وذهب بعض النقد الى حد تحميل السعدي والطيبي شخصيا وزر تفكيك المشتركة دون وجه حق. وما غاب عني شخصيا وعن آخرين أن مطلب السعدي برزمة متكاملة كان لها أن تصون المشتركة، وليس مطمعا شخصيا. وبعد أكثر من شهرين على استقالته ما زالت المشتركة في مهب التجاذبات الانتهازية...وكمن أثخنهما نقدا لاذعا أقولها جهارا نهارا لقد أخطأت.. وأتقدم من الأخوة أسامة السعدي وأحمد الطيبي بالاعتذار.

الكاتب والناشط تميم أبو خيط نشر ما كتبه حصري وأكد أنه يوافقه بكل كلمة.
 
رئيس بلدية الطيبة،
المحامي شعاع منصور صرّح يوم أمس معتذرًا من النائب السعدي وقال: اعتذر من السعدي كوني ممن اتصلوا له وطالبوه بالاستقالة، واليوم يتبيّن أن موقفه كان هو الموقف الصائب والذي سيحافظ على وحدة القائمة المشتركة التي تعتبر مشروعًا قوميًا للمواطنين العرب، فها نحن اليوم نرى القائمة بحالة سيئة وعلى وشك التفكك بسبب عدم تنفيذ الاتفاق.

وكتب الصحفي ناضل حسنين أيضًا على صفحته "أسامة السعدي صدق".

فيما طالبت أصوات أخرى الاحزاب في القائمة المشتركة أن تنهي هذه الأزمة في أسرع وقت ولا تتسبب بالمزيد من الأضرار بعد خسارة نشاط السعدي وأبو معروف وخسارة ثقة العديد من أبناء شعبنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]