وفقا لآخر الدراسات، يمثل المسلمون أقلية في أوروبا بنسبة تقترب من 5% من عدد السكان، إلا أن هناك عدة دول أوروبية ترتفع بها تلك النسبة.
ونشر معهد "بيو" الأمريكي للأبحاث، أول أمس الأربعاء 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، دراسة تناول فيها حقائق خمس عن نسبة المسلمين في أوروبا، التي تتزايد بمعدل سريع، حيث بلغت نسبة وجودهم 4.9% حتى عام 2016.

وقد أدى هذا التحول الديمغرافي بالفعل إلى اضطرابات سياسية واجتماعية في العديد من البلدان الأوروبية، وخاصة عقب وصول ملايين طالبي اللجوء مؤخرا، وكثير منهم مسلمون.

ففي الانتخابات الأخيرة في فرنسا وألمانيا، كان وصول المهاجرين إلى تلك البلدان- ولا سيما المسلمون منهم- من أهم القضايا.

وباستخدام أحدث التقديرات السكانية للمعهد، هناك 5 حقائق عن عدد وتكوين السكان المسلمين في أوروبا:


1- ثلاث دول أوروبية فيها العدد الأكبر من المسلمين

فرنسا وألمانيا لديهما أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا (28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى النرويج وسويسرا).

ففي منتصف عام 2016، كان هناك 5.7 مليون مسلم في فرنسا (8.8% من سكان البلاد) و5 ملايين مسلم في ألمانيا 6.1%.

وتعد قبرص هي الدولة الأوروبية التي يشكل فيها المسلمون أكبر نسبة من السكان، حيث يشكل المسلمون البالغ عددهم 300 ألف مسلم في الجزيرة حوالي ربع سكانها (25.4%)، ومعظمهم من القبارصة الأتراك ذوي الجذور العميقة في البلاد، فهم أبعد ما يكون من اعتبارهم من الذين وصلوا قبرص أخيرا كمهاجرين.


2- مستقبل المسلمين في أوروبا

ازدادت حصة المسلمين من مجموع سكان أوروبا بشكل مطرد وستستمر في النمو في العقود المقبلة، فمن منتصف عام 2010 إلى منتصف عام 2016 وحده، ارتفعت حصة المسلمين في أوروبا أكثر من نقطة مئوية واحدة، من 3.8% إلى 4.9% (من 19.5 مليون إلى 25.8 مليون).

وبحلول عام 2050، يمكن أن يزيد نصيب سكان القارة العجوز من المسلمين أكثر من الضعف، ليصل إلى 11.2% أو أكثر، وهذا يتوقف على مقدار الهجرة المسموح بها إلى أوروبا.

وحتى في حالة عدم استقرار الهجرة المستقبلية بشكل دائم، فإن عدد السكان المسلمين لا يزال في ارتفاع تقدر نسبته بـ 7.4%، وذلك بسبب ازدياد نسبة الشباب وارتفاع معدلات الخصوبة للمقيمين المسلمين الحاليين في أوروبا.


3- متوسط أعمار المسلمين في القارة العجوز

وفقا لآخر إحصاء لسكان أوروبا لعام 2016، وجد أن المسلمين هم أصغر سنا بكثير ولديهم أطفال أكثر من الأوروبيين الآخرين، ويبلغ متوسط العمر للمسلمين في جميع أنحاء أوروبا 30.4عاما، أي أصغر من متوسط الأوروبيين الآخرين بـ 13 عاما، حيث بلغ متوسط عمر الأوروبي "غير المسلم" 43.8 عاما.

وبالنظر إلى ذلك بطريقة أخرى، نجد أن نصف المسلمين في أوروبا تحت سن الـ 30 عاما، مقارنة بـ 32% من غير المسلمين في أوروبا، من المتوقع أن يبلغ متوسط إنجاب النساء المسلمات في أوروبا إلى طفلين، وذلك أكثر من متوسط إنجاب النساء غير المسلمات وهو طفل واحد.


4- عوامل نمو المسلمين في أوروبا

بين منتصف عام 2010 ومنتصف عام 2016، كانت الهجرة أكبر عامل يدفع نمو السكان المسلمين في أوروبا، حيث وصل ما يقدر بنحو 2.5 مليون مسلم إلى أوروبا لأسباب أخرى غير اللجوء، مثل العمل أو الدراسة.

فيما حصل حوالي 1.3 مليون مسلم على حق اللجوء، مما يسمح لهم بالبقاء في أوروبا، بينما غادر أوروبا نحو ربع مليون مسلم خلال هذه الفترة.

وجاء النمو الطبيعي ثاني عوامل تزايد المسلمين الأوروبيين، فقد كان هناك 2.9 مليون حالة ولادة خلال هذه الفترة، إضافة إلى انخفاض عدد الوفيات، بينما يأتي التحول الديني عاملا ثالثا.


5- نظرة أوروبا إلى مسلميها

تتباين وجهات نظر المسلمين تباينا واسعا في البلدان الأوروبية، فقد وجد استطلاع رأي أجراه معهد "بيو" للأبحاث عام 2016 في 10 دول أوروبية، أن الآراء السلبية حول المسلمين سادت في شرق أوروبا وجنوبها.

بينما أعطى غالبية المشاركين في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والسويد وهولندا المسلمين تصنيفا إيجابيا.

وترتبط الآراء حول المسلمين بالأيديولوجية، في حين أن 47% من الألمان ينتمون سياسيا لكتلات يمينية، يعطي المسلمين تصنيفا غير إيجابي، بينما 17% فقط من اليساريين الألمان فعلوا ذلك. وازدادت الفجوة بين آراء اليسار واليمين فيما يخص المسلمين نحو 30 نقطة مئوية في إيطاليا واليونان.

المصدر: سبوتنيك

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]