ظاهرة الاعتداءات الجنسية هي شكل من اشكال العنف، والنساء مع الإعاقة، كما كل النساء والمجموعات المُستضعفة، معرّضن بشدة لمثل هذه المضايقات والتجاوزات. حين نتحدث عن النساء مع إعاقة يجب علينا التطرق لكل دوائر الاضطهاد التي يعانين منها لكونهن نساء وأيضًا لكونهن نساء مع إعاقة مما يضطرهنّ لأن يُكن بحاجة دائمة لمساندة ودعم إن كان من البيئة القريبة او من المؤسسات المختلفة. في هذه الظروف، وبالرغم من انتشار ظاهرة الاعتداء الجنسي بين النساء مع الإعاقة، يصعب على هؤلاء النساء التبليغ وتقديم الشكاوى حول المضايقات والاعتداءات التي يتعرضن لها اكثر واكثر. في هذه الجلسة سنتطرق لآليات عمل المكاتب الحكومية المختلفة للحد من ظاهرة الاعتداء الجنسي للنساء مع إعاقة، وطرق معالجة النساء ضحايا العنف الجنسي"

بهذه الكلمات افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة)، ورئيسة اللجنة للنهوض بمكانة المرأة، جلسة خاصة للجنة اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم الخاص لحقوق الأشخاص مع إعاقة بمشاركة نوّاب كنيست، مندوبون عن المكاتب الحكومية، والجمعيات الناشطة في مجال حقوق الأشخاص مع اعاقة.

ومن المعطيات التي استعرضت امام اللجنة يظهر أن واحدة من بين كل امرأتين مع إعاقة تتعرضن لاعتداء جنسي، أيّ ان نسبة الاعتداء الجنسي بين النساء مع اعاقة اعلى من نسبة الاعتداءات بين النساء بدون الإعاقة من النساء، خاصّة على يد الأقارب ومعارف. كما أظهرت المعطيات انه في غالبية الحالات لا يتم التبليغ او الكشف عن هذه الاعتداءات.

ومن جهته أكّد النائب مسعود غنايم (الحركة الإسلامية -القائمة المشتركة) ان الإعتداءات على النساء مع اعاقة هي إنحطاط أخلاقي بسبب مواجهته من خلال الردع ومعاقبة كل من يعتدي عليهم.

وأضاف "إعتقدنا أننا إجتزنا مرحلة إحترام وإستيعاب ذوي الإحتياجات الخاصّة ولكن للأسف ما نسمعه من تقارير حول مِئات حوادث وعمليات الإعتداء على النساء والرجال من ذوي الإحتياجات الخاصة تدل أننا كمجتمع ما زلنا بحاجة للكثير من التوعية والتثقيف لقبول وإستيعاب أصحاب الإحتياجات الخاصّة. الذي يدعو للإشمئزاز خاصة بالإعتداءات الجنسية على ذوات الإحتياجات الخاصّة هو مسألة الإستقواء لأن المُعتدي يستضعف ذات الحاجّة الخاصّة ويعتبرها فريسة سهلة وضعيفة للأسف، هؤلاء مكانهم خلف القضبان."

وفي ردها على هذه المعطيات قالت توما-سليمان " للأسف الشديد، خاصيّة النساء مع اعاقة وحاجتهن للمساندة من الاخرين ممكن ان تولّد تبعيّة معينة تمنع منهن من الكشف عن الاعتداءات اللواتي يتعرضن لها خاصةً اذا كانت اعتداءات من البيئة القريبة. الخوف من الرفض والتعتيم فيما اذا قررت هؤلاء النساء الكشف، يمنعهن من فضح الاعتداءات. هذه التحديات تبرز اكثر بين النساء العربيات مع إعاقة حيث لا توجد خدمات أساسية أخرى وحيث يصعب إيجاد دعم لفضح الاعتداءات"

وأضافت توما-سليمان " من هُنا ينتج نقص حاد في المعطيات حول تفشي هذه الظاهرة. هذه العوامل لا تمنع ولن تعفي المؤسسات الحكومية من العمل على جمع هذه المعطيات وبناء مخزن معطيات من شأنه ان يساهم في بناء خطط عمل لمنع هذه الظاهرة وظواهر أخرى يعاني منها الاشخاص مع اعاقة"

ولخّصت توما-سليمان الجلسة قائلة " غير مقبول ابدًا ان يأتي مندوبون من المكاتب الحكومية المختلفة دون أن تكون بحوزتهم معلومات ومعطيات أساسية. هنالك عدّة مشاكل تم استعراضها امام اللجنة، مثل عدم توفير مرافقة للأطفال مع اعاقة في المواصلات المدرسية، عدم توفر ممرضات في المشافي والمراكز الطبية لمرافقة النساء، عدم توفر أنظمة واضحة في الشرطة لعلاج قضية الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء مع الإعاقة تأخذ بعين الاعتبار المعوقات الجسدية والعقلية والنفسية لدى الضحايا."

وأضافت " سوف نتوجّه لوزارة الصحّة، التعليم، الشؤون الاجتماعية، ولكل الوزارات والمكاتب الحكومية المعنيّة لتلقي إجابات على هذه الأسئلة والمشاكل، وسأتابع عن كثب لتطبيق المشاريع المُعدّة والمشاريع قيد الاعداد لمعالجة هذه القضايا "

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]