صراع الذات مع النفس في خلوة آدمية, تشعرنا بقوة الكلمة وحروفها الفاصلة, بين القوة كعامل رادع يحقق المطلوب بكل تفاصيله, ولربما تحقيق ما كان مستعصيا , من الحوارات الدبلوماسية على طاولة المفاوضات, التي أرهقت كواهلنا وعقولنا , ودبت الرعب في ابداننا وافكارنا, وجعلت من مفهوم الثقافة والتربية والتنور , أضحوكة العصر في القرن المائة والواحد وعشرين, وعليه باتت القوة الفاعلة, والمرئية لنا كبشر ,على انها دبلوماسية الحوار والكلام المنمق, ولكن الحقيقة في طياتها الخفية , أضحت فعل فاعل وحد فاصل , وقرار محسوم عسكري مبطن , يبان لنا وكأنه حوار التوافق بالآراء ؟! للأسف هذا هو زمن الشقلبات والمتغيرات والمتناقضات, لب فكر وعقل للقيادة الامريكية, التي باتت تضرب بعقول وأفكار الغير من البلدان والشعوب, جاعلة منها مهزلة المهازل , وتسيير ما ترغب فيه من برامجها العسكرية والاستراتيجية والاقتصادية, وكل الخير يعود أليها فقط, راعية سلام الامم والعالم كما تقول ذلك؟!! فهل من يرفع أصبعه ويؤشر بلا ؟!!.
شتان ما بين الكلمتين في اعلى المقال والعنوان منه, لا توافق ولا وفاق بين القوة والديمقراطية, وكل عاقل يعي مفهوم تلك الكلمات , والمخجل في عصر التطور والمكننة والحداثة , ما زلنا نعنون المسميات بكلمات السلم والسلام , ولكن العمق الحقيقي لكل تلك المسميات , يبقى خافتا صامتا, يتبختر في أروقة الساحات السياسية والقيادات المسببة والمنتجة لتلك القرارات , التي لا تفي ولو بالقليل من القطف المثمر, لا بل الكم الهائل المدمر والقاتل, رفعة لشأنها وعلو جاهها ومرور كلماتها , فوق كل طبقات الشعوب الفقيرة المسحوقة الكادحة, والاهم الحفاظ على القرار والكرسي والمنصب, وضرب كل ما تبقى على وجه تلك البسيطة, التي سئمت تلك التصرفات العمياء الضارة القاتلة, فقد ملت الارض من ارتواء تربتها دماء نقية طاهرة زكية , ودون أي ذنب قتلت, وهذا ينطبق على الشيخ الكهل والمرأة المعنفة, من الجناة أصحاب المناصب, قيادات ورؤساء وملوك وسلاطين, الى متى هذه الشناعة في تصرفاتكم ايها القتلة لأرواح الابرياء؟!؟
الولايات المتحدة الامريكية بقياداتها الحالية, ورئيسها الاهوج المعتوه (ترامب) جعل قيمة الانسان والانسانية , تباع وتشترى ماديا , ولا قيمة لوجودها؟! يتصرف من منطلق المنطق الذي يعيشه(المادة هي كل شيء) !! فهو أنسان اعتلى منصبه بالعنصرية والتحريض وتوزيع الاموال وشراء الذمم, واستمال الحلفاء المتخاذلين معه, من دول الخليج الداعمة له بنفطها وذهبها, واخذ يحارب هو والقيادات السابقة له , دخول ارض العراق وبلاد الرافدين عام 1990 , وصولا الى بلاد الشام (سوريا فلسطين ولبنان)منذ العام 2012 , وهاهو اليوم يرى , كيف ان القوة الفاعلة والايمان بمبدئها, قد ظهرت وخارت قواها بكل الموارد المالية ؟!ولم يتبق لهم ,والمتخاذلين معه , الا لملمة بقاياهم الخاسرة , على أمل ان يستمروا بمسلسل الدماء والقتل , في بلاد اليمن وصنعاء وعدن, املين ان يكون لهم بارقة أمل من رد اعتبار الكرامة لهم وللسعوديين بعدما فقدوها الى الابد!!, ولكن الصور الصادقة الحقة تظهر لنا عكس توقعاتهم, وبكل ما يستعملوه من سلاح مدمر وقاتل.!!
تتغنى أمريكا بكلمات (الديمقراطية), وتفعل العكس تماما لما نراه حاصلا في شرقنا وغربنا العربي الحبيب, فهي تحمي وتساند الانظمة الرجعية والراديكالية , وتناصر المستعمر والمحتل , والرافض لقرارات (هيئة الامم المتحدة)..! وها نحن نرى اليوم اجتماع مجلس الامم المتحدة لرفض قرار ترامب بان القدس عاصمة اسرائيل, فكل الدول الاربعة عشر يصوتون على ان القدس عاصمة للدولتين الشرقية والغربية فلسطين واسرائيل.. الا امريكا, تستعمل قرار الرفض (الفيتو) ؟!! هذا هو التوافق وغير المتوافق بعنوان المقال اعلاه.. امريكا: تتغنى بديمقراطيتها وتفعل العكس منه؟! لا تحترم دول العالم ولا مواقف الصدق والنزاهة أطلاقا, وتريدنا ان نقول:- انها ديمقراطية!!, فهي دولة مارقة على القانون الدولي الاممي, ولكل من يساندها في تلك الخطوات والقرارات الرافضة للأممية!.. فما بالكم أيها الاخوة والاخوات ؟؟!
فاليكم أمريكا والحلفاء التابعين (لترامب) , كفاكم قتلا ولعبا بأرواح البشر, فلو كانت افكاركم نيرة, وضمائركم نقية لمرة واحدة, لتوقفتم عن تلك الخطوات ,من الرذيلة والأخطاء القاتلة, بحق الاطفال والنساء والكهول.. !
عيب عليكم يا أصحاب المنطق والديمقراطية , الذي حولتموه الى قوة مطلقة, دون رحمة أو هوادة.
اللهم أني قد بلغت.
وان أكون على خطأ فصححوني.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]