هل تتذكر مشاهد السيارات في سينما الأفلام الأبيض والأسود عندما كان البطل سواء كان الراحل كمال الشناوي أو أنور وجدي تجلس إلى جواره الراحلة شادية أو ليلى مراد وهو يحرك مقود السيارة يمينا ويسارا بشكل غير متناغم مع أي أسلوب للقيادة في التاريخ.. بينما النجمة تغني؟ وبالطبع لا ننسى الشخصين اللذين كانا يختبئان خلف السيارة ويتوليان عملية الهز المنتظم وكأن السيارة تنزل على درج ولا تسير في شارع! بالطبع ولّت أيام هذه الخدع البسيطة. ففي أهم مشاهد سينما هوليوود والأفلام العربية الحديثة يقوم سائقون محترفون متخصصون بأداء مشاهد المطاردات والسباقات والحوادث في إطار ترتيبات دقيقة واحتياطات أمن وأمان خاصة.

بحسب موقع “Futurism”، أصبح هذا الأسلوب صرعة قديمة، حيث أن “بلاك بيرد” Blackbird قلبت الموازين رأسا على عقب، ومن المتوقع ألا يتم تصوير مشاهد لأي سيارات في الأفلام مستقبلاً، إلا بمعايير تتوافق مع آخر ما توصل إليه العلم والذي يتمثل في تقنية أيقونة شركة The Mill المتخصصة في مجال برمجيات وتطبيقات الخيال المرئي. الجديد أنك لا تحتاج مع ابتكار “بلاك بيرد” أن تنتظر وصول سيارة بعينها لموقع التصوير أيا كان نوعها أو حجمها أو لونها، حيث أن “بلاك بيرد” يمكن أن تتشكل بحسب ما تريد خلال دقائق معدودة.

إن سيارة “بلاك بيرد” تتيح دمج مؤثرات بصرية في الوقت الحقيقي ومع أحداث أي مشهد من السيناريو الجاري تصويره، بما يوفر ملايين كان يتم إنفاقها على استئجار السيارات في الأفلام، أو على أقل تقدير نقل عدد غير قليل من نفس السيارة بألوان مختلفة لتصوير دعاية لأحد الموديلات الحديثة منها. صمم مهندسو The Mill نظام معقد من أجهزة الاستشعار والكاميرات وحساسات استشعار الحركة، بالإضافة إلى خريطة ضوئية للسيارة يتم نقلها على أجهزة الكمبيوتر لتحويلها إلى شكل السيارة المطلوب بواسطة برامج مؤثرات بصرية خاصة، لتوفر حالة خيال مرئي بشكل واقعي لا يختلف عن الشكل الحقيقي للسيارة.

يقوم النظام، المثبت على متن السيارات “بلاك بيرد” عالية السرعة، ببث إشارة فيديو لصورة ذات نطاق ديناميكي عالي تبلغ 360 درجة طولياً وعرضا لمحطة القاعدة. وهذا يعني أن السيارة الافتراضية يتم رؤيتها مضاءة بنفس الإضاءة المتوافرة على مقطع الفيديو من البيئة المحيطة وليس بإضاءة من داخل موقع التصوير. وتتميز “بلاك بيرد” بشبكة لاسلكية قوية لتسمح ببث متميز بجودة فائقة. كما أن واحدة من الميزات الأكثر إثارة للإعجاب في سيارة “بلاك بيرد” هي قاعدة الإطارات القابلة للتعديل، بما يعني أن “بلاك بيرد” يمكن أن “تتقمص شخصية” أي تأخذ شكل سيارة شيفروليه كامارو مثلا، من خلال آليات المؤازرة الكهربائية القابلة للتعديل بالكامل لضبط طوله وعرضه السيارة في حدود 10 بوصة لتتطابق مع أي قاعدة إطارات وشكل المسار.

كما تحتوي “بلاك بيرد” على برامج تسمح لها بأن تغطي مقاسات سيارات بداية من هاتشباك الصغيرة مثل تشيفي سونيك أو ميني-فان، ووصولاً إلى سيارات الدفع الرباعي ضخمة في خلال دقائق. إن تصميم سيارات الواقع الافتراضي وبرامجها الافتراضية للمؤثرات البصرية تسمح بمحاكاة دقيقة لكل تفاصيل السيارات بمختلف أنواعها وطرازاتها وألوانها وأشكالها وأحجامها. وعلاوة على ذلك فإن محرك “بلاك بيرد” قوي بما يتواكب مع أي متطلبات خلال تصوير لقطات الأفلام.

إن “بلاك بيرد” استحقت عن جدارة أن تحقق السبق الذي قلب الموازين رأسا على عقب في عالم تصوير مشاهد السيارات في أفلام السينما بل وإعلانات تسويق السيارات، ويتوقع قريبا أن يرى المشترون سياراتهم على شاشة تلفازهم أو أجهزة الكمبيوتر دونما أن يحتاجوا للتوجه إلى صالات العرض مع إمكانية طلب إدخال تعديلات خاصة ومواصفات ومشاهدة النتائج خلال بضع دقائق بدقة وجودة لم يسبق لها مثيل بحسب العربية نت.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]