شهد العام الحالي، 2017 والذي ينتهي في الأيام القادمة، ارتفاعًا مقلقًا في جرائم القتل بالمجتمع العربي، حيث حصلت حتى عصر الأحد 31.12.2017، 72 جريمة قتل بالإضافة لمئات جرائم إطلاق النار والطعن التي تسببت بجراح خطيرة، وهذا عدد يفوق عدد جرائم القتل في العام السابق 2016، الذي بلغ 57 جريمة والذي قيل وقتها أنه رقم كبير وخطير ومقلق بشدة.

مراسل "بكرا" حول المحامي رضا جابر من مركز "أمان" لمجتمع آمن الذي قال بحديثه مع بكرا:" بدون ثورة في مفاهيم التنظيم الاجتماعي واعادة الانتماء وبناء الهوية المشتركة ذات المعنى لن نتمكن من الخطو بجدية في موضوع مناهضة العنف فان اهم المسببات للعنف والفوضى في مجتمعنا هو انعدام المجتمع الذي يضيف لحياة الفرد والافراد معنى يعزز فيهم شعور الانتماء وجدواه. وبالتالي فالفرد يعيش بعزلة ومنفى عن افراد مجتمعه حتى وهو موجود بينهم".

وأضاف:"اقصد بان علاقاتنا اصبحت قليلة المعنى، الاهمية والتأثير على حياتنا. هي العزلة النفسية المفروضة بحكم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لم نتمكن من ايجاد أطر مناهضة لها وهذا بعكس المجتمعات الاخرى التي تتوفر فيها الأطر التي تعطي هذا المعنى والبعد الانتمائي مثل الجيش في المجتمعات الاخرى أو الاطر الشبابية الرسمية او المؤسسات والنوادي الجماعية وغيرها التي سدت حاجات الفرد للانتماء لمجموعة ذات معنى نحن لم نتمكن من توفيرها".

تفكك انانية 


وزاد:" النتيجة، مجتمع يمر بمراحل متقدمة من التفكك والانانية وهي البيئة الاكثر ملائمة للعنف والجريمة. هناك شلل شبه تام في هذا الموضوع الذي كانت الاحزاب تغطيها حتى ثمانينيات القرن الماضي. بالمقابل عصابات الاجرام تعطي لافرادها معنى، مكانة ونفوذ لذلك ترى فيها تكاتفا والتزاما. في هذا التناقض بدأ العنف وبدأت الجريمة".

واكدّ ان:" لذلك ارى بمشروع تنظيم الاحياء في البلدات العربية وانشاء جمعيات الشباب ومشاريع بهذا الاتجاه هو الطريق الذي علينا المضي فيه. والهدف هو اعادة القوة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بعد تنظيمة واعادة هويتة وتقوية اعمدته".

وانهى كلامه قائلا:" 72 ضحية منذ مطلع العام 2017، 75% منهم قتلوا باطلاق النار . منهم 62 ذكور و10 نساء. مقارنة بعام 2016 فان العدد ازداد ب 8 ضحايا. البلدان العربية في مركز البلاد هي الاكثر عرضة للجريمة والعنف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]