شددّ المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني رمضان شريف على أن الأوضاع في طهران وباقي المدن الايرانية الاخرى تحت السيطرة.

وأكد شريف ألاّ حاجة حالياً لتدخل قوات الحرس الثوري في الأحداث الجارية، وقال إن قوات الشرطة والأمن الداخلي تقوم بواجبها بشكلٍ جيد، مضيفاً أن بعض المدن الايرانية طلبت مساعدة قوات التعبئة الشعبية "الباسيج".

بدوره، أكد نائب مقر ثار الله التابع للحرس الثوري الإيراني العميد اسماعيل كوثري أن عدد المشاركين في الاحتجاجات في طهران امس انخفض إلى حد كبير.

كوثري أشار إلى أن الهدوء عاد الى وسط العاصمة خلال فترة قصيرة، مشدداً على أنه ستتم ملاحقة الذين ألحقوا خسائر بالممتلكات اثناء الاحتجاجات، لافتاً إلى أن دور الحرس الثوري في طهران اقتصر على مراقبة الأوضاع فقط.

من جهته، قال حسين ذو الفقاري معاون الشؤون الأمنية و الشرطية لوزير الداخلية الايراني إن "الأوضاع عادية في معظم مناطق البلاد و بالتعاون مع الشعب و بهمة الأجهزة المختصة ستنتهي حالة عدم الاستقرار إثر أعمال الشغب في بعض المناطق قريباً".

ولاحقاً، قال رئيس محكمة الثورة في طهران موسى غضنفر آبادي إن كل من اعتقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات سيلقى عقابا قاسياً، مؤكداً أنه "كلما استمرت أحداث الشغب أكثر زادت عقوبة الضالعين فيها وشدد على أنه لن يجري التعامل مع الموقوفين كأصحاب مطالب محقة بل باعتبار أن حراكهم يستهدف أصل النظام"، واضاف أن "بعض الموقوفين سيحاكمون بتهمة استهداف الامن القومي وتخريب الممتلكات العامة".

بدوره، كشف معاون الشؤون السياسية والأمنية لحاكم طهران عن توقيف 450 ممن قاموا بأعمال شغب في طهران في الأيام الـ3 الماضية، معاون الشؤون السياسية والامنية لحاكم طهران علي اصغر ناصربخت لوكالة ايلنا: تم تسليم الموقوفين للسلطات القضائية

وبحسب مراسل الميادين عاشت عدد من المدن الايرانية ليلة هادئة خلت من اي تجمعات احتجاجية وابرزها مدينة مسهد بحسب حاكم (آمر)المدينة و هي التي انطلقت منها المظاهرات المطلبية قبل ستة ايام، وشهدت مدن أخرى مظاهرات شعبية رافضة للعنف حيث خرج العديد من أبناء مدن الاهواز و زنجان و غيرها من المدن.

ومساء الإثنين، واصلت عدد من المدن تظاهراتها التي دخلت مرحلة جديدة من خلال استخدام الاسلحة ، حيث أطلق "متظاهرون مخربون" بحسب التلفزيون الايراني النار في نجف أباد في اصفهان على عناصر الشرطة ما أدى الى مقتل واحد و جرح ثلاثة ، كما قتل أيضا اثنان من عناصر قوات التعبئة البسيج في المدينة نفسها .

وكالة أنباء رجا نيوز الإيرانية ذكرت ان اثنين من المواطنين في مدينة "خميني شهر" في محافظة اصفهان قتلا أيضا إثر إطلاق نار عشوائي لمثيري الشغب، كما لفتت الوكالة إلى مقتل 5 اشخاص إثر هجوم لمثيري الشغب على قائم مقامية مدينة "قهدريجان" بمحافظة أصفهان.

الوكالة أشارت إلى جرح 12 من رجال الشرطة في أراك أيضاً إثر الاشتباك مع مثيري الشغب.

بدوره، المتحدث باسم الشرطة الايرانية قال إن الشرطة ألقت القبض على 4 أشخاص ممن أهانوا العلم الايراني خلال الأيام الماضية حرقاً أو تمزيقاً بعد التعرّف عليهم و تحديد هوياتهم.

وفي العاصمة طهران، بدت الأمور أكثر هدوءاً، بحسب مراسلنا، حيث اقتصرت التحركات على مجموعات صغيرة لا يتجاوز مجموعها المئة شخص في شارع انقلاب وسط طهران عملت الاجهزة الامنية على تفريقها.

اجتماع في "الداخلية": ضرورة إيلاء المسؤولين الاهتمام لحل المشكلات الاقتصادية

وفي سياق متصل، وجهّت وزارة الداخلية الايرانية دعوة تحت عنوان " لجنة الحوار السياسي" إلى أمناء و مسؤولي الأحزاب المختلفة في ايران من مختلف التيارات و تناقش معهم التطورات الاخيرة في البلاد .

وأكد المجتمعون في الاجتماع الذي عّقد صباح الثلاثاء على "ضرورة إيلاء المسؤولين الاهتمام لحل المشكلات الاقتصادية و المعيشية و ازالة الفوارق و التمييز، وإلى التعامل مع التطورات الاخيرة في ايران على مستويين هما: عدم الرضى الشعبي خاصة اقتصادياً ، و الفوضى و التخريب".

المعاون الأول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري رأى أن "تحسين الأوضاع يتم عبر الاصلاحات التدريجية بمشاركة الجميع".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال أمس الإثنين إن المسؤولين والشعب الإيراني سيردّون على من قال إنه سينقل المشاكل إلى داخل إيران.

وخلال اجتماعه برؤساء اللجان البرلمانية، أضاف روحاني أن الأعداء منزعجون من عظمة الشعب ونجاحاته وتطوّر البلاد، مشيراً إلى أن حكومته تتعامل مع الانتقادات واعتراضات الناس كفرصة وليس كتهديد، ومؤكداً أن الشعب سينزل بالملايين إلى الشوارع دعماً للنظام إن تطلّب الأمر.

روحاني اعتبر أن كل الذين تجمّعوا في الشوارع في الأيام الماضية لم يأخذوا أوامرهم من الخارج بالضرورة، بل إن بعضهم نزل بسبب مشاكله.

من جهته، ندد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي بما سمّاه "مخططات الأعداء" وقال "إنّ الاستكبار العالمي وأعداء إيران يخططون لزعزعة الاستقرار في البلاد".

وأشار حاتمي، في تصريح أدلى به أمام حشد من مدراء وخبراء وزارة الدفاع اليوم الإثنين، إلى التطورات الأخيرة في البلاد مؤكداً على ضرورة التضامن والوحدة والتكاتف الوطني من أجل "إحباط مؤامرات الأجانب وفتنهم.

بدوره، حذّر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي من أنّ "التدخّل الاميركيّ في شؤون ايران لن يمرّ من دون ردّ".

تركيا تعرب عن "قلقها" إزاء التظاهرات المتواصلة
وفي ردود الفعل، أعربت تركيا الثلاثاء عن "قلقها" إزاء التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس احتجاجاً على الضائقة الاقتصادية والحكومة، محذّرة من مغبة أي تصعيد للاضطرابات.

وأجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو اتصالاً هاتفيًا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لبحث تطورات المشهد في ايران.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "تركيا قلقة إزاء الأنباء عن أن التظاهرات في ايران ... تنتشر وتوقع قتلى وأيضاً وازاء الأضرار التي لحقت ببعض المباني الحكومية" داعية "إلى تغليب المنطق لمنع أي تصعيد".

وأكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أن سوريا "تدين بشدة وترفض بشكل مطلق المواقف الصادرة عن الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني وأدواتهما بخصوص الأوضاع الراهنة في إيران وأن سوريا واثقة بأن إيران ستتمكن من إفشال هذه المؤامرة والاستمرار في مسيرة التطور والبناء ومتابعة دورها في نصرة القضايا العادلة للشعوب".

وفي بريطانيا، دعا وزير الخارجية بوريس جونسون إيران "إلى الدخول في حوار جاد بشأن القضايا التي أثارها المحتجون"، واصفاً إياها بـ "المشروعة والمهمة".



من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "أمله في أن تضمن طهران حق التظاهر"، وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن "الاتحاد يتابع التظاهرات التي قام بها مواطنون إيرانيون وهو على اتصال بالسلطات الإيرانية، ويتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحريّة التعبير مضموناً".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال امس الإثنين في تغريدة على موقع تويتر إنّ الوقت قد حان من أجل التغيير في إيران.

وهذه هي التغريدة الثانية لترامب حول التطورات الداخلية في إيران خلال يومين.

وأضاف ترامب أنّ "إيران فشلت على كل المستويات على الرغم من الاتفاق الرهيب الذي أبرمته معها إدارة أوباما".

من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن بلاده "لن تتخلّى عن دعم المتظاهرين في إيران".
بنس أكد في تغريدة على تويتر أن الولايات المتحدة "لن تكرّر أخطاء الماضي عندما تجاهل آخرون ما سمّاه "المقاومة البطولية للشعب الإيراني”
وأضاف أن "المقاومة المستمرة للإيرانيين" تعطي أملاً لكل من يكافح من أجل الحرية".

امّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأشاد بالمحتجين ضد الحكومة في إيران، نافياً اتهامات طهران لإسرائيل بأنها تقف وراء المظاهرات.
وقال نتنياهو في فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك "أتمنى للشعب الإيراني النجاح في سعيه النبيل نحو الحرية".

بدوره، أكد وزير الأمن الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان أن منفعة إسرائيل تكمن في لفت أنظار العالم إلى ما يجري في إيران لا في غزة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]