احتضنت جامعة النجاح في نابلس ظهر اليوم الثلاثاء، المهرجان المركزي الذي عقد في الضفة المحتلة، بمناسبة اليوم العالمي لدعم حقوق جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، في الوقت الذي شهدت فيه الضفة عدة نشاطات، ومسيرة وحدوية في قطاع غزة. وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن جماهيرنا في الداخل، يواجهون منذ سبعة عقود سياسة الحصار. وقال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، إننا الشاهد الفعلي والحي على زيف الديمقراطية الإسرائيلية.

وشارك في المهرجان قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، وقيادات في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، والمئات من الناشطين وطلاب جامعة النجاح. ورحب القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح ماهر النتشة بالحضور، وقال إن الجميع يتعاون لإحياء مناسبة وطنية كبيرة، رفضا لمشروع قانون القومية الذي يعد انتهاكا خارقا لشعبنا في الداخل الفلسطيني. قال محافظ نابلس أكرم الرجوب، "أصبح واضحا أن الاحتلال لا يأبه بشيء يخص الشعب الفلسطيني، فكل ما يخصنا يتم مهاجمته، وهمه الاستيلاء على أرضنا ونفينا من الوجود، لينشر ثقافته العنصرية".

وقال نائب حركة فتح محمود العالول، في كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن أبناء شعبنا في أراضي العام 48 فئة من أبناء شعبنا التي لم ينجح الاحتلال في دفعهم لمغادرة أرضهم. وأضاف أنهم عاشوا سبعة عقود من الحصار والمعاناة والألم، بدءا من الحكم العسكري، إلى قوانين التمييز العنصري التي تفرضها عليهم الحكومة الإسرائيلية. وتابع إننا نسعى من خلال يوم التضامن مع فلسطينيي الـ 48، لتسليط الضوء على حجم ما يواجهه الأهل هناك، من ذل وتعسف للهوية والانتماء والثقافة.

وقال العالول إن نضالهم المستمر يتمثل في مواقف لم تنحصر فقط في ملحمة يوم الأرض، حيث دفعوا الثمن شهداء من أجل مقاومة محاولة الإذابة والإعلان عن التمسك بالأرض والهوية والانتماء للعروبة وفلسطين، وطالما آزروا المقدسيين في صمودهم. ودعا العالول للعمل معا وصناعة اصطفاف داخلي أكثر تماسكا لمواجهة التحديات.

والقى كلمة الفصائل الفلسطينية، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، فقال، إن من بقوا في أراضيهم، في النقب والمثلث والجليل والساحل، يشكلون متراسا للدفاع عن شعبنا. وأشار إلى أن 70 فعالية سيشهدها العالم في هذا اليوم، وتأتي بالتزامن مع ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر. ودعا لإزالة العقبات أمام مسيرة الوحدة الوطنية، لمواجهة كل التحديات.



رسالة الصمود والبقاء



وكانت الكلمة، لرئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، الذي افتتح كلمته موجها الشكر لجامعة النجاح في نابلس لاحتضانها هذا المهرجان، كما شكر محافظة نابلس ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووزارة الخارجية الفلسطينية. كما وجه بركة شكرا خاصا للرئيس محمود عباس، الذي دعم فكرة اليوم العالمي لدعم حقوق جماهيرنا، حينما ظهرت المبادرة لأول مرة في العام 2016، وطلب من كل الهيئات الفلسطينية دعم هذه المبادرة.

وقال بركة، إن جماهيرنا في الداخل هي ككل الشعوب، لديها التعددية الفكرية والسياسية والاجتماعية، إلا أننا نلتقي كلنا في لجنة المتابعة، نلتقي على ما يجمعنا في مواجهة سياسية التمييز العنصري. كما وجه التحية للقائمة المشتركة التحالفية، ولوقفة نوابها في وجه نائب الرئيس الأميركي مايك بينس في الكنيست، وتحية للجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، التي هي أيضا اطار وحدوي.

وقال بركة، نحن الشاهد الحي العملي على زيف الديمقراطية الإسرائيلية، ففي العام 1948 كنا نملك 80% من الارض، أما اليوم فإننا لا نملك أكثر من 3%، ولا نملك أراضي للبناء. ففي الأمس، هدموا قرية العراقيب للمرّة الـ 124، وهذا يدل على حجم شراسة السياسة الإسرائيلية، ولكن هذا يعني ايضا، أننا أقمنا العراقيب من جديد 125 مرّة، وهذا يدل على صمودنا واصرارنا على البقاء والتشبث بالأرض.

وعرض بركة نماذج عن سياسة الاقتلاع من الارض، وبضمنها سياسة هدم البيوت، وتوقف عند ما تواجهه قرية الفرعة في النقب، التي تضم 5 آلاف مواطن، وتريد السلطات الإسرائيلية اقتلاعهم من أراضيهم، من اجل اقامة مصنع للفوسفات على أراضيهم، ومثلها قرية أم الحيران، وعشرات القرى الفلسطينية في النقب التي تواجه خطر الاقتلاع.

وتوقف بركة عند القدس، وقال إن قرار دونالد ترامب، هو كوعد بلفور، وعد من لا يملك، لمن لا يستحق. وقال إننا نعلم أن أهلنا في الضفة والقطاع لا يمكنهم الوصول الى القدس. ولذا فإن حماية القدس على الأرض، هي مهمة أهل القدس، وجماهير شعبنا في الداخل، وهم أهل لهذه المهمة.

وقال بركة إن القيادة الفلسطينية والرئيس ابو مازن اتخذوا قرارا تعجز عنه دول، وهو تحدي القوة الأكبر في العالم، وهذا يحتاج الى دعم، مشددا على أن الوحدة الفلسطينية، هي اكبر دعم للموقف الفلسطيني الرسمي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]