في أجواء إيمانية روحانية مفعمة بالخشوع أُقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث إفتتحها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم والصلاة على النبي بصوته الرائع والشجي.

كما وألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وكانت بعنوان "البذل والعطاء"، وقد إستهل فضيلته الخطبة بالحمد والهداية والشهادة بالله سبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد المقدمة قال: "لماذا البذل والعطاء لأننا نعيش في مجتمعٍ في جله في معظمه الساحق أناني الطبع، أفراد المجتمع بشكل عام يريد كله له لا للآخرين وقد يكون الآخرون أقرب الناس إليه، مع العلم أن الدين كله جاء لإخراج الإنسان من حلقته الصغرى النفس (أنا) لأن يكون شعبيًا من أجل الجميع، ومن أنا إلى نحن وفرق كبير بين ضمير أنا ونحن".
مستشهدًا بإيات من سورة الفاتحة ((إياك نعبد وإياك نستعين))، وأضاف: "أن يدعوا الإنسان للناس كافة وليس لوحده وفي الصلاوات الخمس وكل ركعة وعدم الانانية والإنطلاق من الذات إلى الحلقة الأوسع، وعدم التصغير في حين أن الله يريد من الإنسان أن يكون عملاقًا في الدائرة الصغرى وعدم نسيان الدائرة الكبرى".
وأشار إلى الآية الكريمة ((وما أرسلناك إلا كافة للناس)) وعدم التمييز وأكد أن الإنسان من أدم وحواء والأصل واحد تراب ((منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أُخرى)) وبين قيمة الإنسان لا تكمن فيما يأخذ بل القيمة الحقيقية والأبدية في أن يُعطي ويبذل وعدم القول ماذا أعطت الحياة للإنسان بل ماذا هو أعطى لها.
وإستعرض فضيلته قصتين تحث وتشجع على السخاء والبذل والعطاء، وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يكون الإنسان معطاء ويخرج من الذات من أجل العيش مع الآخرين ومن أجل الآخرين.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]