نشرت مجلة "تيك بيت" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأطعمة التي يتناولها الموظفون العاملون في شركة غوغل في المطاعم الخاصة بالشركة، خلال ساعات العمل واستراحة الغداء.

وقالت المجلة إن العمل لدى شركة كبرى مثل غوغل ليس بالأمر السهل، لكن بمجرد الحصول على وظيفة في هذه الشركة ستُفتح أمامك أبواب عالم كامل من الإمكانيات والفرص.

وإلى جانب الفضول الذي يراود الكثيرين بخصوص عمليات انتقاء الموظفين أو رواتبهم، من المؤكد أنك تساءلت عن نوعية الطعام الذي يتناوله موظفو غوغل خلال استراحة الغداء، أو نوعية القهوة التي يشربونها كل صباح.

وبينت المجلة أن شركة غوغل تتبع شعار "عندما يكون الموظفون بصحة جيدة، فهم سعداء. وعندما يكونون سعداء، فهم مبتكرون". وفي الواقع، تعمل جميع المطاعم أو المقاهي في جل المكاتب في شتى أنحاء العالم على تطبيق مجموعة من القواعد المحددة بشأن الطعام المقدم لموظفيها. وفي هذا السياق، سنركز على مكاتب شركة غوغل الواقعة في نيويورك، علما بأن هذه النظرية تنطبق على جميع مقرات الشركة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وأوردت المجلة أن غوغل ترى أن التركيز على الألوان في تصنيف الأغذية هو مفتاح تجنب الإغراءات، حيث تحاول الشركة منع موظفيها من استهلاك السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة السكرية؛ لذلك، تصنف الأطعمة في مطعم الشركة وفق لون معين، فيلاحظ أن الأطعمة الصحية هي تلك التي تحمل علامة خضراء، في حين أن الأطعمة الأقل توافقا مع المؤشرات الصحية غالبا ما تكون مصحوبة بعلامة برتقالية أو حمراء. ويبقى الخيار للموظف لتناول الطعام الذي يناسبه.

وأضافت المجلة أن شركة غوغل تعمل أساسا على تطبيق نظام إشارات المرور على الأغذية الموجودة في الكافتيريا، إذ يمكن العثور على الملصقات الخضراء على الأطعمة مثل الخضروات أو الفاكهة، فيما تظهر الملصقات الحمراء على المنتجات المصنعة أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، مثل الحلويات. وخير مثال على بعض المؤسسات التي قررت اتباع خطى شركة غوغل، مستشفى ماساتشوستس، الذي تمكن من خفض استهلاك الأطعمة ذات العلامات الحمراء بنسبة 11 بالمئة بعد تنفيذ هذه الآلية.

وأبرزت المجلة أن شركة غوغل تقدم لموظفيها "بوفيه" مجانيا؛ ليكون لكل عامل حرية اختيار الطعام الذي يفضله. لكن منذ البداية، ترسل الشركة رسائل قصيرة لموظفيها تهدف إلى رفع مستوى الوعي لديهم، وتحسيسهم بأهمية اتباع نظام غذائي صحي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يجد الموظفون على الرف الذي توضع فيه الأطباق النظيفة رسالة تحذرهم من أن "الأطباق الكبيرة تجعل الأشخاص يتناولون المزيد من الطعام".

وعلى هذا النحو، يمكن للموظفين الذين لا يرغبون في تناول الطعام في الصحون الكبيرة، التي يبلغ قطرها 26 سنتيمترا، اختيار الصحون الأصغر التي لا يتجاوز قطرها 22 سنتيمترا. ووفقا للاختبارات التي أجريت إلى حد الآن، يساعد هذا التغيير الطفيف على عادات الأكل اليومية لدى الموظفين في زيادة نسبة الإقبال على استخدام الصحون الصغيرة بنحو 50 بالمئة، وبالتالي الحد من كمية الطعام الذي يتناوله الموظفون يوميا.

وأوضحت المجلة أن نسق العمل السريع في هذه الشركة أجبر العديد من الموظفين على تجنب إضاعة الوقت قدر الإمكان عند اختيار الأطعمة، لدرجة أنهم يدخلون إلى الكافتيريا ويختارون أي شيء تقع عليه أنظارهم. وبناء على ذلك، قررت مطاعم شركة غوغل وضع السلطات في مقدمة الطاولة، مع الحرص على وضع الفاكهة في الرفوف الأولى في الثلاجة، بينما تم تخصيص الرفوف السفلى لوضع المشروبات الغازية والحلويات.

وأكدت المجلة أن شركة غوغل تمكنت بفضل هذه التدابير من خفض نسبة استهلاك الوجبات السريعة في المطاعم الخاصة بها، بما في ذلك الحلويات ورقائق البطاطا والمشروبات الغنية بالسكر، بنسبة 11 بالمئة.

ومن جهة أخرى، يرتبط تقليل الموظفين من تناول الحلويات والأطعمة غير الصحية إلى مسألة إخفاء هذا النوع من الوجبات، وتخزينها في أماكن غير مكشوفة مثل الرفوف، فيما تحفظ المشروبات الغازية في الجزء السفلي من الثلاجة، خلف قوارير المياه.

(تيك بيت - عربي 21)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]