قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن ممراً إنسانياً سيفتح في الغوطة الشرقية لخروج المدنيين وسيتم الإعلان عن أماكن الممرات قريباً، مضيفاً أنه بتكليف من بوتين سيتم إعلان هدنة يومية بالغوطة من 9 صباحاً حتى 14 ظهراً اعتباراً من 27 الشهر الجاري.

وأشار شويغو إلى أن أعمال المساعدات الإنسانية في الرقة لم تبدأ بعد بسبب الأوضاع الصعبة وعدم قدرة الناس على العودة، مؤكداً أن روسيا تدعو لتشكيل لجنة إنسانية استناداً إلى قرار الأمم المتحدة لتقييم الوضع في الرقة.


ولاحقاً أعلنت وزارة الدفاع الروسية فتح ممر إنساني بمنطقة مخيم الوافدين بدمشق للخروج من الغوطة الشرقية، وأكدت أنها اتخذت مع السلطات السورية قراراً حول الإجلاء العاجل للمدنيين والمرضى والمصابين من هذه المنطقة.

وشددت الدفاع الروسية على أن المسلحين في الغوطة يحتجزون مئات الرهائن بينهم نساء وأطفال ويمنعون السكان من الخروج من المنطقة، داعية المسلحين إلى تفكيك الألغام من أجل السماح للمدنيين بالخروج.

وأشارت إلى أن المسلحين أطلقوا في الأسبوع المنصرم 228 قذيفة من الغوطة نحو أحياء دمشق ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 50.


من جهته سارع "جيش الإسلام"، أحد أبرز الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، إلى رفض المقترح الروسي بفتح ممر إنساني لخروج المدنيين.

وقال مسؤول ما يعرف بالهيئة السياسية لجيش الإسلام، محمد علوش، لوكالة "سبوتنيك" نحن لا نرفض الهدنة التي أعلنها وزير الدفاع الروسي في الغوطة، ونطالب بتنفيذ القرار الدولي بالكامل، وأضاف "نطالب بإجلاء عناصر جبهة النصرة من الغوطة".



من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الوضع في سوريا "يبعث على القلق الشديد، والإرهابيون يحتجزون السكان في الغوطة الشرقية كرهائن".

بيسكوف أكد خلال مؤتمر صحافي أن الوضع في الغوطة "يثير قلقاً كبيراً وأنتم تعلمون أن الإرهابيين لا يسلّمون الأسلحة ويحتجزون السكان كرهائن، وهو ما يجعل الوضع متوتراً للغاية"، حاثاً على "الاهتمام للتحذيرات الصادرت وزارة الدفاع الروسية من احتمال استخدام الإرهابيين للمواد الكيميائية في الغوطة كنوع من الاستفزاز، لذلك الوضع يبقى متوتراً للغاية".

كلام بيسكوف جاء من بعد وقت من تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال فيها إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل معركة دمشق ضد الإرهابيين ولا يحمي مقاتلي "جبهة النصرة" في الغوطة وإدلب.

لافروف أوضح أن هناك عدداً من الجماعات، سواء في الغوطة أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، تتعاون مع "جبهة النصرة" المدرجة على قائمة الإرهاب، ما يجعل شركاء "النصرة" غير مشمولين بنظام وقف إطلاق النار، وهي تعتبر أهدافاً شرعية لعمليات الجيش السوري وكل من يدعمونه.

وكالة "إنترفاكس" نقلت عن لافروف قوله إن وقف إطلاق النار في سوريا سيبدأ عندما تتفق كل الأطراف على كيفية تنفيذه، وأنه من المستحيل تأويل قرار مجلس الأمن حول الهدنة في سوريا.

ورأى لافروف إن واشنطن ستستمر في محاولة تشويه سمعة دمشق لتنفيذ سيناريو تشكيل شبه دويلات في سوريا. كما أشار إلى أن بلاده تتوقع إشاعات جديدة عن مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا لتقويض أتفاق الهدنة، واصفاً التقارير عن استخدام غاز الكلور في الغوطة بأنها "استفزاز".

وأعلن لافروف أن وقف إطلاق النار لايشمل شركاء النصرة في الغزطة الشرقية وهم "جيش الإسلام" "فيلق الرحمن" و"أحرار الشام".

ريابكوف: التهديدات باستعمال القوة تسمع مرة أخرى وهذا أمر غير قانوني
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن روسيا قلقة للغاية من التهديدات التي تصدر حول احتمال استخدام القوة ضد دمشق، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع مضمون القرار 2401 لمجلس الأمن.

وقال ريابكوف للصحفيين: "في سياق قرار 2401 بالنسبة لنا أهم شيء أنه يتضمن دعوة للأطراف السورية للعمل المكثف لإيجاد الحلول الضرورية، ونشعر بقلقٍ بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنه في ظل زيادة الخطاب ضد دمشق والخطاب المناهض للروس الذي يصدر في واشنطن، فإن التهديدات باستعمال القوة تسمع مرة أخرى، وهذا أمر غير قانوني وغير مشروع".

وشدد الدبلوماسي الروسي على أن "الواجب المنزلي" لكل من كان يظهر في الآونة الأخيرة قلقه الكبير من واقع الأوضاع الإنسانية في سوريا يكمن في الالتزام الكامل والصارم دون استثناءات بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وإلا فإن ذلك سيمثّل انتهاكا للقرار الأممي من قبل الولايات المتحدة وزملائها.

وأمس الأحد، قالت الخارجية الروسية إن موسكو حالت دون إقرار مخطط غير واقعي للهدنة في سوريا، وإن الإرهابيين لن يحصلوا على مهلة لالتقاط أنفاسهم.

ورأت في بيان لها أنها تعتبر اعتماد مجلس الأمن الدولي قرار الهدنة في سوريا، دون تمرير خطط غير واقعية للتسوية كان الغرب روّج لها، أمراً في غاية الأهمية.

وشددت، على أن موسكو ستتصدى بحزمٍ لمحاولات نسف التسوية السياسية في سوريا، وأعربت عن أملها في أن تستخدم الأطراف الخارجية الداعمة للفصائل المعارضة نفوذها لضمان التزام المسلحين بالهدنة.

وجاء في بيان الخارجية أيضاً: "لأول مرة منذ سنوات عديدة تمكّن مجلس الأمن الدولي من إدانة قصف دمشق، والذي تعرضّت له التمثيلية الدبلوماسية الروسية مراراً، والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين وإلحاق ضرر كبير بالبنى التحتية المدنية".

وكان مجلس الأمن الدولي صوّت، مساء السبت الماضي ، بالإجماع لصالح مشروع قانون حول هدنة في سوريا، وينص القرار، على "وقف إطلاق النار دون تأخير لمدة 30 يوماً على الأقل، والسماح للأمم المتحدة وشركائها بإجراء الإجلاء الطبي بشكل غير مشروط وآمن، ورفع الحصار عن المناطق السكنية بما في ذلك الغوطة".

وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا قال خلال الجلسة إن المجلس توّصل أخيراً لاتفاق على هذا القرار الإنساني، وأضاف إن "مطالبات أعضاء المجلس بالوقف الفوري للنار يجب أن تسبقها اتفاقات في الميدان".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]