في يوم 9.3 قبل 54 عاماً توفي “قنبلة الكوميديا المصرية” الفنان المصري عبد الفتاح القصري، تاركاً وراءه أفلاماً خلدتها السينما المصرية، وتركت بصمة في وجدان المشاهد العربي وفقا لموقع العربية.نت. كان القصري المولود في 5 إبريل من العام 1905 كتلة متفجرة من الكوميديا، تجسدت في حركاته، وخطواته.

مشاهد لا تنسى

مشاهد عديدة لا ينساها عشاق السينما لعبد الفتاح القصري، منها مشهد طلب علاوة في فيلم “لو كنت غني”، ومشهد مرافعته أمام المحكمة في فيلم” الأستاذة فاطمة، ومشهد المجمع اللغوي مع اسماعيل ياسين، كما أن لزماته وكلماته الشهيرة أصبحت مفردات يومية في تعاملات المصريين.

سمه مميزة في الكوميديا

وكان للقصري سمته المميزة في الكوميديا، فهو يجمع بين كوميديا الموقف، والكلمة، والحركة، ويعتمد في الإضحاك على “الإفيه، واللزمة، والسخرية من الأحداث بطريقة نطقه الكوميدي للكلمات، ورغم أنه ظهر في كافة أفلامه يتحدث بطريقة أولاد البلد، إلا أن ما لا يعلمه الكثيرون أنه كان يجيد اللغة الفرنسية لأنه تخرج من مدرسة فرنسية في القاهرة.

عائلة ثرية.. تجار ذهب

ولد عبد الفتاح القصري بالجمالية جنوب القاهرة لعائلة ثرية تتاجر في الذهب، وتمتلك محلات لصناعة المشغولات الذهبية، واختلف مع والده الذي كان يرغب أن يتجه ابنه للدراسة، والعمل بعد ذلك في محلات العائلة، لكنه سلك طريقا آخر حيث عشق التمثيل منذ صغره وتبناه نجيب الريحاني وطلب منه التفرغ للفن.

أعماله

قدم القصري 70 فيلماً سينمائياً، وكان قاسماً مشتركاً في أعمال اسماعيل ياسين، ونجيب الريحاني، ومن أشهر أدواره دور “المعلم حنفي” في فيلم “ابن حميدو” مع الفنان اسماعيل ياسين، الذي عمل معه في الكثير من الأفلام، وحققا دويتو ناجحا، وقدما أفلاما نالت إعجاب الجميع، وحققت شهرة واسعة.

الدراسة والتخرج

درس القصري بمدرسة الفرير الفرنسية، وتخرج في مدرسة القديس يوسف بالخرنفش، وعمل بالفن من خلال التحاقه بفرقة عبد الرحمن رشدي، ثم فرقة عزيزعيد وفاطمة رشدي، وعقب انضمامه إلى فرقة نجيب الريحاني انطلق القصري وتوالت عليه الأفلام والأعمال السينمائية والمسرحية. في صيف 1962 وقف القصري على خشبة المسرح، يؤدي مشهداً أمام إسماعيل ياسين، وعندما حاول الخروج فوجئ بفقدانه لبصره، وقال إنه لم يعد يبصر، وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية، لكن الفنان الراحل اسماعيل ياسين أدرك ما حل بصديقه، وسحب القصري من يديه ونقله للمستشفى.

صعقة من أقرب الناس

أصيب الفنان الراحل بالعمى، وعقب ذلك اكتشف خيانة زوجته الشابة الصغيرة له، حيث أجبرته على تطليقها، وزادت من جبروتها حين طلبت منه أن يكون شاهداً على زواجها من شاب يعمل بقالا ظل القصري يرعاه 15 عاماً وينفق عليه. أما الضربة الكبرى التي قسمت ظهر الفنان الراحل فهي حين اكتشف أن طليقته أقامت مع زوجها الجديد في شقته، وتركته حبيساً في غرفة من الشقة بمفرده، حتى أصيب بتصلب في الشرايين وفقدان للذاكرة، مما اضطر شقيقته لاصطحابه إلى شقتها في حي الشرابية شمال القاهرة، وظل معها حتى وفاته.

أمراض أخرى ونهاية حزينة

أصيب الفنان الراحل بأمراض أخرى مثل الكلى والقلب والسكري، وعجزت شقيقته عن الإنفاق عليه، لذلك قامت الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذ القصري، وقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له، وسعت نجوى سالم أيضاً لدى صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتها، فحصلت له على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية، وقادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم. في 8 مارس من العام 1964، أصيب الفنان الراحل بغيبوبة سكر قاتلة، نقل إثرها إلى مستشفى المبرة ولفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]