يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني اليوم الذكرى الـ42 ليوم الأرض الخالد، اليوم الذي هبت فيه الجماهير العربية رافضةً لمخططات المصادرة العنصرية وتهويد الجليل ومعلنة الإضراب العام والشامل والاحتجاج الواسع، الأمر الذي قوبل حينها اجتياح اسرائيلي لعدد من البلدات العربية مما أسفر عن ارتقاء 6 شهداء وإصابة العشرات. (الفيديو لفيلم تقريري أعدته قناة الجزيرة عن يوم الأرض).
 

وفي يوم الأرض تنظم فعاليات عديدة، أبرزها مظاهرة عرابة المركزية، مظاهرة في النقب وأخرى في أراضي الروحة بالمثلث المهددة بالمصادرة، وكذلك جولة في الصباح للقيادات على عائلات الشهداء، هذا على صعيد الداخل الفلسطيني، أما في الشتات فتنظم اليوم وقفات وفعاليات في عدد من الدول العربية والعالمية، أما في الضفة والقطاع، فتنظم مظاهرات عديدة، أبرزها مسيرة العودة الكبرى التي من المزمع أن تنطلق اليوم ويشارك بها الآلاف من غزة نحو الحدود الإسرائيلية وسط قلق إسرائيلي شديد.

العنصرية

يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل هذا العام يوم الأرض، في ظل عنصرية باتت متفشية بشكل وقح ضده، في ظل انقسام بين فئاته وفي ظل حكومة إسرائيل هي الأكثر يمينية في التاريخ، ورغم كل هذا لم يتوحد أبناء شعبنا في مواجهتها.


أكبر المصائب .. هل ما زالت فلسطين قضية العرب الأولى؟

ورغم أن الأمور التي ذكرت أعلاه كلها مؤسفة ومحزنة، كلها مصائب، إلّا أنها لا تساوي شيئًا بجانب المصيبة الأكبر، وهي أن القضية الفلسطينية ما عادت قضية العرب الأولى، حيث أن الشعب الفلسطيني يحيي هذا العام الذكرى الـ42 ليوم الأرض الخالد، وقضيته الفلسطينية التي كانت قضية العرب الأولى والأهم، ما عادت كذلك، فالعالم العربي غارق بأزماته وفتنه الخطيرة، بدءً من سورية التي كانت دائمًا حاضنة للقضية الفلسطينية والمقاومة والتي تعيش حربًا قاتلة منذ 7 أعوام، رغم أن الغمامة بدأت تزول والحل السياسي بات ممكنًا. مرورًا بالعراق الذي دمره الاحتلال الأمريكي منذ 2003 وما زال ينزف جراح الإرهاب والدمار، وصولًا إلى مصر التي لم تعرف الاستقرار منذ أن اعلن ما يسمى "الربيع العربي" ووصولًا لدول المغرب العربي الذي يضربها الإرهاب من حين الى آخر .. يحيي شعبنا الفلسطيني يوم الأرض في وقت ضاعت فيه بوصلة العرب، أو قسم كبير من العرب، فصار العدو صديقًا، حيث أن بعض الدول العربية وخصوصا دول الخليج باتت تغازل إسرائيل بشكل علني وحتى جهات أخرى. يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني هذا العام الذكرى الـ40 ليوم الأرض في اسوأ فترة تعيشها الأمة العربية منذ مئات السنين، ويحارب شعبنا السياسات العنصرية وحيدًا، ليثبت لنفسه قبل العالم (الذي ما بات يعرف العدل)، أنه شعب الصمود والقوة والإصرار، الرحمة لشهداء يوم الأرض، ولكل شهداء شعبنا الفلسطيني، بدءً من اولئك الذي حاربوا منذ البداية ضد احتلال شعبهم من قبل كل محتل مر على هذه الأرض، وصولًا للذين لم تجف دمائهم بعد. يوم الأرض.

يوم الأرض .. الخلفية التاريخية

تعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل" وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل ، عِلماً بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48 – 72 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 . وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفي تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار (مارس) احتجاجاً على سياسية المصادر وكالعادة كان الرد الإسرائيلي عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت بإطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

شهداء يوم الأرض هم: خير ياسين، خضر خلايلة، خديجة شواهنة، رجا أبو ريا، محسن طه، رأفت الزهيري .. أشرف الناس هم، في جنات الخلد هم.

وكتب الشاعر والقائد توفيق زياد في يوم الأرض:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج , كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار , كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل
هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
لكل فعل رد فعل:- ... إقرأوا
ما جاء في الكتاب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]