الدكتور عدي فرنسيس، مدير قسم أمراض القلب في مستشفى العائلة المقدسة:"علينا التقيّد بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام لعلاج مستوى الكوليسترول السيء العالي"

"يجب عدم التهاون في علاج الكوليسترول السيء"

"الدواء الجديد أثبت نجاعته في علاج ارتفاع الكوليسترول السيء وخفض نسبة الوفيات وقلل من حالات الإصابة بالجلطات"





ينصح الأطباء بمتابعة مستويات الكوليسترول في الجسم، خصوصا الكوليسترول السيء (LDL) من أجل الحفاظ على مستوياته السليمة، حيث يؤدي ارتفاع الكوليسترول الى حدوث الكثير من المضاعفات أبرزها المتعلقة بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانسداد الشرايين وتصلبها، وكذلك الإصابة بالجلطات وغيرها. للحديث عن هذا الموضوع وأحدث العلاجات والأبحاث، التقينا د. عدي فرنسيس، مدير قسم أمراض القلب في مستشفى العائلة المقدسة، في الناصرة، وكان معه هذا الحديث.



*حدثنا عن العلاجات المتبعة لخفض مستويات الكوليسترول السيء LDL المرتفعة في الجسم؟


"تعمل العلاجات القائمة اليوم على خفض مستوى الكوليسترول الضار LDL بعدة وسائل ومسارات حيث يتم العمل على تقليل انتاجه، وهذا يتم من خلال العلاج بواسطة مجموعة الستاتينات - statins، التي تؤدي إلى عدم حدوث الكوليسترول في الجسم، مما يخفض حدوث الجلطات ومنها جلطات القلب وبالتالي خفض نسبة الوفيات جراء أمراض القلب وانسدادات الشرايين، الإمكانية الأخرى القائمة هي العمل على عدم امتصاص الكوليسترول من المعدة، من خلال تناول دواء ايزيترول. حديثا تم اكتشاف طريقة أخرى وتم اجراء الأبحاث التي أظهرت نتائج ممتازة، وهي تتعلق بالمستقبلات التي تستقبل الكوليسترول السيء LDL لتدخله الى الخلايا لتفتته، فعدم وجود هذه المستقبلات بكثافة معينة وسليمة يؤدي الى ارتفاع في مستوى الكوليسترول السيء، فعندما نرفع من كثافة المستقبلات، بواسطة العلاج الجديد او نمنع تفتت المستقبلات، نساعد بهذه الطريقة في تفتيت الكوليسترول السيء LDL، والذي لا يصل الى الأوعية الدموية.

مجموعة الأدوية الأخيرة التي تزيد من مستويات المستقبلات تعطى بواسطة حقنة تسمى PCSK9 Iinhebitor الأول هو ريباتا والثاني برالوينت . الدواء الأخير والذي عرض بعد نشر نتائج بحث واسع عنه هو "برالوينت" حيث يعطى الدواء من خلال حقنة مرة كل اسبوعين، ويجب أولا ان يتناول المريض الستاتين بالجرعة العلاجية التي يتحملها، ومن لا يأخذ العلاج بالستاتين بامكانه أيضا أخذ العلاج الجديد".







*ما هي ابرز نتائج البحث الأخير المتعلقة بانخفاض مستوى الكوليسترول السيء LDL في الجسم وما هي الانعكاسات الناجمة عن ذلك؟



"تم مؤخرا إجراء بحث ODYSSEY OUTCOMES وأظهر ان "برالوينت" قلل بشكل كبير جدا من الإصابة بجلطات القلب والجلطات الدماغية وقلل من حالات الوفاة، وذلك أيضا لدى المرضى المصنفين في مجموعة الخطر الشديد. شمل البحث عينة كبيرة من المرضى - 18924 متعالج، وقلل بشكل كبير من احتمال الإصابة بجلطات القلب والجلطات الدماغية ، وأنه لدى المرضى مع مستويات LDL فوق الـ 100 كانت النتائج بارزة أكثر والعلاج كان ناجعا وفعالا أكثر، وان هناك انخفاض مستمر بمستويات الـ LDL ، ويذكر ان المتعالجين حصلوا على العلاج بالستاتين. ومن النتائج البارزة ان المرضى الذين حصلوا على العلاج الجديد بالاضافة الى العلاج بواسطة الستاتين، حققوا نتائج أفضل من حيث خفض حالات الإصابة بجلطات القلب والجلطات الدماغية مقارنة بالمرضى الذين حصلوا فقط على العلاج التقليدي بواسطة الستاتين. لدى مجموعة المتعالجين مع مستوى LDL فوق الـ 100، وتلقوا العلاج الجديد انخفضت الاصابة بالجلطات والحالات المتعلقة بأمراض بالقلب والأوعية الدموية بـ %24، كما انخفض احتمال الموت بـ %29. الإصابة بحوادث قلبية ذات خطورة عالية والمعروفة باسمها MACE قلت بشكل كبير بـ %24".



*لكن معروف ان العلاج بالستاتين قد يسبب آلاما بالعضلات لبعض المرضى؟



"صحيح هنالك نسبة معينة من المرضى قد تعاني من الآلام خصوصا في العضلات بسبب استعمال الستاتين، وهنا يأتي دور العلاج الجديد لأنه يدمج بين العلاج بالستاتين والحصول على الحقنة مرتين في الشهر، الحقنة متوفرة بجرعات 75 ملغ و 150 ملغ، حيث يتم خفض جرعة الستاتين وبالتالي يخفف هذا الأمر من الآلام والمضاعفات لدى هذه الشريحة من المرضى".





*معروف ان تجاوب المرضى مع تناول الأدوية الثابتة لعلاج مستوى الكوليسترول المرتفع، هو قليل نسبيا، كيف تواجه هذا الأمر وكيف بالامكان تشجيعهم على تناول الأدوية بانتظام؟



"السبب الرئيسي هو الوعي، حيث يجب زيادة الوعي حول هذا الأمر، حتى اليوم نلمس نوعا من التهاون في علاج الكوليسترول المرتفع والذي من الممكن مقارنته مع كيفية علاج ارتفاع مستوى السكر وكذلك ضغط الدم المرتفع، حيث يوجد اليوم وعي أكبر للعلاج وكذلك الأمر بالنسبة للكولسترول حيث لا يجب التهاون في هذا الامر ويجب علاج الكوليسترول السيء المرتفع كعلاج مستوى السكر المرتفع وضغط الدم المرتفع. اليوم توجد وسائل وامكانيات علاجية اكثر متاحة أمام المرضى وذلك بفضل الادوية الجديدة لعلاج الكوليسترول المرتفع وفق التوصيات الأخيرة وبشكل ناجح أكثر. معروف ان العلاج التقليدي للكولسترول قد يسبب عوارض جانبية بالاخص اوجاع في عضلات الجسم لدى 10 – 15 % من المتعالجين والذين لم يكن لهم سابقا امكانية أخرى للعلاج وبفضل الأدوية الحديثة أصبح لدينا خيارا آخر لعلاج الكوليسترول السيء المرتفع".







*كلمة أخيرة ونصائح تقدمها للحفاظ على مستويات كوليسترول سليمة؟

"من المهم جدا ان يتابع الانسان مستويات الكوليسترول ، وينصح بمراجعة الطبيب والتقيّد بتعليماته وتناول الدواء بانتظام إذا قام الطبيب بوصفه للمريض، فأحيانا لا تكفي الحميات لوحدها لخفض نسبة الكوليسترول في الجسم. من المهم أيضا اتباع نهج حياة صحي وسليم لتجنب الاصابة بالعديد من الأمراض وليس الكوليسترول فقط، مثل تناول الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية كرياضة المشي وغيرها، كذلك من المهم الإقلاع عن التدخين ومتابعة ضغط الدم، ومن يعاني من السكري عليه متابعة مستويات السكري وكذلك مستويات الكوليسترول لأن خطر إصابته بمضاعفات ارتفاع الكوليسترول الضار يكون أعلى، ويجب ان نشدد على الغذاء لأن تغذيتنا تلعب دورا هاما في الحفاظ على مستويات الكوليسترول السليمة في الجسم ومستويات السكر وغيرها، وينصح بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهن".



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]