قال رجل الأعمال الفلسطيني البارز منيب المصري في مقابلة خاصة مع موقع بكرا إن على شعبنا الفلسطيني التوحد من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي في ظل القتل الدائر في قطاع غزة وما يجري من استهداف للأرض الفلسطينية.

وأضاف المصري في مقابلة مع موق بكرا إنه لم يتعامل مع أية شركات فلسطينية إسرائيلية مشتركة للتنقيب عن الغاز، مشددا على أنه سيقوم بمقاضاة كل من قام بنشر هذه الإشاعات.

اعتبر المصري، أن هذا الرد تفنيد جديد لكل الأكاذيب التي نُشرت، مؤكداً موقفه الثابت من التطبيع الاقتصادي ودعوته الدائمة لتعزيز مقاومة الاحتلال، وتعزيز نهج المقاطعة على المستويات كافة.

وأضاف المصري، أن جميع الموارد الطبيعية في فلسطين من ماء وهواء وغاز وبترول، هي ملك خالص للشعب الفلسطيني، وما تقوم به إسرائيل هو نهب لهذه الموارد، ولا يمكن قبول أي شراكة من هذا النوع.

رجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري عجز عن سداد جمرك سيارته

على ارتفاع يزيد عن 900 متر عن سطح البحر جلس رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري داخل غرفة معظم ما بها تاريخي يعود للقرن السابع عشر ميلادي.. يتناول فطوره المتواضع نسبيا مع عائلته الثانية كما وصفها "كانتي السريلانكية وزوجها روي وعاملين آخرين من ذات البلد، وزياد الفلسطيني من بيت لحم".

ينشغل أحيانا في الرد على هاتفه المحمول لينسق مواعيد بنفسه، ويعود لمتابعة الطعام. ثم قال "لقد فكرت في إنشاء هذا البيت عام 1953، ولكن لظروفٍ كثيرة بدأ العمل به بعد أكثر من 45 عاما من ذلك التاريخ، أحببت أن أجعله مكانا يستريح به الضيوف الوافدون إلى فلسطين ويناقشوا المواضيع التي تهمها.

ويتربع "بيت الضيافة" أو "بيت فلسطين"، والذي يطلق عليه أهل مدينة نابلس "القصر" على قمة جبل جرزيم "الطور" أو ما يلقب بـ(جبل البركة) أو (جبل الرحمة)، على مساحة أرض تقدر بآلاف الأمتار. بداخله كرسي خاص كان يجلس عليه "نابليون بونابرت" ولوحات وخزانة قديمة، وفي منتصفه تمثال لهرقل الجبار

آخر العنقود

ولد منيب رشيد منيب المصري في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية عام 1934 لعائلة مرموقة اجتماعيا واقتصاديا، فجده ووالده تعاقبا على منصب "مختار"، بالإضافة إلى كونهما من كبار تجار الحبوب وملاك الأراضي بفلسطين. كما كان والده يملك محلا لبيع الذهب ورثه عن أبيه، وما زال المحل موجودا بنابلس ويديره الحفيد الخامس لجد منيب، وبذلك تكون 5 أجيال تعاقبت عليه.

منيب، وهو "آخر العنقود" في عائلته المكونة من 8 إخوة وأختين، لا يعرف والده الذي توفي وعمره أقل من سنتين، فاعتنى به أشقاؤه الكبار، لينهي دراسته الثانوية في سن السابعة عشرة ويبحر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952 ليدرس في جامعة تكساس، ويحصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا والماجستير في الشؤون والعلاقات الدولية. وخلال تلك الفترة ارتبط منيب بزميلته الأمريكية في الدراسة وأنجبا طفلهما الأول ربيح.

ويذكر منيب قصة حدثت معه خلال العودة إلى الأردن عام 1956، فلم يكن يملك حينها إلا 30 دولارا، وعليه دفع جمرك السيارة التي يملكها ما قيمته 300 دينار. يقول "تدخل يومها وزير المالية صلاح طوقان، وسمح لنا بالمرور، وبعد 6 أشهر كاملة دفعت رسوم الجمرك".

الشركة الأمريكية والفوسفات

بدأ منيب عمله في الأردن كأول جيولوجي في وزارة الاقتصاد. لكنه ما لبث أن التحق بشركة "Phillips Petroleum" الأمريكية للتنقيب عن البترول، فاستأجر غرفة صغيرة له ولعائلته في العاصمة عمان ليستقر بها.

وخلال عمله مع الشركة الأمريكية ساهم المصري في رسم أول خريطة جيولوجية للضفة الغربية، حيث حفرت الشركة 5 آبار للتنقيب عن البترول اثنين في الأردن ومثلهما بالضفة وخامسا في البحر الميت. بذات الوقت كان منيب وزوجته يؤسسان "المكتب الأردني للخدمات الجيولوجية والهندسية"، والذي تحول لمجموعة شركات ضخمة تعرف اليوم بـ"Edgo Management Group". وهناك أنجبا طفليهما مي ومازن.

كما يفخر المصري بأنه ساهم في اكتشاف مناجم الفوسفات في منطقة الحسا، حيث كان يعمل مستشارا لمجلس الإعمار الأردني الذي كان يرأسه حينها الدكتور كمال الشاعر صاحب ومؤسس مجموعة شركات "دار الهندسة" المعروفة على المستوى العالمي.

فرحة الجزائر وعرفات

لم يتردد المصري عام 1962 في قبول منصب رئيس فرع الشركة الأمريكية في الجزائر، ويصبح مسئولا عن ما يزيد على 850 موظفا وعمرها لم يتجاوز الـ28 عاما. يقول: "كفلسطيني كنت أعشق الجزائر ونضالات شعبها، وعشت معهم فرحة الاستقلال، حيث كنت قبل قدومي للجزائر أستمع في كل ليلة للبيان العسكري الصادر من على قمة جبال "الأوراس" -معقل الثورة والمجاهدين الجزائريين-.

عشق المصري للوطن ورفضه للاحتلال بكافة أشكاله تعزز في الجزائر، فقد عايش تأميم أول خط لنقل الغاز هناك، مما سبب له مضايقات لاحقة. عن تلك المرحلة يقول "كان هناك إنتاج ضخم من البترول تسيطر عليها الشركات الفرنسية، وكانت "فيليبس بتروليوم" شريكة لإحداها.. حتى قرر الجزائريون تأميم أول خط لنقل الغاز في الجزائر، اجتمع بعضهم صدفة في بيتي". ويتابع "لقد سبب لي ذلك مضايقات نظرا لأن فرع شركتي المسؤول عن الجزائر كان موجودا في فرنسا، فبدأت السلطات الفرنسية تضايقني في تحركاتي".

وهناك تعرف منيب المصري على المرحوم خليل الوزير (أبو جهاد)، وذلك سنة 1963، الذي كان قد وصل الجزائر حديثا، وكان لا يزال عروسا، وقد قدم للجزائر ممثلا لحركة "فتح"، وقد بادرت لاحتضانه، وساعدت الفكرة بقدر استطاعتي، وتوثقت العلاقات بيننا. وذات يوم زرته في مكتبه فكان معه رجل عرفني عليه قال إن اسمه ياسر عرفات، "فأصبحنا صديقين عزيزين إلى يوم استشهاده".

الهمّ الخاص والوطني

تمسك شركة "فيليبس بتروليوم" بالمصري، دفعها لتعيينه مديرا لفرعها في لبنان عام 1965، ليبقى فيها حتى عام 1970، ويعود بعدها للأردن ليتفرغ لمجموعة "إدغو".

طيلة تلك السنوات (1956-1970) كان "المكتب الأردني للخدمات الجيولوجية" -مجموعة "إدغو"- يحقق نجاحات متتالية، وينتقل من دائرة الاستكشاف إلى دائرة التسويق والامتيازات، ويتحول تدريجيا إلى مجموعة شركات تعمل في المقاولات، والتنمية الصناعية والتجارة والتوزيع والتمثيل التجاري، وتطوير المشاريع، والتشغيل والصيانة. وتقدم أيضا خدمات هندسية لصناعات النفط والغاز والماء وتمويل المشاريع في الشرق الأوسط وإفريقيا. وباتت تنتشر اليوم في أكثر من 20 بلدا في العالم.

وعلى الصعيد الشخصي بات المصري رئيسا أو عضوا لأكثر من 40 شركة ومؤسسة اقتصادية وتجارية على المستوى العالمي. بالإضافة إلى توجهه للأعمال الخيرية والتطوعية، وبذات الوقت الأكاديمية من خلال رئاسته أو عضويته لمجالس أمناء بعض الجامعات الفلسطينية والعربية.

رغم كل هذا، لم يبتعد منيب عن همّ القضية الفلسطينية، فقد عايش جميع منعطفاتها. ومع كونه عضوا في المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني، إلا أنه يؤمن بالمقاومة السلمية للمحتل لأنه حق كفلته الشرائع الدولية.

والمفارقة في حياة منيب المصري أنه شغل منصب وزير الأشغال العامة في حكومة وصفي التل، رئيس وزراء الأردن الأسبق، بعد أن تداول الأمر مع الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية وكذلك مع الملك حسين، قبل أن يوافق على الاشتراك في الحكومة التي شُكلت مباشرة بعد أحداث أيلول 1970.

باديكو وتفرعاتها

وبعد إنشاء السلطة الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1994، عاد منيب مع مجموعة من زملائه وإخوانه وابن عمه صبيح المصري ليؤسسوا شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" لتأخذ موقعاً طليعياً في البناء والإعمار، برأسمال 200 مليون دولار، وصل اليوم لأكثر من 1.5 مليار دولار، حيث استطاع مجلس الإدارة أن يركز نشاطها الاقتصادي في قطاعات الصناعة والعقارات والسياحة والإسكان والخدمات.

ويتمثل هدفها الرئيس في المساهمة في إعادة بناء البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني من خلال التركيز في استثماراتها في قطاعات السياحة، العقار، الصناعة والتصنيع، التمويل، المناطق الصناعية، توليد الطاقة، الاتصالات وتقنية المعلومات. وكانت مسؤولة عن إنشاء سوق الأسهم الفلسطينية، وأول شركة تليفونات خاصة في المنطقة (بالتيل).

ولقد بذل منيب مع إخوانه وزملائه جهداً كبيراً في إنجاح عدد من المشاريع الإنشائية الإنمائية الاستثمارية للشركة في فلسطين لتبدأ في الإنتاج وتحقيق الإيرادات، وهكذا استطاعت "باديكو" تأسيس العديد من الشركات والمشاريع المستقلة والتابعة والمتفرعة.

ففي القطاع السياحي، أسست "باديكو" شركة فلسطين للاستثمار السياحي سنة 1997، كشركة مساهمة عامة محدودة، وكانت باكورة أعمالها إنشاء فندق "قصر الجاسر إنتر كونتننتال" بيت لحم (خمس نجوم)، وهو الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية. أيضا تتفرع من المجموعة شركة فلسطين للاستثمار العقاري.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]