أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة والتي إستهلت بتلاوة آيات عطرة ما تيسر من القرآن الكريم بصوت القارئ الشيخ سليم خلايلة مع الصلاة على النبي مما زاد أجواء روحانية إيمانية خاشعة.
وبعد رفع الآذان الثاني إفتتح الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع بحمد الله سبحانه وتعالى والإستعانة والإستغفار والهداية والشهادة به وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي العربي القرشي الذي إختاره الله تعالى ليكون خاتم النبيين وإمام المرسلين، وقال: "لا إله إلا أنت يا مقسم النعم على من تشاء كيفما تشاء متى تشاء بالطريقة التي تشاء، أنعمت علينا بنعمة الدين وأعظم بها من نعمة لمن ذاق حلاوتها وطلا بطلاوتها وإستنشق عبيرها وإستظل ظلها سائلين المولى أن يمن على البشر كافة دونما إستثناء بغض النظر عن اللون والجنس والقومية واللغة والعرق والمذهب والمشرب أن يمن على ذرية آدم كلها بالأمن والإيمان والسلم والسلام لأن هذا الكوكب الأرضي قد عج وقد كل وقد مل سفك الدم والحروب والتشريد والقتل والآلام والآهات، لو أن الأرض تنطق لنطقت بأنها قد تعافت من على ظهرها وملت وكلت من كثرة ما أوغل هذا الإنسان من ضلاله وطغيانه وظلمه وقتله وتشريده لأمان جنسه ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء))، الفساد إستشرى وإنتشر إنتشار النار في الهشيم بكل الصنوف نابع من الأنا العنا نابع من التسلط نابع من تقسيم الناس أحسن أقل شأنًا على إعتبارات ما أنزل الله بها من سلطان أقوى أعلى أجمل أفضل الأبيض يحتقر الأسمر الحرب المسعورة التي شنت على أبناء الجنس البشري منذ أن بدء الكون منذ البدايات منذ أن قال ((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين))، بمجرد يوجد أنا لا يوجد نحن شطب الآخر إلفاء الآخر، أرض الله واسعة تسع الجميع، الطمع، الله ليس مصادرًا لأحد ((الحمد لله رب العالمين))".

وأضاف: "النبي مر على رجل أعرابي يدعوا الله (اللهم إرحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا) فقال له النبي (يا هذا لا تحجم كبيرًا ولا تصغر عظيمًا فرحمة الله وسعت كل شيء)، باقي الشعوب من الذي خلقها من الذي كونها ومن أجل ماذا خلقها أصلًا ووضع القاعدة الذهبية ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))، الجميع عبيد لله شأنا أم أبينا طواعية أو كراهية الجميع مصبوغ صبغة الفقر والعبودية لله ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)) السلم البشري أساس الذي أبى الخلق تحطيمه والقفز فوقه وضعوا لأنفسهم سلالم تختلف وشنت الحروب منذ فجر التاريخ على هذا الأساس".
وتطرق فضيلته إلى قصة حول الطمع شاب شجع متأمل بالحياة كان يعمل مع والده يريد أن يصبح مليونير إختلف مع والده جاء إلى بلد يوجد بها مختار وبعد قضاء 3 أيام قال الشاب للمختار أنا شاب طموح ولدي برامج ولدي مشاريع أتمنى أن تعطيني قطعة من الأرض، أعطى المختار للشاب 10 دونمات مجانًا والشاب يريد أكثر وأن يأتي إلى المختار في اليوم التالي ومع المختار الخادم أعطى الخنجر للشاب وأينما يصل أن يرجع قبل غروب الشمس، وغربت الشمس ولم يرجع الشاب الخادم يقول للمختار لم يرجع الشاب المختار قال ولن يرجع، في الغداة خذ معك شابين ومعولًا حتى تحفر قبره أين تجدوه ثم إكتب عليه لافته هذا الذي قتله طمعه.

وفي الخطبة الثانية عرض الشمائل المحمدية وأشار إلى إسرافيل عليه السلام يقول للنبي علي الصلاة والسلام (يا محمد إذا شئت أن نحول لك جبال تهامة زمردًا وياقوتًا وذهبًا وفضة) النبي قال له (لا، بل أبقى فقيرًا أجوع يومًا فأصبر وأشبع يومًا فأشكر) وبين المعنى الجميل للبوصيري في قصيدة نهج البردة (وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم) كان كالمسك أعلى من قمم الجبال عليه الصلاة والسلام.
وإختتم: "في هذه الأيام يصادف يوم النكبة يوم إستقلالهم يوم نكبتنا يوم أن طمعنا وطمع علينا ولا زالوا يطمعون علينا ونطمع على بعضنا وإختلط الحابل بالنابل تعليم الصغار الأطفال وتذكيرهم وتذويتهم يوجد يوم النكبة يوم أن نكب هذا الشعب شرد في شتى بقاع العالم، أصلًا لم ننكب نحن منذ 70 سنه بل قبل يوم أن أضعنا الدين وضلتنا الدنيا على الدين الله تخلى عنا الله تركنا والنبي قال (ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم) تقفون على بحار من الذهب الأسود أغنى أُمة في العالم من حيث الثروات والعقول لو أُستثمرت".

ودعا الله سبحانه وتعالى عز وجل أن يفرج الكرب عن شعوب العالم كله ويحقن الدماء ويعم الأمن في الأوطان.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]