"من يأخذ الانسولين من خلال المضخات عليه تقليل الكمية في ساعات النهار بـ %50 والعكس خلال الليل"

"من المفضل ان يقلل المريض من عدد وحدات الانسولين الأساسي البطيء الذي يتناوله"



أيام معدودة ويطل علينا شهر رمضان المبارك، حيث يتزامن في فترة حارة من العام، الأمر الذي يزيد التحدي امام الصائمين عامة ومرضى السكري بشكل خاص. للحديث عن صيام مرضى السكري للشهر الفضيل، التقينا د. توفيق زعبي ابن قرية سولم، وهو اختصاصي أمراض باطنية ومستشار أمراض السكري في منطقة الناصرة وضواحيها، وقدم لنا مجموعة من المعلومات والنصائح القيمة حول كيفية صيام الشهر الفضيل بأمان، وكيفية تناول الأدوية.

يقول د. توفيق زعبي في مستهل حديثه: "نحن نتحدث عن فئة من مرضى السكري والذين يسمح لهم بالصيام، يجب زيادة الوعي لدى هذه الفئة حول الاعراض والمخاطر التي قد تحدث خلال الصيام وكيفية التقليل من حدتها ومنعها. من بين المخاطر والتحديات التي تواجه الصائم الإصابة بالجفاف، ففي هذه الفترة درجة الحرارة عالية وكذلك ساعات الصيام طويلة، وهذا يشكل احتمالا أكبر لحدوث الجفاف، لذلك يجب العمل على منع الاصابة بالجفاف، ويجب استغلال الفترة بين الافطار حتى السحور لشرب كمية كافية من السوائل، وكذلك ينصح بإيقاف تناول الادوية التي تزيد من ادرار البول مثل الادوية التي يتم تناولها لخفض ضغط الدم. يمكن استبدالها بأدوية أخرى وبذلك نمنع الجفاف. توجد شريحة اخرى من المجتمع مثل العمال الذين يعملون تحت اشعة الشمس خلال الصيام، وبالامكان منع الاصابة بالجفاف لدى العمال الصائمين من خلال تقليل عدد ساعات تواجدهم تحت اشعة الشمس فبالامكان مثلا بدء العمل في ساعة مبكرة أكثر، وانهاء العمل باكرا، فمن يصاب بالجفاف ويعاني من ضعف ووهن وهبوط في ضغط الدم، ولا يقدر على اداء وظائفه بشكل سليم، عليه الافطار كي يتجنب تفاقم حالته والتوجه لتلقي العلاج في المستشفى".

بالنسبة للعلاجات التي بالامكان أخذها وهي مناسبة للصوم، فقال د. توفيق زعبي: "توجد علاجات بالاقراص وعلاجات من خلال الحقن، العلاجات بالاقراص بالامكان تناولها دون اية مشكلة، لكن توجد انواع من الاقراص مفعولها يستمر بين 24 ساعة حتى 36 ساعة، مثل اماريل او جلوبين، مثل هذه الادوية تحفز افراز الانسولين لساعات طويلة، ومفضل ان يستشير الشخص الطبيب، وان يتناول بديل لها وادوية من نفس النوعية، مثل نوفونورم ويكون مفعولها بين 4 حتى 6 ساعات، وذلك لمنع حدوث هبوط السكر بالدم، يؤخذ الدواء قبل الوجبة، وباقي الادوية مثل جانويت، جارديانز، جارديانز دوو، فوركسيغا، كسيغدو، هذه ادوية بالامكان تناول حبة منها على الافطار وحبة على السحور، ومفعولها لـ 12 ساعة وتعطى مرتين في اليوم وهي مناسبة للصيام، ومن يتناول ميتفورمين 3 حبات في اليوم بالامكان خفض الكمية الى حبتين في اليوم، حبة على الافطار واخرى عند السحور.

توجد مجموعة من الاشخاص يتناولون العلاج من خلال الاقراص وكذلك الانسولين من خلال الحقن، وهنا لا توجد مشكلة بامكانهم تناول الاقراص وكذلك الانسولين لكن مفضل ان يقلل المريض من عدد وحدات الانسولين (تقليل 8 وحدات) مثلا من يتناول أنسولين أساسي البطيئ مثل اللانتوس أو ليفيمير ،30 وحدة ينصح بتناول 22 على سبيل المثال، لان مفعولها 24 ساعة ، وعند خفض الكمية نمنع امكانية التعرض لهبوط مستوى السكر في الدم، هنالك نوعان جديدان اخران من الانسولين الاساسي البطيء مثل انسولين توجيو ، الذي اثبتت الأبحاث ان اكثر أمان من حيث الهبوط بنسبة السكر خلال كل ساعات النهار كما انه هناك مرونة ثلاث ساعات في موعد الحقن وكذلك أنسولين تريجلوديك، وهما يتميزان بفعالية اطول من حيث ساعات الفاعلية حيث تتراوح بين 36 الى 48 ساعة، ومع مرونة في موعد تناولهما ، وأقل احتمال لهبوط مستوى السكر بالدم .

اما المريض الذي يتناول الحقن ذات المفعول السريع، مثل ، ابيدرا، نوفورابيد او هومالوغ بامكانه ان يأخذ 10 وحدات انسولين قبل وجبة الإفطار مباشرة، وكي يعرف المريض ان كانت كمية الانسولين التي اخذها مناسبة، عليه فحص مستوى السكر في الدم بعد ساعتين من الوجبة ويجب الا تزيد النسبة عن 180، وان كانت النسبة فوق الـ 180 بفحوصات متكررة فيجب رفع وحداد الانسولين بوحدتين.

من يتقيد بهذه التعليمات والتوجيهات يمنع انخفاض او ارتفاع نسبة السكر بالدم وبالتي يتجنب الافطار وايقاف الصيام، فلذة الصيام تمكن بأن يتمكن الصائم من الصيام بشكل آمن وسليم دون حدوث المضاعفات، ودون ان يفطر كي لا يصاب بخيبة أمل، فالتحديات التي تواجه مريض السكري كثيرة وعليه اخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة.

توجد أدوية تعطى من خلال الحقن مرة في الاسبوع، ولا مشكلة من اخذ الحقنة في ساعات الليل، مثل حقنة البيدوريون، وحقنة تروليسيتي، توجد ايضا حقن مرة في الْيَوْمَ مثل ليكسوميا و فيكتوزا هذه الأدوية تسد الشهية وتخفض السكر وتخفض الوزن ، وبالامكان تناولها دون اية مشاكل، ليكسوميا يتم اخذها قبل تناول الطعام بساعة، ومن يتناولون هذه الحقنة بالامكان تناولها قبل الافطار بساعة علما ان الحقن تحت الجلد لا تسبب الافطار، وكذلك فحص نسبة السكر بالدم باستخدام الابرة لا يسبب الافطار".

اما بالنسبة لفحص مستوى السكر بالدم خلال الصيام، فقال د. توفيق زعبي: "على مريض السكري متابعة مستوى السكر بالدم خلال الصيام وعليه ان يقيس مستوى السكر بالدم من 2 - 3 مرات في اليوم، في ساعات الصباح مثلا في الساعة العاشرة صباحا، مرة اخرى في ساعات الظهر واخرى بين العصر والمغرب، او مرتين في اليوم في ساعات الصباح وفي ساعات العصر. من كانت لديه نسبة السكر في الدم 80 في ساعات الصباح فيجب عليه الافطار لان ساعات الصيام طويلة وهنالك احتمال لهبوط مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، خاصة وان الادوية والانسولينات التي تناولها المريض تعمل ايضا اثناء الصيام، وهذا ما يزيد الخطر، اما ان كانت نتيجة الفحص مثلا 80 في ساعات العصر، فبالامكان الاستمرار بالصيام، لكن المطلوب من الصائم ان يخلد للراحة وعدم ممارسة الرياضة او بذل اي مجهود جسماني آخر كي لا يحفز هبوط اضافي في نسبة السكر بالدم".

وأضاف د. توفيق زعبي: "يوجد علاج جديد يدعى سوليكوا وهو عبارة عن مزيج من الغلارغين وليكسيسينتايد بحقنة واحدة وهو يحقن مرة في اليوم ويمكن اخذ الحقنة قبل الوجبة التي يختارها المريض، وفِي رمضان تحقن سوليكوا قبل الافطار ، ويوجد علاج أكسولتوفي ، وهذا العلاج يعطى حقنة باليوم وهو عبارة عن مزيج فيكتوزا وتريجلوديك في حقنة واحدة، مريض السكري بامكانه استخدام الحقنة بشكل عادي بعد الافطار ومفضل تخفيف الكمية بـ 4 وحدات وان يتابع فحص السكر خلال النهار لتحديد الكمية المناسبة له، وهذه الحقنة مرة في اليوم وبالامكان تناولها في ساعات المساء".



اما عن العارض العكسي فقال د. توفيق زعبي: "قد يصاب المريض بالعارض العكسي، وهو ارتفاع السكر بالدم - الهيبرجليكيميا، فان وجد المريض ان نسبة السكر في الدم تجاوزت الـ 250 - 300 خلال الصيام فيجب عليه الافطار، لان الجسم يدر كمية اكبر من البول، وبذلك يزداد احتمال الاصابة بالجفاف، والجسم يحتاج الى الطاقة وعادة ما تخور قوى هؤلاء الاشخاص، فمن يعاني من نسبة سكر عالية يصاب بنوع من الخمول ويبقى نائما في السرير، لذلك مفضل ايقاف الصيام، ويجب استشارة الطبيب لمعرفة الاسباب وكيفية منع هذه الحالة، من خلال تعديل بالأدوية وبموعد تناولها".



اما عن الفئة التي يمنع ان تصوم، فقال د. توفيق زعبي: "الفئة من النوع الاول يتم علاجها فقط من خلال الانسولين، هؤلاء بامكانهم الصيام لكن يجب تخفيف الانسولين الاساسي البطيء في ساعات الليل، واخذ الانسولين السريع مع الوجبة، حيث يجب ان يتناول مرضى السكري من النوع الأول وجبة السحور والالتزام بأخذ حقنة انسولين من النوع السريع، لمنع ارتفاع نسبة السكر بالدم والتي تؤدي الى ارتفاع لحموضة الدم، بينما المرضى من النوع الثاني مفضل أخذ قرص ميتفورمين بدلا من حقنة الانسولين لمنع هبوط السكر خلال النهار، ومهم جدا قياس مستوى السكر بالدم 3 مرات في اليوم كحد أدنى، ويجب تشجيعهم على الصيام كغيرهم مع اتباع التعليمات والتدابير اللازمة، مرضى السكري من النوع الثاني غير القادرين على الصيام هم من يعانون من الفشل الكلوي لان الانسان الصائم معرض للجفاف والجفاف يزيد من نسبة الفشل الكلوي ومفضل الا يصوموا، كذلك من يعاني من ضعف في عضلات القلب لان عليهم تناول ادوية خلال اليوم وعدم تناول الدواء قد يؤدي الى تجمع المياه في الرئتين، كذلك توجد فئة من مرضى السكري تعاني من هبوط حاد جدا من نسبة السكر دون ان يشعروا بذلك، والمرضى الذين يعانوا من هذه الحالة لا يتوجب عليهم الصيام، كذلك مرضى السكري المصابين بالالتهابات التي يرافقها ارتفاع في درجة حرارة الجسم، مثل التهاب في الرئة، التهاب البول، تقيؤ، إسهال، وغيرها، لا يتوجب عليهم الصيام".



اما بالنسبة للتغذية ينصح مرضى السكري "بتجنب تناول الخبز لان وجبة الصائم عادة تمتاز بغناها بالنشويات وانصحهم ايضا بتناول الخضار ، كذلك يجب الامتناع عن تناول الحلويات او التقليل قدر المستطاع منها والاكتفاء بتناول كميات قليلة، لمن لا يستطيع حرمان نفسه عنها، ولا يجب تناولها بشكل يومي، وكذلك ينصح الامتناع عن تناول المشروبات والعصائر الغنية بالسكر وبالامكان الاكتفاء بتناول الماء او المياه الغازية".



ومضى د. توفيق زعبي في حديثه: "توجد شريحة من مرضى السكري يحصلون على الانسولين من خلال المضخات، ليس فقط من مرضى النوع الاول انما ايضا مرضى السكري من النوع الثاني. اجمالا في الايام العادية كمية الانسولين خلال النهار تكون اكبر من الكمية خلال الليل، مثلا هنالك من يأخذ وحدتين في الساعة خلال النهار، ووحدة في الساعة خلال الليل، لكن في شهر رمضان الامر مختلف ويجب تغيير نظام أخذ الانسولين، وخفض %50 من الكمية خلال النهار، وزيادته في ساعات الليل، فعلى سبيل المثال من يأخذ في النهار وحدتين كل ساعة، وفي الليل وحدة كل ساعة يجب ان يأخذ وحدة كل ساعة في النهار، ووحدتين كل ساعة في المساء حتى السحور، ويتم ذلك من خلال المرشد والتقني المسؤول عن المضخة، وبامكان القراء التوجه لي لتحديد الكميات المناسبة لهم وللاجابة على اي استفسار عبر البريد الالكتروني: [email protected] ".



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]