نشر موقع "Eurasia Future" تقريراً تناول فيه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخارجية الأولى منذ "اختفائه"، حيث سيحضر حفل افتتاح كأس العالم (المونديال) في موسكو اليوم الخميس في 14 حزيران، مؤكداً أنّ لزيارته هذه أبعاداً استراتيجية، إذ يهدف عبرها إلى الاطلاع أكثر على تفاصيل خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسلام بشأن سوريا.

وأوضح الموقع أنّ بوتين، يبدي اهتماماً بتقوية شراكته الاستراتيجية مع المملكة، في ظل إرسائه توازناً في وجه إيران في الشرق الأوسط وسعيه إلى ضمان دعم سعودي لخطة السلام السورية، مشيراً إلى أنّ بن سلمان في المقابل يُظهر تفانياً لإحراز تقّدم على مستوى التقارب السريع والشامل الروسي-السعودي بقدر ما يستطيع، وذلك على المدى المنظور.

عن غاية الزيارة، شرح الموقع أنّ بن سلمان، الذي أصيب في حادثة حي الخزامى في 21 نيسان الفائت وفقاً لزعمه، سيكون القيادي الإقليمي الرابع الذي يصل إلى روسيا بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري بشار الأسد وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، كاشفاً أنّ بوتين أوجز لرجال الثلاثة بنفسه عن رؤية روسيا للحل السياسي في سوريا لفترة ما بعد الحرب.

وفيما افترض الموقع أن يكون بوتين قد ناقش الحرب في اليمن مع بن زايد بسبب دور بلاده الواسع هناك، توقع أن يعمد الرئيس الروسي إلى القيام بالأمر نفسه عند زيارة بن سلمان، إذ تحاول موسكو العمل خلف الكواليس في اليمن لوضع خطة سلام تنطوي على نسبة بسيطة من "اللامركزية" و"التوازن".

ايران ترفض المساومة 

وفي هذا السياق، بيّن الموقع أنّ طهران ترى أن موسكو ترسي توازناً ضدها في سوريا واليمن على السواء بطريقة من شأنها أن تجعل من روسيا الحكم الأعظم لشؤون الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ إيران لن تقيّم التطور في الدور الروسي بالإيجابي، طالما أنّها ترفض المساومة على مقاربتها الهادفة إلى ضمان وجود عسكري للحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في سوريا بعد الحرب.

الموقع الذي حذر من أنّ روسيا ستواصل تسهيل ضربات إسرائيل العقابية ضد إيران لحين تحول الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب بالوكالة إلى حرب تقليدية أو لحين طرد إيران من سوريا بشكل تام، اعتبر أنه من مصلحة إيران المباشرة بالانسحاب على مراحل من سوريا بشكل عاجل.

وفي هذا الإطار، كشف الموقع أنّ روسيا تنسق بشكل وثيق مع إسرائيل والسعودية والإمارات لضمان ممارسة ضغط كافٍ على طهران بما يتركها من دون خيار عملي باستثناء الالتزام بعدم التواجد عسكرياً في سوريا، ملمحاً إلى أنّ الرياض تمثّل الطرف الرابع الصامت في الاتفاق الإسرائيلي-الروسي-السوري بشأن جنوب سوريا، نظراً إلى أنّها تدعم آخر مجموعات المعارضة في تلك المنطقة التي يستعد الجيش السوري لتحريرها.

وفي ظل الضغوطات الأميركية العسكرية والاقتصادية وإرساء روسيا توازناً ضد مصالح إيران في سوريا، خلص الموقع إلى أنّ طهران ستلجأ إلى أقل الخيارات سوءاً، فتلتزم بالمساومات التي وضعتها موسكو لجهة انسحاب "الحرس الثوري" و"حزب الله" على مراحل من سوريا على أن تتركز شرق البلاد رداً على موسكو.

(ترجمة "لبنان 24" - Eurasia Future)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]