إنّها حتماً من بين اللحظات المحرجة التي يتعرّض لها الأهل بشكل دائم؛ فها هو أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء يتحمس بشكل كبير لرؤية صغيركِ ويطلب منكِ حمله، ولكن ما إن يصبح طفلكِ بين ذراعيه حتّى يتعالى صراخه وبكاؤه رافضاً البقاء معه... فكيف تتصرفين في هذه الحالة؟

جئناكِ في هذا السياق ببعض النصائح البسيطة ولكن المهمة التي ستساعدكِ كثيراً في هذا الخصوص، وذلك لتفادي الإحراج وتأمين راحة رضيعكِ في الوقت نفسه.

حافظي على هدوئكِ: قد لا تتنبّهين لذلك، ولكن طفلكِ يراقب تعابير وجهكِ ولغة الجسد لديكِ ويتفاعل مع ما تظهرينه من مشاهر بشكل كبير، وذلك منذ الأشهر الأولى. بالتالي، وإن بديتِ متوتّرة إزاء ما حدث، ستزيدين من التوتر والقلق لدى طفلكِ، ما يضاعف بكاءه أيضاً. فحافظي على رابطة جأشكِ، وإبتسمي له طيلة الوقت أثناء إعطائه لشخص آخر كي يحمله.

تكلمي في الموضوع: وهنا، نتكلّم عن التواصل مع الطرف المعني، كما مع الرضيع بحدّ ذاته. فإحرصي على مناقشة ما حصل مع الشخص الذي حمل طفلكِ، وإخباره بأن ما حصل هو أمر طبيعي للغاية ولا يجب أن يأخذ الأمور على محمل شخصي. أخبريه أنّه من الطبيعي أن يشعر الطفل بقلق الإنفاصل عن والدته، خصوصاً ما بعد الشهر السادس تقريباً، وأن ذلك لا يعني كون "الطفل لا يحبّه". أمّا فيما يتعلق بصغيركِ، فرغم أنّه غير قادر على التواصل كلامياً معكِ، إلّا أنه قادر على فهمكِ، أو على الأقل فهم نبرة صوتكِ المطمئنة. فأنظري في عينيه وقولي له بكلّ هدوء: "ماما ستعطيك لفلان ليحملك، لا تقلق حبيبي!"

خصصي وقتاً لخلق ترابط بين الطرفين: أمّا إن كان الشخص المعني هو أحد أفراد العائلة وبات الأمر يتكرّر رغم نواياه الحسنة وتعلّقه بالطفل، بإمكانكِ خلق المزيد من الفرص لتعزيز الترابط بينهما، وكي يعتاد طفلكِ عليه. كثّفي من زيارته أو من دعوته للزيارة، دعيه يلعب معه في كلّ مرّة أو يُضحكه، لتجدي أن المياه عادت إلى مجاريها عاجلاً أم آجلاً.

وتذكّري أن ما يمرّ به طفلكِ هو مجرد مرحلة مؤقتة لا أكثر، فسرعان ما سيصبح أكثر إنفتاحاً وراحة مع الآخرين خارج إطار عائلته الصغرى، خصوصاً مع الأقارب أو الوجوه المألوفة التي رآها من قبل!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]