تحياتنا إلى داعمات وداعمي سيكوي

نرسل إليكم هذه النشرة، بعد مرور نحو أسبوعين على تشريع الكنيست لقانون القومية، الذي يشكل ضربة خطرة جدا لمكانة وحقوق المواطنين العرب، جمعية سيكوي تعارض هذا القانون جملة وتفصيلا. وقد عبّرت سيكوي في الأشهر الأخيرة عن معارضتها لهذه التشريعات السيئة، من خلال المشاركة بتنظيم نشاطات احتجاجية، بالتعاون مع جهات أخرى، بما فيها مؤسسات من المجتمع المدني. وكانت آخر هذه النشاطات، في مطلع الأسبوع الجاري، إذ كنا شركاء بتنظيم النشاط الاحتجاجي على القانون تحت عنوان "درس اللغة العربية الأكبر في العالم"، كما أن رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة، كانت إحدى المتحدثين المركزيين في مظاهرة تل أبيب الكبرى ضد قانون القومية وندعوكم للإصغاء إلى خطابها الهام هنا.

قانون القومية التمييزي، لن يحول دون مواصلة جهودنا بالعمل من أجل دفع الشراكة والمساواة الحقيقتين بين المواطنين اليهود والعرب الى الامام، وأحد النماذج لذلك هو البحث الذي نشرناه مؤخرا: بحث "من العوائق إلى الفرص" حول تدريس اللغة العربية في المدارس اليهودية. بالإمكان قراءته كاملا بالعبرية هنا، أو قراءة الموجز التنفيذي بالعربية هنا.

من معطيات العام 2011 الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية، تبين بأن نسب النجاح بتدريس اللغة العربية في المدارس العبرية منخفضة جدا: 1.6% فقط من خريجي جهاز المعارف في المجتمع اليهودي يتقنون اللغة العربية بشكل بمستوى جيد جدا، ويعزون الفضل بذلك إلى جهاز المعارف. وبنظرة أشمل نجد بأن 8.6% فقط من عموم البالغين اليهود يتقنون اللغة العربية بشكل بسيط يمكنهم من إدارة محادثة يومية.
جاء البحث للرد على السؤال حول الأسباب لذلك، اذ تم من خلاله رصد عدد من العوائق الأساسية، ولعل أبرزها غياب الرقابة من قبل وزارة التعليم لعدد دارسي العربية، كما لم أن الوزارة لم تقر أي تدريج معتمد لفحص مستوى الإلمام باللغة العربية في اختتام كل عام دراسي. سبب آخر هو كون اللغة العربية ليست ضمن المواضيع الإلزامية لاستحقاق شهادة البجروت والحصول على علامة نجاح بالعربية ليس شرطا للحصول على شهادة البجروت الكاملة، ما يجعل هذا الموضوع يحظى بمكانة أدنى حتى من موضوع التربية البدنية. كما أنه ورغم تعريف تدريس اللغة العربية على أنه إلزامي في المدارس الإعدادية إلا أن هنالك طرقا كثيرة للالتفاف على ذلك، مثل تخصيص ساعات تدريس اللغة العربية لتدريس مواضيع أخرى. لشرح أكثر حول العوائق، راجعوا الفصل الثالث في البحث (باللغة العبرية).

لا يعالج البحث العوائق فحسب، إنما يتضمن توصيات عينية لتغيير الواقع القائم، ومن بينها: على وزارة المعارف أن تضع لها أهدافا عينية واضحة حول أعداد الطلاب الذين يدرسون العربية ومتابعة تقدمهم. كذلك، يجب إضافة ساعات تعليمية في الاعداديات وتحويل اللغة العربية إلى وحدة دراسية الزامية في البجروت تلزم الحصول على علامة نجاح في الصف العاشر من أجل استحقاق شهادة البجروت. هنالك أيضا توصيات هامة أخرى تتمحور بتعزيز الرغبة لدى الطلاب بدراسة اللغة العربية، ومن بينها المبادرة إلى حملة أعلامية من قبل وزارة المعارف لهذا الغرض. التوصيات الكاملة مفصلة في الصفحة 49 من البحث.

هذه التوصيات قابلة للتنفيذ، ولدينا قناعة تامة بأن تنفيذها – وإن كان تدريجيا، فإن بامكانه أن يحدث ثورة حقيقية بتدريس اللغة العربية بين المواطنين اليهود.

تم عرض البحث في لجنة المعارف البرلمانية، ومن دواعي سرورنا أنه قوبل باهتمام كبير، كما أن رئيس لجنة المعارف البرلمانية تبنى توصياتنا واعتبرها تلخيص لجلسة اللجنة التي اجتمعت للنظر بالموضوع. حظي البحث باهتمام اعلامي واسع:
اقرأوا مقالة غيلي ريعي، المديرة المشاركة في قسم المجتمع المشترك، في صحيفة هآرتس وشاهدوا الحوار مع رون جرليتس، المدير العام المشارك لسيكوي في استوديو واينت، أو مع غيلي ريعي في برنامج "عوسيم سيدر".

واليوم فإننا نشمر عن سواعدنا استعدادا لمشروع مرافعة مكثف ومنهجي أمام وزارة المعارف، إذ أنه ورغم الرسائل السلبية التي يبثها قانون القومية، إلا أن هنالك سياسيين كثر من كافة أطراف الخارطة السياسية، يعبرون عن دعمهم الواسع للموضوع، وهذه فرصة علينا ألا نضيعها من أجل النهوض بتدريس اللغة العربية في المدارس اليهودية لما تحمله من أهمية بالمساهمة بتصديع العزلة ما بين المجتمعين، العربي واليهودي في البلاد.

نسرين مرقس وغيلي ريعي،
المديرتين المشاركتين لقسم المجتمع المشترك،
جمعية سيكوي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]