"قد تظهر أعراض الحساسية في المسالك الهوائية التنفسية فتؤدي الى الربو (Asthma ) ، في الجيوب والممرات الأنفية تؤدي الى الْتِهاب الأَنْفِ الأَرَجِيّ (Allergic rhinitis) ، اما في الجلد فقد تؤدي الحساسية الى الْتِهابُ الجِلْد ( Dermatitis ) او الشرى (Urticaria)

للحديث عن الحساسية، انواعها ومسبباتها، بشكل عام، وعن الشرية والمعروفة بـ الأورتيكاريا، على وجه الخصوص، التقينا د. فارس سلامة، اخصائي الامراض الجلدية، طبيب مختص في قسم الجلد والمركز التجميلي في مستشفى ايخيلوب، وأخصائي الأمراض الجلدية في صندوق المرضى مئوحيدت، لئوميت ومكابي، وكان معه هذا الحوار.

ما هو تعريف الحساسية بشكل عام؟

"وظيفة جهاز المناعة هو حماية الجسم من مسببات الامراض المعدية كالفيروسات والبكتيريا، هذا الجهاز قد يخطئ أحيانا في التمييز بين مسببات الأمراض وبعض المواد الأخرى غير الضارة الموجودة في البيئة المحيطة وتدعى مواد مؤرجة (مسببة للحساسية)، عندما يتعرض الجسم لهذه المواد يقوم بمواجهتها من خلال انتاج اجسام مضادة (IG او Antibody) والتي تعمل على افراز الهيستامين ومواد اخرى تسبب ظهور اعراض الحساسية".

*ما هي أعراض الحساسية؟

"قد تسبب الحساسية اعراضا مختلفة قد تظهر على الجلد، في الجيوب الأنفية، المسالك الهوائية التنفسية، وفي الجهاز الهضمي، وتختلف حدتها ودرجة خطورتها من شخص الى اخر ويمكن ان تتراوح بين الحالات الطفيفة وحتى التقأ (anaphylaxis)، وهو وضع يصل الاشخاص فيه الى فقدان الوعي، هبوط ضغط الدم، الشعور بالاختناق وقد يسبب ذلك الموت. وتختلف اعراض الحساسية من شخص الى اخر ويتعلق ذلك باختلاف العضو الضالع او المصاب، فأعراض الحساسية في المسالك التنفسية قد تؤدي الى الربو (الأزمة)، في الجيوب والممرات الانفية قد تؤدي الى الالتهاب الانفي الأرجي، وفي الجلد قد تؤدي الى التهاب الجلد التأتبي، والشرية والمعروفة باسمها العلمي الأورتيكاريا".

*هل توجد إحصائيات حول الحساسية؟

"الاحصائيات تختلف بحسب العضو المصاب فبالنسبة للجيوب الأنفية "تتراوح نسبة المصابين بالالتهاب الانفي الأرجي بالحساسية بين 1.4-39.7% ، الحساسية في المسالك التنفسية والربو قد تصل الى 38% عند الصغار و 12% عند البالغين، في الجلد نسبة التهاب الجلد التأتبي قد تصل الى 20%. اما بالنسبة للشرى فهي عادة تكون حاله عابرة، وكذلك نحو 20% من الاشخاص بشكل عام يصابون بالشرية مرة واحدة على الاقل في حياتهم".

*ما هي الشرية وأعراضها؟

"مرض الشرية هو رد فعل للاوعية الدموية في الجلد نتيجة تعرض الجسم للمواد المؤرجة، ويظهر المرض كوذمات موضعية على الجلد، انتفاخات بلون وردي فاتح أو أحمر، قد تظهر الشرية خلال دقائق معدودة وقد تكون مصحوبة بالحكة، وتختفي بعد ساعات دون ترك اثر لتواجدها، لتعود وتظهر من جديد في أماكن أخرى. في %50 من الحالات ترافق الاصابات وذمات وعائية اي انتفاخات في الجفون او الشفتين او في اماكن اخرى (40 - 50% من الحالات)، وقد يتورط احيانا جهاز التنفس في الحالات الخطرة والنادرة مع انسداد مجرى التنفس وانخفاض ضغط الدم وصولاً الى حالة التأق. تتعلق آلية المرض بافراز الهيستامين ومواد اخرى من الخلايا المسماه بالخلايا البدينة - Mast cell، مما تؤدي الى نفاذية مفرطة في الاوعية الدموية في الجلد".

*ما هي انواع الشرية؟

"يمكن تقسيم الشرية الى نوعين، النوع الحاد وهو لأقل من 6 اسابيع، والنوع المزمن عندما يستمر المرض لأكثر من 6 اسابيع، يوجد تقسيم اخر يعتمد على تشخيص العامل المسبب، فهنالك حالات تظهر فيها الشرية ونستطيع تشخيص العامل المسبب ( 10%)، اما غالبية الحالات والتي تظهر فيها شرية لا يعرف العامل المسبب (الغالبية)".

*ما هي المواد المؤرجة الشائعة التي قد تسبب الشرية؟

"قد تكون المسببات هي المؤرجات المحمولة في الهواء مثل حبيبات اللقاح، الغبار، النباتات، فرو ووبر الحيوانات، المسببات الاخرى هي الأطعمة، مثل الجوز، السمك، المحار، الحليب، البيض، وهي قد تسبب الشرية لدى الأشخاص، كذلك لدغات الحشرات مثل النحل والدبابير، وايضا الأدوية مثل المضادات الحيوية، وبعض الادوية من مجموعات معينة مثل الادوية المسكنة للاوجاع، وادوية ضغط الدم، كذلك مواد كيميائية مختلفة موجودة في بعض كريمات التجميل وغيرها من المستحضرات. كما توجد ايضا عوامل فيزيائية تؤدي الى نوع خاص من الشرية المسمى "بالشرية الفيزيائية" الناتج عن التعرض للحرارة، البرد، الضغط، بذل مجهود جسدي او التعرض للشمس. هنالك ايضا، أسباب أخرى منها التهابات بكتيرية او فيروسية، لمس بعض النباتات مثل لبن التين وغيرها من نباتات تفرز بعضها مواداً مؤرجةً وتسبب الشرية".

*ماذا عن العلاجات بالادوية؟

"العلاجات الاولية التي نستخدمها هي مضاد الهيستامين وتؤدي الى تخفيف تأثير الهيستامين في الجسم والذي يسبب اعراض الشرية، وتوجد انواع منها تحتاج الى وصفة طبيب واخرى بدون وصفة طبيب.

يمكن تقسيم الادوية الى نوعين، النوع الاول هو من الجيل الاول، مثل دواء اهيستون، وما يميز هذه الأدوية هو الوصول الى الدماغ والتأثير عليه، ومن سيئات هذه الأدوية انها قد تؤدي الى النعاس وعدم التركيز وأحيانا تمس بالنوم حيث لا يكون النوم عميقا، وتأُثيرات اخرى غير مرغوب فيها. عادة تؤخذ هذه الأدوية أكثر من مرة في اليوم، مرتين او ثلاث مرات في اليوم.

الجيل الثاني من الادوية هي الادوية الاحدث والتي لا تجتاز الغشاء الذي يقي الدماغ ولا تدخل الى الدماغ ولا تسبب التأثيرات المتعلقة بالتركيز والتأثيرات السلبية الأخرى، مثل دواء "زيليرجي" أو "تلفاست" حيث يتميز الاخير بسرعة تأثيره، حيث يبدأ التأثير وتحسين أعراض الشرية خلال وقت قصير جدا، ويستمر عمل الدواء، لساعات طويلة. تظهر التوصيات والابحاث الاخيرة ان هذه المجموعة من الادوية آمنة جدا للاستخدام.

توجد ايضا انواع ادوية اخرى وهي عقاقير الستيروئيدات والتي تؤخذ عن طريق الفم وهي مواد فعالة جدا لكن استعمالها ممكن ان يكون لفترات قصيرة جدا لا تتعدى اسبوعين حتى 3 اسابيع لان لهذه المواد تأثير سلبي على الأمد الطويل مثل التسبب بهشاشة العظام، رفع ضغط الدم، رفع السكر وتأثير على المعدة ، لذلك يجب ان يكون استخدامها قصيرا وتعطى بالحالات الطارئة او الصعبة.

في الحالات الطارئة والخطيرة التي تؤدي الى ضيق التنفس او انخفاض ضغط الدم يتم استخدام الادرينالين والذي يعطى عادة على شكل حقن بواسطة طاقم الاسعاف اوعن طريق المريض نفسه ان كان مزودا بحقن خاصه جاهزه مسبقا بوصفة طبيب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]