تشهد الانتخابات المحلية في قرية المشهد هذا العام بروز فكر جديد في الترشح للرئاسة ولعضوية المجلس، حيث من بين الـ5 مرشحين للرئاسة، يبرز المرشح فاروق حسن بالنهج الجديد الذي قرر الترشح فيه كمرشح غير عائلي لأول مرة في المشهد، يمثل عائلته تماما كما يمثل كل عائلات القرية، ويصر على موقفه بأن الترشح لرئاسة المجلس يجب أن يكون وفق المعايير المهنية فقط. وإضافة إلى هذا الترشح غير النمطي، يتميّز المرشح فاروق حسن أيضًا عن باقي المرشحين بقائمة العضوية التي يدخل معها للانتخابات، قائمة "مشهدنا"، ويدور الحديث عن قائمة شبابية بامتياز، فيها تمثيل امرأتين ورجلين، ويميّزها أكثر أن الامرأتين هما، الباحثة في العلوم السياسية والاجتماعية جيهان حسن، والتي تتفوّق كل يوم أكثر رغم الاعاقة الحركية التي ترافقها، وكل من الطالبة الجامعية بموضوع الطب عدن عيسى، والطبيب محمد حسن.

وفي الأسابيع الأخيرة تصاعدت نسب تفوق المرشح فاروق حسن بشكل كبير بعد تلقي الدعم من عدة مجموعات وأشخاص لاقتناعهم التام ببرنامجه ونهجه الجديد ولثقتهم أنه يختلف عن باقي المرشحين كونه يجمع بين استقلالية القرار وبين الفكر الجديد الذي يضع مصلحة القرية فوق كل شيء، والاجتهاد- وفق أقوال المؤيدين الجدد.

حول أسباب ترشحه، طموحه، أهدافه، والتحديات التي تواجهه كمرشح بنهج جديد، تحدثنا مع المرشح فاروق حسن، وقد بدأ حديثه: قررت الترشح لرئاسة المجلس المحلي منذ الانتخابات الماضية، وفي هذه الانتخابات أخوض المنافسة وفق نفس المبدأ، وهو أن المشهد هي الانتماء الأول والأساسي لنا، ووفق هذا الانتماء علينا خوض الانتخابات، ووفقه أيضًا علينا إدارة المجلس، وقد حظيت بتشجيع كبير من عدد كبير من المواطنين، فكل كبير وصغير في المشهد يعرف أن القرية بحاجة إلى تطوير، إلى توسيع مسطح، إلى قسائم، إلى منطقة صناعية، إلى فعاليات ونشاطات، إلى خدمات عديدة، وكل كبير وصغير في المشهد يعرف أن الانتخابات هذه مفصلية ويجب أن تفرز الشخص الأكثر مهنية لأن القرية عليها فورًا مواكبة ركب التطور.

ما هو طموحك، وما هي اهدافك؟

- طموحي أن تصبح المشهد بلدة ناجحة على كافة الأصعدة، أن يسكن أبناء المشهد في المشهد، أن تصبح مؤسسات البلد مراكزًا آمنة ومفيدة لأولادنا وبناتنا، أن يكون لدينا حدائق ومناطق صناعية ونشاطات وفعاليات، أن تكون السلطة المحلية جسم فعال ومؤثر وايجابي لهذا البلد، وأعرف أن هذا الطموح قد يعتبره البعض أمنيات وأحلام، لكنه ممكن، ليس في عام أو نصف عام، لكنه ممكن بإدارة مهنية وعمل منظم. وهنا أتحدث عن البرنامج الذي سأعمل عليه بعد انتخابي رئيسًا للمجلس:

- تحسين حال المجلس المادي حتى الوصول لمرحلة انهاء الحاجة لعمل المحاسب المرافق. 

- توسيع مسطح المشهد خلال عامين من الانتخابات، مما سيفسح لعشرات الأزواج الشابة أن تبني بيوتها في المشهد. 

- العمل بشكل فوري للحصول على حق المشهد من المنطقة الصناعية "تسيبوريت" حتى لو وصل الأمر إلى المحكمة العليا.

- العمل على انشاء منطقة صناعية مصغرة تابعة للمشهد ضمن المسطح الجديد. 

- تفعيل القاعة الرياضية بمشاريع ثقافية ورياضية يمكن بسهولة جلبها عبر الخطة 922. 

- اعادة صيانة ملعب كرة القدم، ودعم كل مبادرة لتأسيس فريق كرة قدم جديد في المشهد.

- صيانة كل مدارس القرية، وبإمكان تجنيد ميزانيات لهذا الأمر. - تحويل كل مؤسسات القرية إلى متاحة لذوي الاعاقات، فنسبتهم في المشهد عالية والمؤسسات غير متاحة لهم.

- اشراك كل التيارات في المشهد بإدارة المجلس، تقسيم اللجان في المجلس على أعضاء المجلس من كافة القوائم، وتحويل دور الأعضاء إلى فعال ومؤثر. 

- الشفافية: توثيق جلسات المجلس المنتظمة وبثها مباشرة على الفيسبوك، وإتاحه كل الوثائق في المجلس لمتابعه مراقب المجلس والجمهور. 

- رفع نسبة التمثيل النسائي في كل المؤسسات، بداية بعضوية المجلس المحلي، ففي قائمة "مشهدنا" مرشحتين، وفي مختلف الوظائف. 

- تطوير مركز المسن بفعاليات ونشاطات اخرى والمزيد من الدعم. 

- صيانة البنى التحتية في المشهد، وهذا يكون بشكل فوري، حيث أن البنى التحتية وشوارع القرية بحاجة لصيانة فورية.

- دعم الطلاب الجامعيين بالمنح والمشاريع الأخرى.

- اقامة نشاطات وفعاليات ثقافية وتربوية، بينها مخيمات صيفية ودورات تعليمية.

- حل مشكلة السير في مدخل المشهد، حيث أن الدوار الجديد لم يحلها كما يجب.

- وغيرها من المشاريع عبر الخطة الخمسية 922 ومشاريع وخدمات عديدة أخرى تنقص المشهد رغم كونها أساسية.

والعديد من المشاريع والأمور التي يجب تطويرها فورًا، وممكن جدًا هذا الأمر بتخطيط مهني وعمل منظم وتواصل صحيح مع الدوائر الحكومية.


ماذا عن التحديات؟

- صحيح واجهتنا بعض التحديات، خصوصًا وأن شعارنا واضح، "تغيير حقيقي .. بالنهج كمان" بأننا نريد أن نترشح بشكل غير عائلي، فالبعض فهم هذا الأمر بأنه تحدٍ أو ابتعاد عن عائلاتنا، وخصوصًا بعض أبناء عائلتي، عائلة حسن، ولكن لاحقًا فهم الجميع المقصد، بأنني كأي شخص في المشهد وفي العالم، اعتز بعائلتي واحبها وانتمي، وفي نفس الوقت اعتز ببلدي واحبها وانتمي لها، المشهد بكل عائلاتها، ولكني اعتبر أن الترشح لرئاسة المجلس يجب ان يكون وفق معايير مهنية، وفق الكفاءة، وفق الاجتهاد والقدرات .. فرئيس مهني يقود المجلس إلى النجاح، ونجاح المجلس يعني نجاح القرية، ونجاح القرية يعني نجاح لكل أفرادها وعائلاتها، ومن ضمنهم طبعًا عائلة رئيس المجلس التي هي جزء من نسيج القرية. بحمد الله في الأسابيع الأخيرة بدأت الأمور تتغيّر، والرسالة وصلت للجميع، ورسائل الدعم بالمقابل بدأت تصلنا، وفي كل الرسائل شددوا على بعض الصفات التي بسببها قرروا دعمي كمرشح رئاسة ودعم قائمة "مشهدنا"، أبرزها استقلالية القرار، والشجاعة، والنهج الجديد كُليًا، ودور النساء، والقائمة الشبابية للعضوية.

كيف ترى الصورة في المشهد؟

- أرى أن "المشهَد" في المشهد بات مغايرًا عن كل المرات السابقة، وبأن قسم كبير من سكان القرية فهموا أن هذه الانتخابات هامة جدًا وستشكل منعرجًا مهمًا بتاريخ المشهد، فإما البقاء في قوقعة العصبية العمياء لتبقى البلدة على ما هي عليه وإما التصويت وفق ما يشير إليه العقل لتنهض بلدتنا حقًا نحو الأفضل، على كافة الأصعدة.

ما الذي حصل في أعقاب المناظرة مع المرشحين الآخرين؟

- ما حصل يوم السبت الأخير هو أنني اشتركت في مظاهرة مع زميلين من المرشحين فيما رفض المرشحان الآخران المشاركة أصلًا، وخلال المناظرة انتقدت زميلي وصديقي المرشح حسين سليمان، انتقدت نهجًا اعتبر أنه يسير وفقه، ولم انتقد شخصه، فنحن أصدقاء منذ اكثر من 20 عامًا، والأمور التي انتقدته بها خلال المناظرة، كنت قد انتقدته بها في وجهه اثناء لقاء جمعني به وببعض شبان القرية عن طريق الصدفة قبل فترة ووقتها تبادلنا الانتقادات حول المواقف السياسية، ورغم خلافنا فقد انتهى اللقاء وقتها بمصافحة وتأكيد على أن الصداقة لا تتأثر بالخلاف السياسي والنقد المتبادل وأنا أقدر هذا الرقي بالتعامل من قبله. يوم السبع بعد هذا الحديث الذي كان بالمناظرة، وكنت قد رددت جملة وواجهته بأنه قد قالها بانتخابات مضت، شعر بعض الأشخاص من القرية بالاستياء، منهم من لم يفهم ما قلته ومنهم من أراد استغلال هذا الأمر للتحريض والتضليل، وخصوصًا بعض الأطراف السياسية المنافسة وأهل المشهد شهدوا على هذا الأمر من أوله حتى آخره، وبكل الأحوال أنا أؤكد أنني لم أمس بأحد من القرية، ولم أهدف من كلامي إلا أن أكاشف وأتحدث بشفافية تامة لأن هذا نهجي، وإذا كان بعض الأشخاص قد فهموا الموضوع بشكل خاطئ أو استاؤوا من حديثي، أؤكد لهم أن هذا لم يكن القصد و "حقهم عندي" ، وأنا احترم وأحب كل شخص في بلدي ولهذا السبب ترشحت، وثبتت على نهجي، المناهض للفئوية، والمؤكد على أن البلد للجميع والمجلس وسيلة لخدمة البلد عامة وما نشري للمقابلة كاملة على صفحتي إلا جزء من المهنية والشفافية التي تؤكد على هذا النهج.

رسالتك لأهل المشهد؟

- رسالتي لأهلي في المشهد هي أن يفكروا في مستقبل بلدنا، أن ينظروا إلى حالها منذ 40 عامًا، هل هي بحاجة إلى تغيير حقيقي؟ وتغيير لا أعني فيه تبديل الرئيس الحالي فحسب، بل تغيير في النهج وفي طريقة الترشح وطريقة الإدارة وفي كل شيء، إذا كانت الإجابة "نعم"، فإنني المرشح الوحيد الذي يمثل هذا التغيير، وهذا أمر لا يخفى على أحد في المشهد، فنحن قرية صغيرة ونعرف بعضنا البعض، ويعرف كل مواطن المرشحين جيدًا، ويعرف أي مرشحين يمثلون ذات النهج المستمر منذ سنوات وأي مرشحين لن يغيّروا أي شيء، لأنهم قراراتهم قد لا تكون مستقلة 100%، وأي مرشح ثبت على موقفه بالتغيير نحو نهج جديد ومستقبل أفضل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]