نظم ائتلاف " صوتك قوة" يوم امس مؤتمرا في قاعة سينمانا في الناصرة بحضور واسع من النساء. هذا وقد تحدثت في المؤتمر كلا من مديرة نساء ضد العنف نائلة عواد، مركزة ائتلاف صوتك قوة سوسن توما شقحة، المركزة الاعلامية لائتلاف صوتك قوة سلام مشرقي بالاضافة الى مديرة مركز الطفولة نبيلة اسبنيولي، مدير مركز مساواة جعفر فرح والمسنقة الجماهيرية في التنظيم النسوي "كيان" والناشطة في الحراك السياسي في قرية اكسال نادرة ابو دبي. توالت عرافة الندوة الاعلامية ايمان القاسم وقد تفاعل الحضور مع الندوة ذاكرا اهمية دور المراة على الصعيد السياسي. يذكر ان ائتلاف " صوتك قوة" يشمل 11 جمعية: جمعية نساء ضد العنف، مركز الطفولة- مؤسسة حضانات الناصرة، جمعية الزهراء للنهوض بمكانة المرأة، جمعية نعم- نساء عربيات بالمركز، جمعية سدرة- النقب- جمعية تشرين- المثلث، مركز مساواة، حركة النساء الديمقراطيات، نعمت –نساء عاملات ومتطوعات في الناصرة، المثلث والجليل المركزي، جمعية انتماء وعطاء، جمعية انتماء وامل.

للمرأة نظرة شمولية ومقولة مختلفة في كل قضية وقضية من القضايا

استهلت الندوة السيدة نائلة عواد مديرة جمعية "نساء ضد العنف" المنسقة للائتلاف, وعللت عنوان الحملة, بحيث ان للمرأة نظرة شمولية ومقولة مختلفة في كل قضية وقضية من القضايا التي يعاني منها مجتمعنا, وعلى رأسها آفة العنف وانعدام الامن الأمان والتي تنهك قرانا وبلداتنا العربية. ودعت عواد في كلمتها لانتخاب القوائم والمرشحين الذين يناهضون العنف بأشكاله كافة, ويرفضون القمع على تنوع اوجهه ضد النساء على وجه الخصوص, وتوجهت برسالة لصاحبات وأصحاب حق الاقتراع بأن يختاروا مرشحين ومرشحات ركيزتهم/ن الهم الوطني ومواقفهم مناهضة لكافة اشكال العنف والتمييز من تحرشات جنسية وتعدد زوجات واقصاء وتهميش.

ما عن دور النساء في تحسين أداء الحكم المحلي تحدث السيد جعفر فرح في مداخلته واكد ان المجتمع خاسر في عدم دعم للنساء في السلطات المحلية, بحيث ان تهميش المرأة هو خسارة لكل المجتمع وليس فقط للنساء ذاتهن. وأضاف فرح بأن المعطيات التي بحوزة مركز مساواة الذي ينشط بالعمل مع السلطات المحلية, تشير الى ان الأداء النسائي في الحيز السياسي هو أداء ناجع يعود بالفائدة على المجتمع بأكمله.

اما في ما يتعلق بمعطيات التمثيل النسائي لهذه الانتخابات فقد تطرقت السيدة سوسن توما شقحة مركزة ائتلاف "صوتك قوة" واستعرضت مقارنة ما بين المعطيات لانتخابات العام 2013 والانتخابات الحالية, حيث تجلى الفرق الأبرز بعدد النساء اللواتي يترأسن القوائم الانتخابية, اذ ارتفع من مرشحة واحدة لرئاسة قائمة انتخابية في العام 2013, الى 12 مرشحة لرئاسة القوائم في هذه الانتخابات. ونسبت توما - شقحة هذا الإنجاز لارتفاع الوعي المجتمعي حول أهمية تقلد النساء مواقع صنع القرار, وتغيير الخطاب السائد بكل ما يتعلق في التمثيل النسائي في الحيّز السياسي, والذي يساهم الائتلاف مساهمة أساسية في التأثير عليه ويتخذه كأبرز الأهداف التي عمل ويعمل عليها من خلال نشاطاته وحملته الإعلامية.

التي تطرقت اليها السيدة سلام مشرقي المركزة الإعلامية لائتلاف "صوتك قوة" واستعرضت أهدافها واستراتيجيتها وآليات العمل التي قامت عليها, ووسائل انتشارها وكيفية تجلي تأثيرها على الخطاب المجتمعي, وعلى خطاب الأحزاب الانتخابية على وجه الخصوص. وأشارت مشرقي الى ان الحملة هدفت بالأساس للتأثير على الخطاب السائد, والتشديد على أهمية واحقية النساء بتقلد مواقع ريادية في السلطة المحلية, وعلى شرح وتعليل النظرة الشمولية والقيمة المضافة التي تحملها المرأة للسلطات المحلية. وتقدمت مشرقي في ختام كلمتها بالشكر للنساء اللواتي شاركن في الحملة الإعلامية كل باسمها: د. راوية جرجورة بربارة, السيدة زهرية عزب, د. رغدة نابلسي, د. نهاية داوود, السيدة سهى حامد والفانة امل مرقس. وأكدت على أساسية دورهن بتسليط الضوء على ابرز القضايا الحارقة التي يعاني منها مجتمعنا.

اما السيدة نادرة أبو دبي فقد تحدثت في مداخلتها حول النظرة المجتمعية لقضية التمثيل النسائي, بحيث اكدت أبو دبي بأنه ورغم النتائج غير الكافية لتمثيل النساء, الا ان المجتمع اليوم اصبح اكثر جهوزية لاستقبال التغيير في تركيبة الحكم المحلي, والجو العام بات ينظر لهذه القضية بنظرة تختلف عن ما مضى, الامر الذي منح النساء القوة والثقة بالترشح, ونسبت هذا التغيير للعمل المجتمعي الداعم للنساء والضاغط على القوائم والأحزاب والمؤثر على الخطاب العام ككل.

واستمرت الندوة بدائرة حوارية ما بين السيدة نبيلة اسبنيولي مديرة مركز الطفولة الشريك بالائتلاف, السيد جعفر فرح مدير مركز مساواة الشريك بالائتلاف والسيدة نادرة أبو دبي المنسقة الجماهيرية في "كيان" تنظيم نسوي والناشطة السياسية في الحراك السياسي "اكسال". وقد تمحور الحوار حول "كيف بتحسبها غير وبتحلها غير" بحيث قدم كل منهم رؤيته للتمثيل النسائي في السلطات المحلية, كما تم طرح العقبات والمعيقات التي تقف في طريق المرأة وتحول دون تقدمها في الحقل السياسي. وأكدت اسبنيولي في مداخلتها بأن ائتلاف "صوتك قوة" فرض خطاب وفرض سلوكيات مختلفة, أهمها منح المنصة لفئات مهمشة ورفع صوتها, والتشديد على ان قضية التمثيل النسائي في الحكم المحلي هي ليست قضية عدد فحسب, وانما قضية مضامين وقيمة مضافة تحملها النساء.

النساء العربيات نسبة 51% من الاقلية العربية في اسرائيل وعلى الرغم من الجهود المبذولة

تشكل النساء العربيات نسبة 51% من الاقلية العربية في اسرائيل وعلى الرغم من الجهود المبذولة من اجل احقاق حقوق النساء وتمثيلهن في مواقع صنع القرار ووضع قضياهن على اجندة السلطات المحلية، ما زالت قضايا النساء خارج دائرة الاهتمام والتغيير في التمثيل والواقع السياسي، اذ ما زال المجتمع الفلسطيني داخل اسرائيل يعتبر صنع القرار السياسي دور ذكوري مما يحول دون وصول النساء لمواقع صنع القرار السياسية. الجدير بالذكر انه منذ قيام الدولة وحتى يومنا هذا لم تنتخب سوى امرأة فلسطينية واحدة لمنصب رئيسة سلطة محلية حيث شغلت السيدة " فيوليت خوري" هذا المنصب في بداية سنوات السبعينات كرئيسة لمجلس كفرياسيف المحلي اما فيما يخص موضوع عضوية السلطات المحلية، جرى منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا انتخاب 44 امرأة فلسطينية فقط لعضوية السلطات المحلية من بين الاف الرجال العرب الذين انتخبوا لهذا المنصب.

كما تم التطرق في الندوة الاعلامية لاهمية وجود النساء في السلطات المحلية من ناحية اجتماعية، تربوية، ادارية وثقافية بالاضافة الى ذلك تم عرض معطيات حول نتائج الرصد الذي اجري في التغطية الاعلامية للتمثيل النسائي ولقضايا النساء في انتخابات السلطات المحلية بين الاعوام 2008- 2013 اذ انه خلال عام 2013 تم ملاحظة التطور في الطرح الاعلامي لقضية التمثيل النسائي والنشاطات العديدة التي قمن بها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]