بعدما تقطعت أوصاله في العراق وسوريا، يبدو أن تنظيم داعش الارهابي يعيد لملمة شتاته، ويتحضّر لمعركة مقبلة، ساحتها القارة الأفريقية، مستفيداً من حال الانقسام السياسي والفوضى الأمنية في ليبيا تحديداً.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، مساء الاثنين، إن جندياً على الأقل قتل في هجوم آخر لتنظيم داعش على بوابة تابعة للجيش جنوب منطقة الفقهاء التي شهدت هي الأخرى هجوما فجر اليوم راح ضحيته 4 مدنيين وخطف أكثر من 10 آخرين لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.

وأكد المسماري، خلال تدوينة على صفحته، أن الكتيبتان 73 و128 بدأتا في تنفيذ عمليات ملاحقة لفلول التنظيم في جبال الهروج القريبة من الفقهاء، وسط إدانات واسعة للحادث الذي تعرضت له المنطقة من قبل مجلسي النواب والدولة، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعومة دولياً، التي طالبت في بياناتها المنفصلة على خلفية الهجوم بضرورة توحيد مؤسسات الجيش والأمن لمواجهة خطر داعش.

لكن محسن البكوش، المحلل السياسي الليبي، أكد أن التنظيم يتغذى على انقسام الأجسام السياسية الحاكمة في البلاد، وقال إن "مطالب المجالس الثلاث بتوحيد مؤسسات الجيش والأمن استغلال سياسي ومحاولة كل منها اتهام الآخر بالعرقلة والرابح في كل هذا هو الإرهاب الذي يتمدد في فراغ الصراعات"، مشيراً إلى تحول منطقة الجنوب الليبي لساحة لتواجد كل العناصر الغازية من منظمات المعارضة التشادية إلى المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش.

معسكرات داعش

ونقل المحلل عن مصادر وصفها بالموثوقة أن "داعش يقيم معسكرات لتدريب بجبال الهروج البعيدة عن سلطة حكومات البلاد المنقسمة مستفيدا من حدود البلاد المفتوحة والقريبة من منطقته الجديدة لتسهيل وصول مقاتليه الأجانب"، مشيراً إلى أن مصادره تؤكد أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه حاليا.

من جانبه يؤكد المهدي بركة، الضابط بقوات الجيش ضمن كتيبة خالد بن الوليد، على عزم الجيش مقاومة الغازين للجنوب، مضيفاً أن "كتيبة خالد بن الوليد بتكليف ودعم من الجيش تمكنت من طرد عدد من فصائل المعارضة التشادية من أم الأرانب ومحيطها بمساندة من الأهالي"، موضحاً أن تنظيم داعش استفاد من انشغال قوات الجيش بملاحقة فلول المعارضة التشادية في الصحراء ونفذ هجومه على منطقة الفقهاء صباح الاثنين.

مراوغة ومعسكرات ثابتة

وبين بركة أن "رقعة الجنوب واسعة والاختلافات فيه متكاثرة وبالتالي فحجم التحديات أكبر من قدرة الجيش الذي يعاني نقصا في الإمكانيات والتسليح"، معتبرا أن حكومة الوفاق "تخلت عن الجنوب ولا تزال تراوغ في دعم الجيش بسبب خلافات سياسية فيما يعاني الجنوب الإهمال الكامل".

ونفى أن يكون التنظيم له القدرة على إنشاء معسكرات ثابتة للتدريب وتنظيم صفوفه بمعزل عن دعم فصائل المعارضة التشادية ودعم فصائل سياسية على علاقة بالإسلام السياسي في البلاد، مبيناً أن منطقة الهروج منطقة جبلية صعب فيها الحركة فضلا عن التدريب فيها.

وأكد أن التنظيم الذي بدأ في العمل وفق استراتيجيات جديدة أبرزها التخفي والسرية وتنفيذ عمليات مفاجئة "دليل على ضعفه"، لكنه أشار إلى أن القضاء على خلاياه المتحركة يتطلب دعما كبير.

وقال "كيف للجيش بإمكانياته الضعيفة أن يقاتل الإرهاب بالنيابة عن دول الجوار والمجتمع الدولي كله ينظر إليه ولا يدعمه ثم يتهمه بالقصور".

المصدر: العربية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]