شهد الوسط العربي مؤخراً عدّة حوادث عنف على إثر نتائج الانتخابات فمثلاً في طرعان تم القاء قنابل واستخدام الرصاص الحيّ وفي سخنين ألقيت قنبلة على بيت رئيس البلديّة المنتخب، صفوت أبو ريّا.

وفي ام الفحم وقعت جريمة قتل مؤسفة أودت بحياة محمود أيمن محاجنة، دون علاقة للانتخابات.

مجتمعنا العربي سجّل يوم أمس اكثر من عشرة حوادث عنف وإطلاق نار لأسباب مختلفة.

السؤال الذي يطرح: الى متى سيظلّ العنف يلازمنا وينهش في أجسادنا؟

 اسباب عديدة ومتنوعة لظاهرة العنف

المحامي علي حيدر قال لـبكرا:" هنالك اسباب عديدة ومتنوعة لظاهرة العنف الآخذة في الازدياد والاتساع والتفاقم في المجتمع العربي وقد اشرنا اليها في لقاءات ومقالات سابقة. وانه لمن المؤسف ان يلقى العديد من شبابنا حتفهم نتيجة استعمال السلاح واطلاق النار كما حدث مؤخرا في مدينة أم الفحم. كما أنه من المؤسف جدا والمعيب ان نرى عمليات الاقتتال الداخلي والنزاعات والصراعات والمواجهات على اثر إعلان نتائج الانتخابات للسلطات المحلية في عدد من البلدات العربية. هنالك مسؤولية تقع طبعا على الشرطة لعدم نجاعتها في التدخل السريع وفي منع وصول الأسلحة للبلدات العربية وجمعها وتقاعسها وتخاذلها عن أخذ دور فاعل؛ وفي كثير من الاحيان تواطئها مع قوى الإجرام ولكن مع كل ذلك. فهنالك مسؤولية أساسية تقع علينا كمجتمع. هذه هي مشاكلنا وعلينا المبادرة لحلها. ولن تأتي أي قوى خارجية لحلها".

وأضاف:" هنالك عوامل بنيوية تتعلق بالمبنى الاجتماعي والاقتصادي وخصوصا العصبية العائلية والطائفية التي استفاقت من سباتها في الانتخابات وأدت الى بروز النعرات وحتى الاستماتة من أجل إعطاء معان مخطوءة للهويات. كما أنه لا يوجد وعي كاف لماهية العملية الديموقراطية وحق المواطن بالتصويت واتخاذ القرار والمشاركة والحرية ومعنى الحسم الديموقراطي. كما ان هنالك فرق وفجوة بين تصريحات المرشحين في كثير من الامكنة والممارسات في الحقل. أضف الى ذلك بأن هنالك نفس شعبوي بغيض اصبح يهيمن على المشاهد الانتخابية ومحاولة إحياء الكراهيات القديمة ورؤية الخصوم السياسيين أعداء".

خلُص حديثه بالقول الى انّ:" إن هذه الاسباب جميعا تحتم علينا أخذ المسؤولية على واقعنا والعمل على إصلاح المجتمع كخطوة أساسية من أجل إصلاح السياسة. ويجب ايضا التأسيس لمشروع أخلاقي متكامل يشكل مرجعا للسلوك الفردي والجماعي والاهم من كل ذلك أن تكون قيادات في جميع المجالات تشكل نماذج للمحاكاة الإيجابيّة.. العنف يقوض ويدمر المجتمع من الداخل ولذلك يتحتم علينا مواجهته في جميع الاصعدة وباستراتيجيات متداخلة من أجل تعزيز وبناء المجتمع من الداخل".

تصرف الكبار 

الشيخ كامل ريّان من مركز أمان لمجتمع أمن قال بحديثه مع بكرا:" للأسف ان حوادث العنف والجريمة التي حدثت وما زالت متتالية لم تعد مرتبطة بمنطقة معيّنة او بلد معين او شريحة معينة خصوصا اننا ما زلنا نتابع هذا المشهد المريع وقد اخترق جميع البلدان وجميع المناطق ليصل الى كل حارة وحارة".

وتابع:" القلب يعتصر امام هذه المشاهد التي رأيناها في الأيام الاخيره حينما اختار مجتمع بأسره قيادة وشعبا رعاة ورعيّة لغة العنف ليتحاورا من خلالها من أجل الوصول الى مبتغاهم وتحقيق احلامهم الكابوسيّة. للأسف لم تدرك بعد قياداتنا ان التشرذم والتمزق والتشتت و الذي فيما بينهم هو الدفيئة الاولى التي تبعث سهام الخصومات والصراعات بين باقي مركبات شعبنا وتدفع الى تبني لغة العنف للحوار فيما بينهم.
لم تدرك قياداتنا ان كلم لسانهم على بعضهم البعض هي بمثابة السيوف والسهام بيد ابنائهم ومريديهم وترجمة ذلك اصبح لا يتم الا من خلال الرصاص والمفرقعات والعصي والحجارة".

وختم كلامه قائلا:" مجتمع لا يستطيع ان يعبر كباره عن فرحه بفوزه الا من خلال المفرقعات الناريّة فلا يعجب ان يعبر صغاره عن غضبهم من خلال الرصاص والدماء .مسؤولية هذه الأحداث تقع اولا علينا ثم علينا ثم على سياسة الدولة التمييزية بكل مؤسساتها لاني ادرك تمام الإدراك انه بإمكاننا ان نتنازل عن بعض المفاهيم الشاذة ة لتي اخترقت مجتمعنا بإرادتنا وبقرارنا نحن وان نستبدلها بمفاهيم التفاهم والتسامح والتأني والقناعة والصبر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]